تحامل على عقود عمره التي جاوزت اكثر من السبعة، وتوكأ على محبته لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وجاء من احدى محافظات ايران وهو البصير الذي لا يرى بعينيه ولكنه يرى بنور بصيرة محبته للحسين الشهيد، لم يكتفي بأن يأتي وحدة للزيارة، بل يصر على ان يجلب معه افراد عائلته، وبالاخص بناته واحفاده ليزرع بهم الثورة الحسينية التي وقفت بوجه الطغاة والظالمين، واصبح هذا البصير إنموذجا للاقتداء به والسير معه وتحمل التعب والجهد والمسير لمئات الكيلومترات من البصرة الى مدينة الشهادة كربلاء الطف.
الطفولة والشعائر
ويقول لوكالة نون الخبرية انه " غني ناصح زادة" (76 عاما) من مدينة عبادان في ايران، منذ طفولتي تعلمت قصة الحسين (عليه السلام)، لان اهلي واخوالي فيهم قراء قرآن وخطباء منبر، وكنا نشارك في كل الشعائر الحسينية مثل المحاضرات ومجالس اللطم، وكانت تقام في مضايف الشيوخ وتقدم للمعزين مختلف الخدمات، وفي العاشر من المحرم يقرأ المقتل ونحضر هذه المجالس، وكان اهلنا رجالا ونساء يعبرون من عبادان الى البصرة للحضور في الزيارة الاربعينية، وكانت يعبرون بالزوارق ويضعون ملابسهم في "زنبيل"، وكان الكرم البصري معروفا منذ العقود الماضية وزوارنا يبيتون في بيوت البصريين، وفي العام 1977 فقدت بصري وكنت اتابع الشعائر عبر التلفزيون والاذاعة بعد ان منعت الزيارة".
وبعد سقوط النظام المباد اصبحنا نأتي عبر السيارات في حملات تفوييج الزائرين بهذه المعلومة يوضح "ابو عبد الرضا" عودته لزيارة ضريح أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وبعد سنة جئت مع ابنتي ومجموعة من معارفي سيرا على الاقدام من منفذ الشلامجة، ولاول مرة ادخل من منفذ حدودي واسير الى كربلاء المقدسة، ودخلنا الى البصرة ثم الى قضاء البطحاء، وتلاقفتنا ايادي المعازيب، حتى وصلنا الى كربلاء المقدسة، وهذه هي المرة الخامسة التي اسير فيها ماشيا من البصرة الى كربلاء المقدسة، واتعمد ان اصحب مع عائلتي زوجتي وبناتي واحفادي وزوج ابنتي لأزرع بهم الثورة الحسينية ضد الظلم والطغيان، ويرافقنا شباب ايضا، واصبحت محفزا لهم في المسير واسبقهم وانافسهم"، ناهيك عن "التأثير بكثير من اهالي منطقتي وشبابها، كوني ضرير واقود عائلتي من منطقة جميان على نهر الكارون سيرا على الاقدام من منفذ الشلامجة الى مدينة سيد الشهداء، ولا اشعر بالتعب بل اشعر بقوة وطاقة تحمل كبيرة، وعندما اصل الى كربلاء المقدسة وادخل الى ضريح الامام الحسين (عليه السلام)، تتملكني نوبة من البكاء واسترجع شريط قصة الطف وآهات الحسين (عليه السلام) واهل بيته واصحابه، والسبايا والعيال، ويذكر حادثة حصلت معه حيث كانت الجموع البشرية غفيرة قادمة من ايران للزيارة في العراق، واضطرت السلطات الايرانية الى اغلاق المنفذ الحدودي، وكان ولداه يحاولون الدخول الى ايران فصعب عليهم الامر وجاء الي احدهم ليخبرني بان المنفذ يصعب عبوره، ومعناها اني لا استطيع الذهاب الى الزيارة، فناشدت الامام الحسين (عليه السلام)، بأن يسهل امر زيارتي، فوصلت الى المنفذ ووجدت المفاجأة ان كل الحشود دخلت وكان دخولنا سهل جدا".
قاسم الحلفي ــ ذي قار
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- (122) شهيد وجريح في قصف واحد.. سيدة لبنانية تروي قصة استشهاد شقيقتها و(5) ومن افراد عائلتها