- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الإرهاب...لادين له...عبر التاريخ / 7
حجم النص
بقلم : عبود مزهر الكرخي
1 ـ تفسير القمي ١: ١١٦.
2 ـ راجع مقال الكاتب والسيناريست الكبير اسامة انور عكاشة : “أبناء الزنى كيف صاروا أمراء المسلمين”. في العديد من المواقع الالكترونية.
وفي جزئنا هذا لنقف عند حادثة مهمة ومؤلمة وهي تمثل أول البذور المجرمة في الإرهاب وهي حادثة استشهاد حمزة(ع)عم النبي والحادثة معروفة للجميع وأن وكانت هند بنت عتبة قد أعطت وحشيا عهدا: لئن قتلت محمدا أو عليا أو حمزة لأعطينك رضاك؟!
فقال وحشي: أما محمد فلا أقدر عليه، وأما علي فرأيته رجلا حذرا كثير الالتفات فلم أطمع فيه. فكمنت لحمزة فرأيته يهد الناس هدا، فمر بي فوطأ على جرف نهر فسقط، فأخذت حربتي فهززتها ورميته بها فوقعت في خاصرته وخرجت مغمسة بالدم (1) ، والحادثة أنها لاكت في كبد حمزة بعد أن شقت بطنه أي أنها مثلت بجثة حمزة الشريفة ، وهو نفس ما يعمل عليه الدواعش الآن عليه الآن في أنهم يستخرجون قلوب الضحايا ويلوكون به ... فما أشبه الأمس باليوم.
والملفت للنظر إنها واقعت ذلك العبد الأسود من اجل القيام بهذه المهمة المجرمة و الخسيسة. والمعروف أن هند وحسب ما تذكر كتب التاريخ أنها من أصحاب الرايات الحمر وقد أشار الى ذلك الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة في مقاله وهذا المقال الذي سبب أزمــــه في مصر للمؤلف المعروف أسامة أنور عكاشه مع الأزهر حيث أصدر الأزهر بيان بتكفير الكاتب !! الذي رد عليهم بأهمية التحاور وقبول الآراء والرجوع للدلائل لكن الأزهر أصدر خطاب بحرمة زوجته علية أي باعتبار زوجته طالق منه في محاولة للضغط عليه للعدول عن رأيه والاعتذار لكنه أصر وقدم دلائل في منهجه .. والذي يبتدأ المقال بالقول (هؤلاء هم الرجال الذين اسسوا الدولة الاسلامية , فلا غرابة ان نرى الدماء تلون كل اوراق تاريخنا ...لنرى مع بعض من انجبن البغايا؟ !) ويعطي من هؤلاء البغايا وأغلبهم من بني أميه ويشير إلى هند بن عتبة البغي فيقول (وقد اشتهرت بالبغاء السري في الجاهلية هي زوجة ابي سفيان , وابنها معاوية يعزى الى اربعة نفر غير ابي سفيان, مسافر بن أبي عمرو بن امية , عمارة بن الوليد بن المغيرة , العباس بن عبد المطلب , والصباح مولى مغن لعمارة بن الوليد .
ويروى ان سيدنا علي (ر) قال في كتابه الى معاوية ( .. واما قولك نحن بني عبد مناف ليس لبعضنا فضل على بعض ...فكذلك نحن .. لكن ليس المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللصيق ..)، وهي اشارة واضحة بالصاق اصول معاوية بعبد مناف(2).
