اقام حزب الله احتفالا جماهريا كبيرا في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة الذكرى الخامسة لانتصار تموز الالهي على العدو الصهيوني تخلله عروض لدبابات صهيونية تدمر ومشاهد النصر للمقاومة الباسلة وقد تحدث في المهرجان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفيما يلي نص الكلمة :
\"ارى انه من واجبي ان اتوجه بالشكر والتحية الى ارواح كل الشهداء، شهداء الجيش وشهداء الشعب وشهداء المقاومة الى عائلات الجرحى والجرحى، الى كل من اُسر بالحرب وعاد الى كل المهجرين في تلك الحرب،وكل من حضنهم والى من دعم وأيد وساند بعمل او فعل او دعاء\".
\"وبالعودة الى ايام الحرب كان من اهم العوامل الاساسية للانتصار هو العامل التالي: في جبهتنا الثبات والثقة والأمل بالانتصار والايمان والصمود في كل الساحات، صمود الشعب اللبناني والناس والصمود السياسي الذي يعني عدم الاستسلام للضغوط والتسويات التي لم تكن مناسبة للبنان، صمود الجيش، والصمود الاهم هو صمود المقاومين المقاتلين الثابتين في ميادين القتال وهذا الصمود شكّل بحد ذاته معجزة حقيقية، كيف يمكن لآلاف من المقاتلين المجاهدين الذين لا يملكون غطاء جويا ان يقاتلوا في الليل والنهار على مدى 33 يوما في كل القرى والبلدات وبكل اشكال القتال يواجهون الجنود والالوية والكتائب والسرايا والسماء تمطرهم نارا والقصف المدفعي غير قابل للتصور والبيوت تُدمر من حولهم، كل الذين كانوا في الميدان ثبتوا في الميدان وفي بنت جبيل فتح العدو ثغرة آملة ان يهرب المقاتلون ولكن المقاومون ثبتوا في مركزهم\".
\"في المقابل في الجبهة الاخرى بدأ العدو الاسرائيلي حربه بعجرفة وثقة زائدة عن اللزوم وهذا طبعه، لكن سرعان ما تحول امام صمود لبنان بكل مكوناته الى ارتباك وضعف وحيرة وازمة ثقة بين الجنود والضباط وبين الناس والحكومة والجيش\".
\"هذه الحرب وكما يعترف الاسرائيليون وقياداتهم تركت اثارا خطيرة على مستوى الكيان وحاضره ومستقبله، وبرأيي ان اهم نتيجة في حرب تموز هي اهتزاز الثقة بين شعب الاحتلال والقيادة السياسية وجيش الاحتلال، وفي المقابل ارتفاع عامل الثقة في الجبهة هذه واليقين بالمقاومة وخيار المقاومة ومجهادي المقاومة في لبنان والعالم العربي والاسلامي\".
\"هذا العامل النفسي عامل استراتيجي مهم جدا وقد يكون حاسما في ترسيم صورة مستقبل الصراع القائم في المنطقة ونجد ان اسرائيل وبدعم من اميركا عملت منذ انتهاء الحرب ووضعت مجموعة اهداف في رأسها استعادة الثقة المفقودة بين الشعب والقيادة السياسية والجيش في الوقت الذي تحاول فيه ان تستعيد قدرتها الامنية والسياسية والعسكرية لفرض ما تريدمن شروط مستقبلا على لبنان وبقية الدول العربية\".
\"من العوامل التي يعتمد عليها الاسرائيليون لاستعادة الثقة، العامل الاول هو الجهد العسكري والاستنهاضي التنفيذي الاجرائي الذي يقوم به الاسرائيليون، المناورات واستدعاء الاحتياط وتطوير الاسلحة والعمل على ايجاد حل عسكري لتساقط الصواريخ على ما بعد بعد بعد حيفا، اضافة الى بدء مناورات غير مسبوقة على مستوى الجبهة الداخلية، والهدف من هذه المناورة تدريب الناس كيف يتصرفون اذا حصلت حرب جديدة، وكل ما يقومون به يقدموه بالاعلام وذلك بهدف اعادة الثقة للشعب الاسرائيلي ان جيشه قوي ومصمم\".
