استقبل ممثل المرجعية الدينية العليا وفدا طبيا رفيع المستوى من المجلس العربي للاختصاصات الصحية ضم اساتذة اشرفوا على امتحانات اطباء من العراق ودولا عربية خضعوا للامتحانات ليحصلوا على شهادة طبية دولية حضره امين عام العتبة الحسينية الاستاذ حسن رشيد العبايجي
وقال رئيس هيئة الصحة والتعليم الجامعي في العتبة الحسينية المقدسة الدكتور ستار الساعدي في كلمة القاها اثناء اللقاء ان مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة منحت شهادة دولية طبية لاول مرة بعد امتحان اول دفعة بجراحة الاورام في الوطن العربي وفي البورد العربي واشرف عليها اساتذة اطباء اختصاصيين من ليبيا ومصر والاردن وفلسطين وسوريا وسلطنة عمان والسودان .
واضاف لقد امتحن فيها طلبة من دول عربية عدة، وتعتبر باكورة عمل مؤسسات هيئة الصحة والتعليم الجامعي في العتبة الحسينية المقدسة التي ستحتضن الاساتذة والطلاب لغرض تعزيز الموارد البشرية عبر اعتمادها من قبل المجلس العربي للاختصاصات الصحية التابع لمجلس وزراء الصحة العرب.
وتضمن الوفد الزائر الذي ترأسه رئيس هيئة الصحة والتعليم الجامعي الدكتور ستار الساعدي كلا من رئيس المجلس العلمي لاختصاص الجراحة العامة في المجلس العربي للاختصاصات الطبية الاستاذ الدكتور احتيوش فرج احتيوش ومدير المركز القومي للاورام الاستاذ الدكتور محمد احمد محمد الفقيه من ليبيا ورئيس قسم جراحة الاورام في مركز الحسين للسرطان الاستاذ الدكتور محمود المصري من الاردن واستاذ جراحة الاورام الدكتور علاء الديراني من سوريا واستاذة جراحة الاورام في مركز السلطان قابوس بن سعيد الدكتورة مها الشعيبي من سلطنة عمان واستاذ الجراجة عامر عبد الله حمزة من السودان واستاذ جراحة الاورام الدكتور موسى احمد الرقيق من ليبيا ومدير قسم الاورام في المركز القومي للاورام الدكتور شريف اسماعيل من مصر واستشاري جراحة الاورام ومسؤول التدريب في الوطن العربي الدكتور نوفل شاكر مطلك ورئيس المجلس العراقي للاختصاصات الطبية واختصاص الجراحة العامة الدكتور حيدر عبد الحسين واستشاري جراحة الجهاز الهضمي في مدينة الطب الدكتور رأفت رؤوف احمد واستشاري جراحة الاورام في مدينة الطب الدكتور احمد صالح احمد ونقيب اطباء كربلاء الدكتور صباح الحسيني والامين العام المساعد للمجلس العربي الدكتور جواد الشريف من العراق.
وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في لقاءه مع الوفد الزائر الذي حضرته وكالة نون الخبرية " لا استطيع ان اعبر عن مشاعر السعادة والترحاب والاعتزاز بكم لسببين الاول كونكم حملة شهادات عليا في مجال طبي انساني مهم، والثاني لانكم من دول عربية شقيقة لذلك الترحاب والسعادة مضاعفة لاننا نعتز كثيرا ونجل ونحترم جدا اصحاب العقول والعلوم وخصوصا اذا كانت علوم تتعلق بالانسان في مجال الطب وغيره، ونشعر اننا بحاجة الى انفتاح كبير بيننا واتمنى ان تكثر هذه اللقاءات سواء كانت على مستوى اقامة الامتحانات او التدريب وغير ذلك خصوصا في المجالات العلمية، ونحن بحاجة للتعاون وان ينفتح بعضنا على البعض الآخر لشيئين، اولهما نحتاج الى الارتقاء العلمي الذي لا يكون الا بانفتاح العقول بعضها على البعض الآخر وتلاقح التجارب والخبرات، وهذا الامر موجود لدى الاشقاء ولدينا في العراق في مجال الارتقاء العلمي الذي نحتاج اليه نحن كأمم حتى نرتقي بعض الشيء ونصل الى شيء مما توصلت اليه الامم الآخرى، والشيء الثاني هو الانفتاح النفسي ونأمل ان تتكرر هذه اللقاءات لانه في كثير من الاحيان ربما لا يسلط الاعلام الاضواء على الحقيقة، والاطلاع على الحقائق يكون من خلال المشاهدة العيانية واللقاء المباشر وهذا الانفتاح النفسي والثقافي غير قضية الارتقاء العلمي من خلال تلاقح التجارب والمعارف والعلوم بيننا جميعا، وهذا الانفتاح النفسي نحتاج اليه ويتأكد في الوقت الحاضر خصوصا بعد الضروف التي مر بها العراق ومرت بها بعض الدول الاخرى، ونحتاج الى لقاءات على هذه المستويات لان اصحاب الشهادات العليا مثل الدكتوراه واختصاص الطب اكثر تفهما ونضجا عقليا وفكريا في فهم هذه الامور".
