- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا الاصوات المعتدلة لا تاخذ استحقاقها الاعلامي؟
بقلم:سامي جواد كاظم
الاصوات المعتدلة هي صوت العقل المنصف لما يجري من احداث وهذا العقل قد يكون اسلامي ، سياسي ، علماني ، مسيحي ، يهودي ، بلا دين ، المهم انه ينظر الى الانسان انه انسان ، لا يميل الى من يعتقد نفس معتقده عندما يكون على باطل ، مقولة انصر اخاك ظالما او مظلوما مقولة يشوبها الشكوك ، ونحن من نكرر ان الكافر العادل افضل من المسلم الظالم . الاعتدال هو من يحترم عقول الناس ولا يكيد للغير مؤامرات وتسقيط وما الى ذلك من النيل ممن يختلف عنا دينيا سياسيا علمانيا ثقافيا وهكذا . لا يوجد اسم أكثر شهرة في عالم الإعلام وصناعة مؤسساته ومحتوياته اليوم أكثر شهرة من رجل الأعمال الأمريكي الأسترالي “روبرت مردوخ”، فالرجل ذو الجنسيتين أصبح منذ عقود رجل الصناعة الإعلامية الأول في العالم، وأكثر من ينفق على الصحافة وصناعة محتوياتها، بل ويجني المليارات من الاعلام يقابله الاعلام الهزيل خصوصا للدول الاسلامية التي تنفق المليارات دون عائد معنوي او مادي ، هذا من جانب ومن جانب اخر سيطرة الامريكي على مواقع الاقمار الصناعية بحيث اي موقع يؤثر في الراي العام يتم حجبه . في امريكا مثلا صوت نعوم تشومسكي هذا الرجل ممنوع من اجراء لقاءات صحفية وتلفزيونية معه من قبل المؤسسات الاعلامية الرصينة واذا ما اجرت اي شبكة ضعيفة او مستقلة معه فان الاعلام المضاد اقوى اضافة الى ان جمهور المعتدلين لا يحسنون متابعة صوت الاعتدال والعمل على الترويج من خلال الممكن مواقع التواصل الاجتماعي او المطبوعات ، روبرت فيسك الصحفي البريطاني الذي فضح سياسة امريكا وبريطانيا لا احد يروج له اعلاميا ، روجيه غارودي تم تحجيمه من قبل وسائل الاعلام الفرنسي ، الامر ذاته ينطبق على الاصوات المعتدلة من السنة والشيعة لتوحيد المسلمين يتم تحجيمهم وحتى تصفيتهم من قبل حكام عملاء يخضعون لارادة صهيونية ، كل هذا بسبب عدم المهنية والاحترافية في ادارة وسائل الاعلام واما مسالة قمر عربي ( نيل سات او عربسات ) فانها واجهة محل لبيع الاحذية ليست الا والا ادارة التحكم بهما ليست بيد العرب ، هنالك اسماء معتدلة او رافضة للهيمنة الامريكية جعلتها ادارة الفيسبوك مخالفة لمعايير المجتمع وتقوم بحجبها بل وغلق الحساب الذي يروج لها . هنالك وسائل اعلام تجارية بلا مبدا مشهورة ولها ثقلها لا اعلم لماذا لا يتم التعامل معها من قبل الحكومات التي تدعي الاعتدال ويكون افضل لها التعاقد مع هذه القنوات بدلا من افتتاح قنوات هزيلة تصرف عليها الاموال مضاعفة دون جدوى ، لماذا لا تستعينون بشخصيات اعلامية لها جمهورها بعيدا عن توجهاتها الشخصية فانها اي هذه الشخصية افضل مروج للشخصيات المعتدلة والافكار المعتدلة . حتى وقت قريب ترفض القنوات الاسلامية اظهار امراة بلا حجاب ، وقد عانت من هذا التوجه ، خلطت بين الممكن والممنوع ، نعم من حقكم ان يكون العاملين من النساء محجبات لكن ليس من الصحيح حجب الاخبار التي تظهر فيها امراة غير محجبة فهنالك البعض منهن بيدهن القرار والتاثير . قناة الميادين المدعومة ماليا من المقاومة لها مطلق الحرية في اختيار من يتحدث او يعمل ضمن كادرها مهما كان توجههم ، ولكن مع الحفاظ على اظهار صوت المقاومة المعتدل . مسؤول على فضائية وبيده القرار قلت له هل تثق بالخطاب الاسلامي وانه افضل من العلماني ؟ قال بالتاكيد افضل ، قلت له لماذا لا تعملون برنامج تستضيفون شخصيات علمانية واخرى اسلامية للحوار ، فرفض رفضا قاطعا استضافة العلماني ، هكذا يكون الحجر على الثقافة الاسلامية وعندما يكون صوتها احادي فان الاخر لا يتابعهم الا من يؤمن بهم . رحم الله الشيخ مرتضى مطهري كان يكتب مقالا في مجلة نسائية اشبه بالخليعة ( روز زنانه) بل الاكثر من ذلك توضع صورته وهو معمم على مقاله فانتقده البعض فقال انا اكتب الى من لايعرفنا ومن لا يعرفنا يتابع هكذا مجلات فيجب ان ندخلها لايصال صوتنا . الاصوات المعتدلة بين نارين، نار القوى المتكبرة الرافضة لها وقوة عدم المهنية في الترويج لها بالممكن . والنار الاسوء من كلتيهما هي اصوات ابناء الملة عندما يستهدفون ويستهجنون الشخصيات المعتدلة التي تلد من رحمهم اي منهم واليهم