لغرض اكمال منظومة الطب المعالج لامراض الاورام السرطانية في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام تفتتح العتبة الحسينية المقدسة بعد ايام واحدا من اهم واحدث الاجهزة الطبية المنتجة للنظائر المشعة المستعملة في عمليات فحص وتشخيص الاورام السرطانية بدقة متناهية، وبطاقة عالية تعادل عشر اجهزة مجتمعة، وقد استورد هذا الجهاز الذي يعد منظومة متكاملة من الانتاج والجودة والمراقبة من ارقى شركة عالمية رائدة في هذا المجال لتوفير افضل الخدمات لابناء شعبنا العراقي.
طفرة نوعية
وبين رئيس قسم الطب النووي في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام التابعة هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة الدكتور ايسر ناجح خلف في حديث لوكالة نون الخبرية، ان "من المواضيع المهمة والاستراتيجية للمؤسسة والعراق بشكل عام هو توفير جهاز مسارع الجسيمات النووية (Cyclotron) الذي يعتبر طفرة نوعية او انجاز في مجال الطب النووي وخصوصا في المنطقة وانفردنا بان هذا الجهاز مصنع وفق ادق المواصفات العالمية من قبل شركة مهمة جدا هي شركة (IBA) البلجيكية الرائدة في تصنيع السايتكرونات والمواد التي يحتاجها الطب النووي، ويعتبر هذا الجهاز غاية في الاهمية في الوقت الحالي بسبب ان طاقته الانتاجية تعتبر عالية جدا وتمكننا من تشغيل (10) اجهزة (بتسكان) التي تولد مادة (FDG) الكلوكوز المشع المستخدم في تصوير مرضى الاورام وغيرها من الامراض لمتابعة الحالات المرضية ومعرفة مدى نجاعة العلاج وتحديد مستواها، وهذه الاجهزة العشرة يمكنها ان تصور (15) مريض ويوفر من (60 ــ 120) تشخيص حالة يوميا، ولا يقتصر هذا الانجاز والمشروع على تقديم الخدمة لمؤسستنا بل يتعداه الى تجهيز اجهزة (البتسكان) الموجودة في المنطقة حيث يمكن نزود كل المستشفيات والمراكز التي تتعامل بتلك الاجهزة من هذه المواد وحسب طلباتهم".
منظومة نوعية
وتابع، "اضافة للمواصفات الفنية المتميزة لهذا الجهاز فإنه يمكنه استخدام اكثر من مادة مشعة يستفاد منها مرضى الاورام من خلال استغلاله وبواسطة وضع خطط تطويرية ولا يقتصر على الكلوكوز المشع، وعلاج الاورام ومتابعتها واجهزتها التشخيصية التي كانت قبل مدة قليلة لا تلبي مستوى الطموح في العراق، وبجهود العتبة الحسينية المقدسة وهيئة الصحة والتعليم الطبي فيها التي تنشد انجاز منظومة متكاملة من الخدمات الطبية في هذا المجال فقد وفرت للمريض العراقي مثل تلك الاجهزة المتطورة التي ستجعله لا يحتاج للسفر الى خارج العراق وانفاق الكثير من الاموال ليصور مثل هذه الصورة وباسعار جدا مناسبة والملاكات الطبية التخصصية الذين يعملون على اجهزة المسارعات النووية او الاطباء المختصين بكتابة الصور وتحليليها وكتابة التقارير عنها هم من المدربين على اعلى المستويات وتلك الاجهزة تساعد الاطباء على تحقيق نتائج باهرة في العلاج".
