بقلم: علي حسين
الحمد لله انتهت الأزمة بين رئاسة الجمهورية في بلاد الرافدين، وبين جمهورية مجلة "السيدة الأولى" التي تتولى القيادة فيها موظفة في وزارة الثقافة، فقد أغلق القضاء العراقي شكوى مقدمة من رئاسة الجمهورية ضد مجلة بعنوان "السيدة الأولى"، هكذا زف لنا الإعلام البشرى، ولكي تكتمل الصورة شاهدنا على مواقع التواصل الاجتماعي الاحتفالية الكبرى التي أقامتها المجلة والسيارات المضللة التي أوصلت الضيوف العرب إلى مكان الاحتفال، وشاهدنا غابة البدلات الملونة التي فُصِّلت للمناسبة، والمفردات المقحمة عن العراق الذي يعيش أجمل عصوره.
لست في وارد الحديث عن أهمية مثل هذه المجلات فقد أخبرتنا رئيسة التحرير وصاحبة المجلة بأن مجلتها "نخبوية" ولم تخبرنا ما هي النخبة التي ستخاطبها ، وهل ستفتح ملفات تتعلق بالمرأة ومشاكلها في المجتمع ومصارحة المواطنين بما يحصل في بلاد "الواق واق"؟ سيقول البعض: أيها الكويتب ما الذي يضرك أن تصدر مجلة تناقش أحوال المرأة؟، ألست من الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الحرية والديمقراطية؟ أعرف أن هذه البلاد بحاجة إلى مراجعة حقيقية لمناقشة واقع المرأة في العراق ولماذا يرفض مجلس النواب المصادقة على قانون العنف الأسري، ولماذا لا تتسلم المرأة العراقية مناصب سيادية ، ولكن، ما الذي لا أفهمه، ولا أصدقه، كيف تمكنت "الشاطرة" صاحبة المجلة من أن تجمع كل هذه الكوكبة من المسؤولين، والإعلاميين العرب، وهل تستحق مجلة " نخبوية " ان يصرف عليها كل هذه الاموال ، وما مصدرها؟.
في صفحتها على موقع " الفيسبوك كتبت الروائية والمترجمة لطفية الدليمي تشكو الحال الذي وصلن اليها الثقافة قائلة :" غريبٌ أمر الثقافة العراقية. جوائز الابداع العراقية شحيحة إلى درجة مخجلة لا تليق ببلد نفطي عند مقارنتها مع الجوائز الخليجية. هنا لا أحد يقول لك إن العراق بلد نفطي لأنه لا يريد الانفاق على العراقيين. شهيتهم مفتوحة للانفاق على بعض العرب فحسب، وياليتهم طرقوا الأبواب الصحيحة في الانفاق على أفضل العقول العربية. لا يعرفون سوى دعوة هذه الإعلامية أو ذاك الإعلامي من المتخومين بالمال أصلاً "
إذا أردنا ان نجيب على تساؤلات الروائية الكبيرة،سنجدها حتماً في دفاتر الديمقراطية العراقية لظريفة، خصوصاً حين يخوض سدنتها نقاشاً بيزنطينيّاً حول مَن المسؤول عن كل ما جرى؟ .
بعد 20 عاماً من الفشل، اكتشفنا أنّ الثقافة والاعلام تحولت الى حفلات ، ومهرجانات وخطب عن التطور الكبير الذي يشهده العراق في كل المجالات وابرزها طبعا "الثقافة"!! .. فيما المواطن لا يعرف مَن هو الكاذب ومن هو الكذّاب، ولهذا لا داعي لأن نبحث عن مصادر تمويل مثل هذه الالاعيب "الاعلامية" لان المصدر "باين من عنوانه".