لأن الشعر دائم الحضور بيننا،ولأن الكلمة التي نريدها هي دائمة الحضور أيضا،ونحن نحتفي بشاعر غادر العراق،ولكنه عاش وظل صوته حاضرا رغم المسافات الطويلة التي أ بعدته عنا، ورغم كل السنوات التي نأى بها عن البلاد،هو صوت منفرد وواضح انفتح على ذهنية شعرية أمام الفضاءات الواسعة في بلدان شرق آسيا،انه الشاعر باسم فرات الذي غادر منذ عام 1993حاملا أوجاع كربلاء إلى هيروشيما،بهذه المقدمة أدار الجلسة التي أقامها نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الناقد زهير الجبوري.
كان حلمي أن أقرأ أول قصائدي في بغداد، ولكني قرأت لأول مرة في بيروت، هذه أول الكلمات التي تحدث بها الشاعر باسم فرات،بعدها قرأ مجموعة من القصائد التي كتبها في دول آسيا - لاوس - وهيروشيما – وفيتنام – وكمبوديا - وتايلاند / عن الغريب الذي صار واحدا منهم / هاأنذا قدم في نيكون / وأخرى في الأمل / يرقد تاريخ في جعبتي / أأنصت للموج / بينما الريح تقفل أبوابها خلفي خجلى؟!
أنا أعترف إن مدينة هيروشيما غيرت حتى مفهومي للشعر وليس فقط في الحياة،فلم تعد كربلاء كما كانت في – خريف المآذن – ولم يعد ذلك التصادم مع المدن والأمكنة بحجة الحنين أو ما تعلمناه، هيروشيما علمتني أن أتصالح مع الأمكنة، وان أتصالح مع الثقافات،وعندما أقول التصالح هنا،أرجو أن لايفهم انعدام القلق،فلكل إنسان قلقه الخاص،أو ما يسمى بقلق الإبداع،لكن القلق هنا اختلف تماما،في هيروشيما ثم التنقل بين مدن وريف جنوب شرق آسيا،ودياناتها الرائعة،وتنوعها الاثني،مثل: أنا كنت أعيش في بلد عدد نفوسه اقل من ستة ملايين وفيه أكثر من مئتي لغة،وهناك بلد آخر مع الأسف لم أزره، نفوسه ستة ملايين نسمة فيه أكثر من 820 لغة،وهناك مثلا شعب أو أثنية تعدادها 75مليوناً متوزعة على خمسة بلدان، أتذكر إ نني كنت في لاوس وذهبت إلى الشمال وكنت على الدراجة، في ربع ساعة كنت أصل إلى قرية تختلف تماما في اللغة والعادات والتقاليد والديانة والزي. على الإنسان أن يؤمن بتزاوج الحضارات وليس بتعدد الحضارات، فهو مصطلح خطير لايختلف في حقيقته عن أحادية الحضارة أو نبوغ حضارة ما،التزاوج لاننا خليط هذه الشعوب، أعتقد نحن نتاج هذه الحضارات وهذا التنوع الرائع،لأنني وجدت الكثير قريبا جدا من حضارتنا، وهذا دليل على تزاوج الحضارات. وتحدث الناقد ناظم السعود عن باسم فرات الذي غادر العراق و قد كان بلا منجز شعري،إذ كتب ثلاث قصائد ونشرها في المهجر،لكنه ذهب إلى الخارج ليبدأ متحررا من تجربة الآثار الماضية، وبدأ تجربة تمهيدية تأسيسية،وقد ذهب إلى منافذ جغرافية وهو سندباد شعري في المقام الأول بالعراق.
الناقد فاضل ثامر أثنى على تجربة فرات وقال: إن هذه التجربة استكملت شروطها خارج العراق وأخذت اتجاهات مختلفة جدا،لهذا استطيع أن أقول إنها تجربة خصبة،ونحن لم نفاجأ إذا ما علمنا أن هنالك عشرات مثل باسم فرات موزعين في كل مكان من أصقاع الأرض،فالمبدع العراقي قادرعلى أن يثبت حضوره في كل مكان،وهاهو باسم فرات يؤكد هذا الحضور،ولكونه احد شعراء قصيدة النثر، وقد اطلعت على الكثير من المختارات الشعرية والكتب التي تدور حول تجربته ومنها\" مئذنة الشعر\" التي أعدها الصديق زهير الجبوري وكذلك\" المرايا \"التي أعدها الشاعر وديع شامخ إضافة إلى مجموعات شعرية، منها باللغة العربية، و منها بالانكليزية
أقرأ ايضاً
- يمكن أن يؤدي إلى العمى.. عدوى شائعة تلازمنا مدى الحياة قد تفتك بنا !
- خطر صحي وراء استخدام بخاخات الأنف دون وصفة طبية
- تعرف على معدل نبضات القلب المهدد للحياة