واضاف ان " هذا الانفتاح النفسي يولد متانة في العلاقة والارتباط بين الشعوب العربية، خصوصا وان المشتركات بيننا كثيرة، وربما كثير من الغشاوة او الضبابية تنشئ احيانا لاسباب متعددة وهذا اللقاء المباشر والاطلاع على الحقائق يجعل هناك ارتباط نفسي اقوى يعزز الارتباط العلمي والارتقاء العلمي خصوصا بين الطبقة المثقفة والطبقة المختصة في هذا المجال، اما الامر الثاني فان رسالتنا في الحياة رسالة دينية نحاول ان نوفر مقومات ارتباط الانسان بالله تعالى والارتباط بالمعرفة الدينية الحقة، وفي نفس الوقت لدينا اهتمام كبير بالجانب الانساني للمجتمع بصورة عامة، لذلك من جهة نسعى لتوفير المقومات لهذه الزيارة والارتباط مع الائمة (عليهم السلام) والارتباط مع الله سبحانه وتعالى، ولكن لا ننسى ان جزء من رسالتنا هو الاهتمام بالانسان كأنسان لذلك جاءت هذه المشاريع التي ترونها الآن مثل المستشفيات والجامعات والمدارس ومعاهد التوحد، فضلا عن الاهتمام الانساني الآخر الذي يتعلق بالطبقات الفقيرة والمستضعفة والمحرومة والايتام وغيرها من الاهتمامات الآخرى التي هي جزء من رسالتنا في الحياة، ونؤكد من خلال توجيهات المرجعية الدينية العليا على المحافظة على السلم المجتمعي في العراق وكل البلدان ونحاول ان نبني ليس فقط نظريات او طرح مبادئ ترفع كشعارات بل هو منهاج عمل عملنا به في العراق ونأمل ان يكون في بقية الدول ونحاول ان نحرص من خلال خطاباتنا وكلامنا وتوجهاتنا ومنهجنا العملي في التعامل مع مكونات الشعب العراقي على ان نرسي دعائم السلم المجتمعي ودعائم التعايش السلمي بين مختلف مكونات الشعب العراقي ومثله باقي الشعوب الاخرى".
واوضح ان " التعايش السلمي شيء لا يمكن الخروج منه وهو امر تعايش مجتمعي انساني يضم مكونات دينية وطائفية وقومية مختلفة وشئنا ام ابينا لابد ان يتعايش الجميع تعايشا سلميا ثقافيا مبني على الاحرام بين الجميع، وعبر ممارسات عملية نعزز هذا الطرح المبدئي، وخلال الفترات السابقة وكمرجعية دينية في النجف الاشرف سعينا بكل ما لدينا من امكانات وطاقات من اجل ان نرسي دعائم هذا التعايش المجتمعي السلمي ونحاول ان نؤسس لثقافة التعايش بين جميع المكونات المبنية على احترام معتقدات الاخر والتعايش باخاء وسلام"، فضلا عن اننا " نترجم واقعيا بالتعاون مع مؤسسات الدولة وبينا سابقا اننا لا نريد ان نكون بديلا عنها بل عضدا وعونا لها ونعتقد ان الوظائف الاساسية لمؤسسات الدولة الاهتمام بالجانب الخدمي والعلمي والطبي والصحي والتربوي الذي يبني الانسان بناء صحيحا ويبني المواطنة الصالحة، وبما اننا نمثل موقعا مقدسا ومرجعية دينية نسعى لبناء الانسان علما وصحة وتربية، لذلك جاء المبدأ الذي نعمل به الآن وهو التعاون مع مؤسسات الدولة لنكون عضدا وعونا لها في جانبين مهمين نعتقد بانهما الاساس في الوقت الحاضر يحتاج اليه العراق وغيره من الدول، وهو الاهتمام بالجانب العلمي المتعلق بالجامعات والمدارس والجانب الصحي، وصنع ملاكات علمية كفوءة ذات حذاقة ومهارة في هذه التخصصات ونشعر اننا بحاجة اكثر لفتح آفاق التعاون والانفتاح بين الجميع ليكمل بعضنا الآخر ويكون احدنا قطع اشواطا متقدمة فيها وسبقونا اليها في ما يحتاجه طرف من الآخر بمجالات متعددة بالتبادل العملي والانفتاح الذي اكدت عليه الآيات القرآنية يزيد كل طرف غزارة ومعرفية وعملية، ونأمل ان يكون هذا منطلق لمزيد من التعاون في المجال الطبي التطبيقي او في مجال التعاون العلمي من خلال المؤسسات الجامعية او مراكز البحث الموجودة في الدول الاخرى، ونأمل ان تتوسع هذه الخطوة من خلال مؤتمرات مشتركة او التبادل الثقافي والمعرفي".
وختم الكربلائي حديثه بالقول " ان لدينا انسان طبيب كان طالبا ودرس الطب وتخرج، ولكن لدينا الطبيب الانسان والاستاذ الانسان ومعنى ذلك ان هنالك امانتين في اعناقكم وهي ان هذه العلوم هي امانة في اعناقكم فكيف توصلونها الى مستحقيها، والشيء الثاني ان الخلق عيال الله كما ورد في بعض الاحاديث وكما ان كل منكم له عيال من اولاد ذكور واناث وكيف يعتني بهم صحيا وجسديا وعلميا وتربويا، الله تعالى خلقه عياله فكيف يكون اعتنائكم بعيال الله، وهناك امانة عملية واخرى انسانية فقط ان يكون الطبيب الانسان وليس الانسان الطبيب والاستاذ الانسان وليس الانسان الاستاذ واحيانا من السهل ان نصنع انسانا طبيبا او استاذا لكن الاصعب ان يكون لدينا طبيب او استاذ انسان لذلك اوصيكم بتحمل هذه الامانات مع الصبر ومواجهة المصاعب والتحديات والمشاكل والتوكل على الله تعالى للوصول الى هذا الهدف وحينئذ ستكون لكم المنزلة العليا عند الله وتنالون المزيد من التوفيق في الدنيا ورضا الله تعالى في الآخرة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ خضير فضالة
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)