وانت تسير في آخر نقطة من قضاء المدينة في محافظة البصرة المتجه نحو قضاء الجبايش في محافظة ذي قار يستوقفك موكب علقت على على جدرانه صور خمسون شهيدا من عشيرة واحدة كانوا خداما حسينوين وقضوا نحبهم في جبهات القتال ضد عصابات "داعش" الارهابية، وهؤلاء الشهداء هم مجاهدون سابقون قارعوا النظام المباد في الاهوار وخدام حسينيون منذ نعومة اظفارهم، فغادروا الدنيا وبقيت عائلاتهم وامهاتهم تخدم بالمواكب نيابة عنهم.
مجاهدون وحسينيون
في موكب علي الاكبر وصف السيد علي وهاب الحيدري ارتباط شهداء الموكب بالقضية الحسينية وسيرتهم الطيبة لوكالة نون الخبرية، بقوله ان "السلسلة الجهادية لمجاهدينا الابطال هي امتداد لثورة الامام الحسين (عليه السلام) لانهم كانوا من الابطال الذين تربوا على مقارعة النظام المباد في اهوار المدينة على يد القائد السيد كاظم جلوب الحيدري منذ نهاية العقد السبعيني ولغاية سقوط النظام المباد، وكان ارتباطهم بالحسين نموذجي ومباشر عبر احياء الشعائر والاستماع للمحاضرات الدينية والفقهية التي يلقيها خطباء من المرجعية الدينية كانوا يأتون سرا الى الاهوار لاداء هذه المهمة، وبعد العام 2003 تصدموا للخدمة الحسينية واصبحوا السباقين في تقديم الخدمة للزائرين الذين خرجوا للسير نحو كربلاء المقدسة واقامة الشعائر الحسينية وهم بالاصل من ذرية آل البيت (عليهم السلام)، وعندما سقطت مدينة الموصل بيد عصابات "داعش" الارهابية واعلان فتوى الجهاد المباركة كانوا من اوائل الذين لبوا النداء للدفاع عن الوطن والمقدسات والاعراض وقدموا حوالي (50) شهيدا في قواطع الموصل وصلاح الدين وقاعدة سبايكر وقضاء بيجي ومنطقتي الحجاج وجرف النصر، ومن النماذج الثابتة على العقيدة هو السيد ابو جواد الحيدري القائد البارز في الحشد الشعبي الذي كان يعيش في السويد وتركها بكل ما فيها بعد اعلان الفتوى وجاء الى مدينته ليحفز ابناء عشيرته الحيدرية ويستقطب منهم (500) رجل ويشكل فوج قتالي من الرجال والشباب من الطلبة والموظفين والمزارعين والكسبة وقد تركوا كل شيء وذهبوا لنصرة الدين والمذهب والبلد كما هو حال اصحاب الحسين (عليه السلام) وكل هذا جاء من ارتباطهم بالحسين وتربيتهم الحسينية بعقيدة ناصعة، والتحاقهم بالدفاع عن العراق ونيلهم الشهادة هو مصداق لنداء الإمام الحسين (عليه السلام) "الا من ناصر ينصرنا" وهي دعوى متجددة على طول الزمان".
مجالس ومواكب
عشيرتنا ومنذ عقود قديمة مضت لم تتخلى عن اقامة الشعائر الحسينية وموكبنا تأسس بشكل رسمي بعد العام 2003 وبامكانيات قليلة بعد سير الناس على الاقدام في هذه المدينة وكانت الشعائر ممنوعة واقامتها امر خطر هكذا يصف مسؤول الموكب السيد عيسى نصار جبار الحيدري بداية الخدمة الحسينية في عشيرته ويقول لوكالة نون الخبرية، ان "اغلب ابناء العشيرة هم من الكسبة فتكاتفوا بينهم لتقديم الخدم للزائرين، وكانت الخدمة تقدم بشكل متواضع ومن مواد الحصة التموينية من بيوت العشيرة واستأجرنا خيام ونصبت لتقديم الخدمة لمدة اربع سنوات في فصل الشتاء وكنا نصطحب الزوار الى بيوتنا للمبيت ونقدم الخدمة في الوقت من صلاة الصبح الى الساعة العاشرة صباحا للفطور والغداء من العاشرة والنصف الى الثانية ظهرا وبعدها العصائر والفواكه الى صلاة المغرب وبعدها العشاء ثم تنتهي الخدمة لنصطحب عدد من الزائرين الى المبيت في بيوت العشيرة، ثم تطور الامر بعد زيادة عدد المواكب واسسنا صندوق للموكب وزاد عدد المشاية ومعها زاد عدد الخدم والمشاركين بتمويل الموكب وتوفرت الاموال وبنينا قاعة للرجال ومعها ساحة مغطاة وصحيات ونفس المنشئات للنساء، وتبدء الخدمة من السابع والعشرين من المحرم لغاية السابع من صفر وهذا اليوم سنستضيف موكب ابي الفضل العباس المركزي الذي يخرج من قضاء المدينة وموكبنا جزء منه، وعدد المشاركين فيه من (3000ــ 4000) رجل وامرأة ومن مختلف الاعمار ونتكفل باطعام هذا العدد من الزوار ويوميا نطعم الاف الزوار وننفق على الموكب بلا حساب وقد يصل عدد من نقدم الخدمة لهم من الزوار الى (30) الف زائر، والخدام فيه يصل عددهم الى (500) شخص لان كل البيوت تشارك فيها ومن الرجال والنساء ومنهم اهالي وامهات الخمسون شهيدا ممن كانوا يعملون خداما حسينيون في موكب علي الاكبر (عليه السلام)".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)