منافع متعددة
مسؤول وحدة الانتاج و(QUC) في جهاز مسارع الجسيمات النووية الدكتور محمد الراوي المختص بالفيزياء النووية وخريج جامعة الاسكندرية الذي عمل في مصر لمدة على اجهزة مشابهة وفي مستشفى النظائر المشعة في بغداد لمدة سنتين وحاصل على اجازة رسمية من الهيئة العراقية للسيطرة على النظائر المشعة كخبير اشعاعي وحاصل على اجازة من الهيئة الدولية وخبرته تمتد لسبعة عشر عاما اوضح لوكالة نون الخبرية، ان "عمل الانتاج متخصص بتحويل مادة الفلور التي تحقن بالمريض لتصوير عملية (البتسكان) وتعتبر من اهم العمليات في تشخيص الاورام وتحديد العلاج الكيماوي او الاشعاعي وهنا تطبق البروتوكولات العالمية وفق نظام (GNB) العالمي الموجود حسب بروتوكولات الطاقة الذرية التي تسمح باستخدام النظائر المشعة وتحويلها الى الاغراض الطبية بعد تجهيز المكان بهذه الاجهزة الطبية والعدد وادارة جودة المواد وفحصها (QC) وكلها متوفرة الان في مؤسسة وارث للاورام، وكذلك فان تصنيع المادة يختلف عن غيرها من الامكنة كونها معفرة بنسبة (100) بالمئة ومراقبة بشكل دقيق جدا، وانتاج المادة يخضع لطرق علمية حديثة ومتطورة وعمليات الانتاج تعتبر بطاقة عالية تصل الى (160) مرة يوميا وتغطي حاجة العراق، والميزة التي نختلف بها عن باقي المؤسسات ان العتبة الحسينية المقدسة كان عندها رؤيا علمية مهمة حيث الزمت ان تكون المادة المنتجة لدينا مفحوصة بنسبة (100) بالمئة قبل حقنها بالمريض حتى لو تسببت بخسارة الانتاج الى (50) بالمئة ونتحمل التكاليف المالية على عكس باقي المراكز التي تحقن المريض وبعدها تفحص المادة"، اضافة الى ان "كل عمليات الانتاج خاضعة لعمليات زرع المادة والتأكد من ووجود البكتريا او الفطريات فيها".
الحماية الكاملة
وتابع الراوي، ان "الاجهزة والمعدات المجهزة تعتبر من احدث ما موجود في العالم، والمراقبة الاشعاعية متقدمة جدا من خلال قياس مستوى الاشعاع المستمر والمراقب بواسطة المرشح النووي الموجود بالاجهزة والمرشحات الداخلية والمراقبة الشخصية والمراقبة العامة للمكان، والخلية التي تنتج بها المادة تحتوي على انظمة حماية عالية ودرجاتها مرتفعة عن باقي ما موجود في المؤسسات الاخرى لان الانتاج هنا ممكن تحقيقه اكثر من مرة في اليوم الواحد، لاننا نستطيع ان نستغني عن (الكاسيت) دون الاضطرار الى اخراجه ودون تأثر العاملين على الجهاز بالاشعاع، اما في المؤسسات الاخرى فينتظرون لساعات طويلة لحين ذهاب الاشعاع او يستبدل الخلايا، ومراقبة الاشعاعية لدينا تصل درجة معايرتها الى (100) بالمئة بينما في باقي الجهات لا تصل الى هذا المستوى، وجهاز مسارع الجسيمات النووية (IBA) لانتاج النظائر المشعة لتشخيص الاورام السرطانية يعتبر من احدث اجهزة التشخيص في العراق، ويتكون من عدة مراحل لانتاج المادة المشعة ووفرت العتبة الحسينية كل مستلزمات انتاج باقي المواد التي تدخل في عمليات تشخيص الامراض مثل اليود والكاليوم التي ستنفذ بمراحل اخرى، اما المبنى فهو الاول من نوعه في العراق وشيد على غرار ارقى المواصفات العالمية حسب بروتوكولات الطاقة الذرية الذي لا يسمح بخروج الاشعاعات منها ومتطور جدا ولا يرتقي الى مستواه اي مبنى من المباني الخمسة للاجهزة المشابه في مؤسسات اخرى من ناحية المكان وتوزيع الغرف وطريقة اخراج المادة التي تكون بعيدة جدا عن مكان الاشعاع ونقلها آمن جدا بواسطة صناديق خاصة مرصصة بعوازل الرصاص حسب مواصفات الدليل الدولي (22) والعلامات الارشادية للمادة المشعة سواء أكانت من المستوى الاول او الثاني، ونستطيع القول ان العتبة الحسينية المقدسة وفرت كل العوامل التي تحمي الملاكات الطبية والعاملين والمرضى من الاشعاع".
