دخلت الى العراق في العام 1918 وكانت بداياتها بعشر عربات في بغداد ثم انتشرت في باقي المحافظات ومنها كربلاء المقدسة لتصبح وسيلة النقل الاولى واصبحت اسماء مالكيها وسائقيها معروفة في المجتمعات ولها مرائب (طوايل) خاصة بها، حتى انقراضها بعد منتصف سبعينيات القرن الماضي، وفي هذا العام انبرى شاب كربلائي تعلق قلبه بتربية الخيول وركوبها حتى اشترى فرسا خاصا به وهو صبي صغير، ليخطط ويصمم وينفذ بجهود ذاتية ويصنع عربة "الربل" التراثية باجمل ما يكون ويجعلها وسيلة تنقل تراثية في شوارع مدينة كربلاء المقدسة التجارية السياحية، لينقل بها العائلات من العراقيين والعرب ويزف بها العرسان ويعيد الحياة لها من جديد.
مهنة موروثة
يسرد الشاب الكربلائي مرتضى نجم عبد الله (24 عاما) تفاصيل تجربته لوكالة نون الخبرية بالقول "انا من عائلة امتهنت تربية الخيول وتعرفت عليها وتعلقت بها وعمري سبع سنوات، وكان جدي يربي الخيول ويبيعها وتورث المهنة والدي وزاد من اعداد الخيول بعد شرائها وتربيتها وتدريبها وبيعها منذ منتصف الثمانينيات، فعشقت الخيول واصبحت هوايتي تربيتها وطموحي امتلاك الحصان وتمكنت من شراء الاول في العام 2012 بمليون دينار ثم اشتريت الثاني والثالث واصبحت مربي خيول ادربها واروضها وانظفها واطعهما وبدأت التدريب على ركوب الخيل لانها عملية تحتاج الى تآلف مع الفرس وخلق حالة تفاهم بين الراكب والمركوب حتى تتم الاستجابة والقيادة وهي طريقة صعبة وتحتاج الى عمل طريقة يفهمها الفرس ويعتاد عليها لينقاد وفيها حركات خاصة باليد والقدم والرسن والصوت واللجام واصبحت وعمري (12) عاما خيالا".
مدرب خيول
و "اصبحت خيّال كربلاء ومدربا لركوب الخيول" هكذا يصف مرتضى نفسه بعد سنين من تعلقه بالخيول ويكمل بالقول: "دربت الكثير من المواطنين على ركوب الخيل في ساحة وحديقة تقع خلف المستشفى التركي ومنهم اساتذة وحاملي شهادات دكتوراه وضباط وطلاب وطالبات جامعيات من هواة ركوب الخيل، ومنذ عقود ماضية شارك اجدادنا وابائنا في دعم المواكب الحسينية وخاصة في (التشابيه) ونوفر لهم الخيول باكسسواراتها ولكثير من المواكب مثل جمهور الحيدرية وشباب كربلاء والطف وغيرها الكثير ونحن الآن سائرون على نهجهم، وشاركت في الكثير من سباقات الخيل الشعبية الودية في العاصمة بغداد ومحافظات النجف والديوانية، التي ينظمها الهواة من مربي الخيول ويكون السباق محدد بمسافة من كيلومتر الى اربع كيلومترات ويمنح الفائز جائزة مثل السرج او اكسسوارات".
صناعة الربل
خلال تصفحي في مواقع التواصل الاجتماعي شاهدت انواع عديدة من عربة "الربل" وتولدت الفكرة عندي لصناعة تلك العربة كوني اعمل حدادا، فبدأت برسم مخطط للعربة واكملت التصاميم وسحبت مجموعة من الصور من الانترنت، وقمت بتحديد القياسات والتصاميم بمفردي واستقرت فكرتي على هذه العربة، ووفرت حديد من قياسات مختلفة نوع البوري و (السي ان سي) والمربع والخشب (الان دي اف) والقماش والاسفنج لتنجيد المقاعد (دوشمة) ووفرت اطار "الربل" بصعوبة من بغداد عبر وسطاء عدة وهو المادة البلاستيكية التي تؤطر العجلات والتي سميت العربة باسمه (Rubber)، واكملت صناعتها بالتعاون مع صاحب ورشة ماكنة (تورنة) لحاجتي لصناعة قطع حديدية صعبة ابدع في صناعتها لي، وكلفتني صناعتها بحدود اربع ملايين و(500) الف دينار واكملت صناعتها في اواخر شهر شباط الماضي من العام الجاري".
سياحة وتراث
بعد ان اكمل مرتضى صناعة عربة "الربل" قرر النزول بها الى شوارع كربلاء المقدسة ويبين ذلك بالقول: "جئت بها الى شوارع كربلاء التجارية التي اصبحت سياحية ويقصدها الكربلائيون والعراقيون والعرب مثل شارع السناتر او شوارع حي الحسين وغيرها، وكان استقبال الناس لها كبيرا والتقط الكثير منهم صورا للعربة ولي وسمعت كلمات تشجيع كثيرة، ونقلت بها العائلات والشباب والفتيات من اهالي كربلاء والعراقيين واصبح لي زبائن واخذ الكثير منهم رقم هاتفي لاصطحابهم بجولات وشاركت بزفة عريسين الاسبوع الماضي وكانت زفتهم بعربتي والسيارات ترافقهم، ونقلت زائرين سعوديين وكويتيين واماراتيين ولبنانيين وسوريين".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي - علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: السيد السيستاني الداعم الاقوى والاكبر للشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية(فيديو)