وتشير الروايات أن روى الكلبي: عن أبي صالح, والهيثم: عن محمد بن إسحاق, وغيره: (( أنّ معاوية كان لغير رشدة, وأنّ أُمّه هند بنت عتبة كانت من العواهر المعلمات (ذات العلم)، اللواتي كنّ يخترن على أعينهن, وكان أحبّ الرجال إليها السود, وكانت إذا علقت من أسود فولدت له قتلت ولدها منه!... قالوا: وكان معاوية يعزى (ينسب) إلى ثلاثة: إلى مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس, وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة, وإلى العباس بن عبد المطلب, وكان أبو سفيان يصحبهم وينادمهم, ولم يكن أحد يصحبه إلاّ رمي بهند, لما كان يعلم من عهرها... وكان مسافر جميلاً, وكانت هند تختار على أعينها، فأعجبها، فأرسلت إليه، فوقع بها، فحملت منه بمعاوية, فجاء أشبه الناس به جمالاً وتماماً وحسناً, وكان أبو سفيان دميماً قصيراً أخفش العينين, فكلّ من رأى معاوية ممّن رأى مسافراً ذكره به! فأمّا الصباح فكان شاباً من أهل اليمن, أسود له جمال في السودان, وكان عسيفاً (أجيراً) لأبي سفيان، فوقع بها، فجاءت منه بعتبة، فلمّا قرب نفاسها خرجت إلى أجياد لتضعه هنالك وتقتله, كما كانت تفعل بمن تحمل به من السودان, فلمّا وضعته رأت البياض غلب عليه وأدركتها حنّة فأبقته ولم تنبذه))(3).
وهنا بدورنا نتساءل وهي ان هذه هند تمثل الجدة الكبرى لكل الداعشيات من بطلات جهاد النكاح الذين تم الافتاء به ؟ وهو يمثل قمة الانحطاط والتفسخ الأخلاقي. والذي تم الافتاء به من قبل شيوخ الضلالة والكفر من السعودية وباقي عربان الخليج، والذي تم الفتوى باسم الدين الإسلامي، والإسلام براء منه. والمضحك والذي يسير السخرية أنه هند آكلة الأكباد يذكر التاريخ المزور أنها أسلمت وحسن إسلامها، بينما أم النبي محمد(ص)أمنة بنت وهب ماتت وهي كافرة وكذلك أبو طالب عم النبي محمد وهذه هي قمة التحريف والتزوير في تاريخنا الإسلامي والذي تم صياغته وحسب أهواء الحاكمين من قبل كتاب وعلماء هم لحاس قصاع السلاطين.
ونتقدم في التاريخ وتمثل حادثة استشهاد النبي والتي لنا وقفة مهمة لنا حيث تم ترك جسد النبي محمد(ص) مسجى ولم يتم دفنه وهو رسول الأمة ونبيهم ليتم حياكة المؤتمرات في اجتماع السقيفة (السيء الصيت)من اجل إزاحة وصي وخليفة رسول الله الامام علي(ع) والذي انشغل بتكفين الرسول الأعظم محمد(ص)وتحنيطه ودفنه. لأن كرسي الحكم أهم عند الخليفة الأول والثاني وباقي الصحابة من الذين لم تصقلهم الرسالة المحمدية بل بقت أدران الجاهلية وشوائبها في انفسهم و وجدانهم. والملفت للنظر أن أمير المؤمنين كان منشغل بدفن نبي الرحمة والأمة محمد(ص) واذا بالتكبير ليسأل عن هذا الأمر الملفت للنظر!!! ليقول انه تم تنصيب ابو بكر خليفة للمسلمين ومن هنا نشأت ظاهرة التكبير عن كل عمل اجرامي يقوم به أدعياء الإسلام وهي تمثل البذرة الشيطانية الأولى في كل عمل مجرم يقوم به باسم الإسلام والدين لتصل الى
القتل والذبح والقتل وحتى التمثيل بالقتلى وليرفع التكبير مع كل عمل مجرم يقوم هؤلاء المجرمين حالهم اجدادهم أبو سفيان ومعاوية ويزيد وهند بنت عتبة ومسلم بن عقبة والحجاج الثقفي وباقي المجرمين عبر التاريخ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1 ـ تفسير القمي ١: ١١٦.
2 ـ راجع مقال الكاتب والسيناريست الكبير اسامة انور عكاشة : “أبناء الزنى كيف صاروا أمراء المسلمين”. في العديد من المواقع الالكترونية.
3 ـ (جواهر التاريخ) للشيخ علي الكوراني العاملي 2 : 78. المناقب والمثالب للقاضي النعمان/243.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية