حجم النص
بقلم / مسلم الركابي
يتحدث الكثير من المعنيين في مجال الفني بكرة القدم وباستمرار وخلال تحليلهم لمباريات الدوري العراقي عما يسمى ب(هوية الفريق) وهذا المصطلح الذي يعني الكثير من الاهمية عند من يمتهن التحليل الفني للمباريات بمهنية واحترافية فهو يمتلك مقومات المحلل الكروي من خلال المادة العلمية والالمام الكامل بكل التفاصيل الفنية الخاصة بكرة القدم من حيث الجانب التكتيكي وكذلك الجانب التكنيكي حيث هناك لغة الارقام والاحصائيات لكل جزئية تحدث في المباراة وهذا هو التحليل المهني والاحترافي الذي نحتاجه اليوم ، ومن خلال المتابعة الدقيقة لاغلب المحللين الذين يحللون مباريات الدوري العراقي اليوم نراهم يتفقون على عبارة واحدة وهي ( العميد صعب وعنيد) حتى باتت هذه العبارة لازمة يكررها اغلب المحللين بعدما اكدوا ان فريق نادي كربلاء هو من افضل فرق الدوري العراقي والتي تصل لمرمى الخصوم بسهولة فهو فريق يلعب كرة قدم بسيطة ذات اسلوب سلس وهذا الامر هو الذي جعلنا ان نقول ان فريق كربلاء يمتلك هوية خاصة به ، وحينما يتأمل المتابع المنصف لهذا الفريق يشاهد ان فريق العميد الكربلائي اليوم هو من يستطيع ان يفرض اسلوبه داخل الملعب فهو يلعب بهويته الخاصة به والتي تمتاز باسلوبه المميز باللعب وهذا الامر لم يأتي من فراغ فهناك عملان اساسيان ساهما في رسم معالم هذه الهوية ، العامل الاول هو قرار ادارة نادي كربلاء الجريء جداً بالابقاء على الكابتن حيدر عبودي مدرباً للفريق خلفاً لعباس عطية حيث كان القرار في ساعته يحمل الكثير من المغامرة والمجازفة خاصة والفريق كان في المناطق الخطرة والمهددة بالهبوط ، وهذا الامر يحسب لادارة نادي كربلاء بكل تفاصيله ، والعامل الثاني هو المدرب المثابر الكابتن حيدر عبودي والذي استطاع وبفترة وجيزة جداً بنقل الفريق من حالة الى اخرى وبتغيير كبير جداً ، فالرجل اشتغل على الجانب النفسي ونجح نجاحاً باهراً واشتغل على الجانب الفني واستطاع ان يضع بصمته بكل جرأة ووضوح على الفريق مما اعطى لفريق العميد الكربلائي هويته الخاصة به ، بعدما استطاع ان يوظف امكانيات لاعبيه لما هو يريد ويخطط وهذا هو مايطلق عليه اليوم (اسلوب المدرب) فالكابتن حيدر عبودي استطاع ان يوظف ادواته المتوفرة عنده لما يحتاجه فكره واسلوبه التدريبي وهذا الامر يحسب للكابتن حيدر عبودي فهو اليوم يقف بطليعة المدربين الشباب الذين تركوا بصمة كبيرة في الدوري العراقي ، ولذلك باتت الفرق اليوم تحسب الف حساب لفريق كربلاء حينما تلعب امامه سواء لعب العميد بملعبه ام لعب خارج دياره ، ولو اجرينا جرداً بسيطاً للعديد من المباريات التي تعرض فيها الفريق الى ظلم وغبن سواء كان تحكيمي او اداري لشاهدنا ان العديد من النقاط التي سرقت من فريق العميد وبأخطاء تحكيمية وبأعتراف البرامج الرياضية الخاصة بالحالات التحكيمية اضافة الى الظلم الاداري الذي تعرض اليه الفريق لأكثر من مرة ، هذه النقاط كانت كافية اليوم بان تضع العميد الكربلائي اليوم ضمن الخمسة الكبار بالدوري العراقي ، ومن هنا اصبح لزاماً علينا كأعلام رياضي ان نثمن جهود الادارة التي قدمت كل شيء وتحملت الكثير والكثير من المصاعب والعراقيل حيث وفرت ادارة النادي كل مستلزمات العمل الفني وكل ما يحتاجه المدرب اضافة الى توفير كل ما يحتاجه اللاعبون من سكن وتغذية فلم نسمع ان هناك مشكلة ادارية يعاني منها الفريق فكل شيء كان موجود ومتوفر ومؤمن حتى رواتب اللاعبين كانت تصل اليهم اليهم بالوقت المحدد اضافة الى مكافأة الفوز والتي كانت حاضرة بعد كل انتصار يحققه العميد الكربلائي وهذا الجهد الاداري الكبير انعكس ايجابياً على الفريق اداءاً ونتائج ، وكذلك جهد الكادر التدريبي بكل اشخاصه المدرب ومساعديه والكادر الاداري واللاعبين الابطال الذين كانوا ولازالوا بمستوى التحدي والحدث وهم يقدمون في كل يوم إداءاً كروياً مميزاً يحمل هوية فريق صعب وعنيد اسمه العميد ، ولا ننسى اللاعب والرقم الصعب في المعادلة وهو جمهور العميد الكربلائي والذي كان ولازال وسيبقى سيد المدرجات وسيد الداعمين للفريق في الملمات وهذا الجمهور هو الذي جعل العميد بهذه الصورة الزاهية التي قال عنها المحللون بان العميد صعب وعنيد .
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر