بقلم: علي حسين
السيد النائب "...." لك في قلوب العراقيين الكثير من المحبة والإعجاب، كيف لا يحبونك ولا يقدرونك، وانت دائم السؤال عنهم، تتقصى أخبارهم، تتابع معاناتهم، لم يتوقف سؤالك عن أحوال المواطنين الذين يعيشون ظروفاً سيئة في أحياء تفتقد أبسط الخدمات.
كيف لا يحبونك وقد شمرت عن ساعديك قبل سنوات لإقرار قانون العفو عن مزوري الشهادات من السادة المسؤولين، فيما لا تزال تماطل في إقرار قوانين تساهم في رفع مستوى معيشة الناس، كيف لا نحبك ونحن نشعر بصدق أفعالك، وانت تصمت عن سرقات الحيتان الكبار، كيف لا نحبك وانت تعرض خدماتك بكل اريحية إلى دول الجوار، كيف لا نحبك وقد استطعت وبفترة قياسية، خلق طبقة جديدة من الانتهازيين سيطرت على موارد الدولة ومدت يدها في كل مكان.. طبقة سيطرت على كل الموارد فيما ملايين العراقيين يعانون كل ألوان الفقر وسوء الخدمات .. طبقة أوجدت ثقافة بائسة وفساداً في التعليم والصحة.
كيف لا نحبك وقد سرقت من الناس فرحتهم بالتغيير واملهم بفتح أبواب الاستقرار والبناء والتقدم، ولكن ثمار التغيير تسللت إلى عدد من الأشخاص من الأقرباء والأحباء وأصحاب الحظوة. واستطعت بشطارتك ان تُجلس على أنفاس الشعب مجموعة تحول العراق بين أيديهم إلى إقطاعية خاصة يديرونها لحسابهم الخاص.
السيد النائب (......) من واجبي أن أصارحك بأنك نجحت وبامتياز في تدمير الحياة السياسية وفى إفسادها وتسميمها، حتى مئة سنة مقبلة، لست وحدك بالطبع، فهناك آخرون إلى جانبك ساهموا في إفسادها، لكنك تقوم بالدور الأكبر، إن الفرق بينك وبين أي مسؤول آخر ساهم في الخراب هو أنك تبدو مقتنعاً بما تفعله، وترى فيه خدمة للوطن وصلاحاً للأمة، بينما الناس ترى فيه فساداً وانتهازية ولصوصية.
السيد النائب (..........)، لو أن هناك قانوناً يعاقب على عملية الفساد المالي السياسي، لكنت أول المسجلين في القائمة، وكنت أول من يطبق عليه هذا القانون. إنني أدعوك إلى أن تتخذ قراراً شجاعاً، ليس بالاعتراف بدورك في تخريب حياتنا، فهذا كثير ولا تقدر عليه، ولا أطالبك بدفع ثمنه، لكنني أدعوك إلى التوقف عن هذا المسلسل الطويل من الفرص الضائعة التي يعيش فيها العراقيين منذ ما يقارب الثمانية عشر عاماً، وكانت فرصة واحدة منها كافية لصياغة وطن معافى ومجتمع جديد، الناس ملت نجارب الفشل.
السيد النائب "...." الناس تريد ساسة ومسؤولين يتسارعون معهم نحو التنمية لاقتصادية والرفاخية الاجتماعية. الناس تريد برلماناً يفهمهم ويستوعبهم ويتفاعل معهم، برلماناً يعيش أوجاعهم، المواطن يحتاج إلى نواب يرون ويسمعون ويقرأون الأحداث جيداً.
أقرأ ايضاً
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الثاني