الخبرات العلمية
المسؤول عن تشغيل جهاز (Cyclotron) وانتاج المواد المشعة المهندس مرتضى خالد المختص بالاجهزة الطبية والذي كان يعمل لمدة ثمان سنوات على مختلف الاجهزة الطبية ثم اختص باجهزة الطب النووي مثل (البيتسيتي والكاما كاميرا وCyclotron) في شركة (سيمنز) الالمانية العالمية المختصة بتصنيع ونصب الاجهزة الطبية وكان مختصا بالتنصيب والصيانة لتلك الاجهزة داخل العراق وتخرج من (12) دورة تدريبية اقيمت في المانيا وبلجيكا اكد لوكالة نون الخبرية ان " هذا الجهاز من انتاج شركة (IBA) البلجيكية التي تعد الرائدة والمختصة بانتاج اجهزة (السايكلترونات والمعجلات)، ويعتبر الجهاز الذي نصب في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام من احدث الاجهزة التنقية المتطورة من المعجلات والاول في العراق يستورد من تلك الشركة والاحدث في المنطقة ويتميز بسعة انتاجه عن جميع الاجهزة الموجودة في العراق وينتج (10 كيوري اف اي تين) واصبحنا مجهزين للمواد المشعة المخصصة لحقن المرضى وذات جودة عالية من تلك الداخلة في تشخيص الامراض لباقي المراكز المتخصصة بهذا المجال لان علاج المريض يتطلب مواد عالية الجودة، وهو جهاز خدمته آنية ومستقبلية لجميع تلك المراكز، لان الفكرة من انشاء المؤسسة هي ليست مؤسسة ربحية بل علاجية انسانية، وكذلك نوفر جودة عالية لتصوير حالة الورم لاعطاء التشخيص الدقيق للحالة التي يتوقف عليها تحديد حالته ونوع العلاج،لان فحص (البتسكان) يعد افضل واحدث جهاز في تشخيص الاورام السرطانية وكل العلاج يتوقف على التشخيص الصحيح ومن اهم امور التشخيص هو هذا الجهاز وهذه المواد التي ينتجها التي تحدد اين مكان الورم السرطاني ورقعة انتشاره في جسد المريض فيتوجب معه توفير المادة المشعة التي تعتبر ضرورية جدا وغير قابلة للاستيراد من خارج العراق لان مادة (FDG) الموجودة فيها يتناقص اشعاعها وعمرها الافتراضي الى النصف كل ساعتين، والاستيراد يستنفذ عمرها لذلك اصبحنا منتجين لها، وبعد ان اصبحنا نستقبل الاف المرضى من جميع المحافظات العراقية ستمنحنا هذا المنظومة المتطورة من توسيع دائرة الفحص والتشخيص اليومي"، لاسيما ان "الملاكات العاملة هنا تمتلك الكثير من الخبرات التراكمية والكفاءة المتميزة وتسعى لتحقيق اعلى مواصفة في العمل وعوامل التصنيع والمحددات العالمية على وفق نظام (GMP) العالمي والتي تخضع لاعلى درجات الجودة وتختص بكل حركة وارشفة للعمل، ووجود مثل تلك الاجهزة عالية التقنيات والحداثة يعطي حافزا كبيرا للملاكات العاملة التي ستمزج خبراتها مع تلك التنقيت فتصبح النتائج باهرة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: السيد السيستاني الداعم الاقوى والاكبر للشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية(فيديو)