\"لكن هل هذا الامر استطاع ان يؤدي النتيجة المطلوبة للاسرائيليين؟ اعود لاستطلاعات الرأي عندهم يقرون ان هناك مشكلات لم يتم حلها، ولو اخذنا مناورة تحول 5 يكفي ان نشير الى نتيجتين الاولى ان الاسرائيلي يقول للشعب ان الجيش الاسرائيلي غير قادر بالوسائل العسكرية على حماية الجبهة الداخلية، النتيجة الثانية انه في اي حرب جديدة لم يعد هناك من جبهة داخلية وجبهة امامية بل هناك جبهة واحدة\".
\"العامل الثاني اعلامي نفسي, والاسرائيليون بذلوا جهودا كثيرة لاعادة ترميم الثقة والبعض من الاسرائيليين بدأ التخفيف من نتائج حرب تموز، في البداية الاسرائيليون اجمعوا ان ما حصل في حرب تموز هو اخفاق وشكلوا فينوغراد ولكن في الآوانة الاخيرة بدأوا يفتشون على انجازات للحرب، الاسرائيلي يحاول اعادة الثقة بأكاذيب وتضليل وتكبير امور يجعلها انجازات مهمة\".
\"وبيريز قال ان هناك انجازين عظيمين تحققا برحب تموز الاول انهم ادخلوني الى الملجأ والثاني انهم استطاعوا الحفاظ على الهدوء على الحدود، وبيريز عندما شكلوا لجنة فينوغراد قال اننا نعتبر اليوم اضعف مما كنا، اولا ان ادخال فلان الى الملجأ لم يكن هدفا من اهداف الحرب، ثانيا ان نتيجة من هذا النوع وهو منع شخص من السير بالشارع لا تستحق حربا، ثالثا ان ايا من اهداف الحرب لم يتحقق وهذا قاله الاسرائيليون\".
\"نأتي الى الانجاز الأخر وهو الهدوء على الحدود وهناك شيء اسمه تحصيل حاصل، الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة كانت هادئة بعد 25 ايار 2000 ولم تكن بحاجة الى حرب لاعادة الهدوء على الحدود والهدوء فرضته المقاومة بانتصارها عام 2000، ومن خلال توازن الردع الذي اقامته المقاومة، وبفعل المقاومة فُرض الهدوء والمقاومة مهمتها الدفاع عن ارضها وشعبها وكرامات هذا الشعب، وما زال الصوت الاعلى في الكيان هو للجنرالات والقادة الاسرائيليين الذين يتحدثون عن الفشل بحرب تموز، وهؤلاء حذروا الحكومة الاسرائيلية من القيام باي مغامرة حتى بمواجهة حزب الله فقط وليس على المحور القائم، وبضعهم يقول ان النتائج ستكون كارثية والفشل سيتكرر، بناء عليه هذه الاجراءات لم تمنع في ترميم الثقة\".
\"اما في جبهتنا نحن بذلت وتبذل جهود كثيرة للتشكيك في المقاومة وانتصاراتها واهدافها من اجل تشويه صورتها واُنفقت من اجل ذلك مئات ملايين الدولارات وبهذا المنطلق يأتي الشعي لاتهام مقاومين شرفاء بجريمة قتل رفيق الحريري اضافة الى اتهامات كثيرة ضد حزب الله والهدف ضرب الثقة التي تأصلت وقويت بالمقاومة\".
\"لكن في ختام هذا الجزء من حديثي اقول للصديق والعدو ان ايماننا بالله وبصوابية خيارنا لا يمكن ان تهتز بل هي اليوم اقوى من اي زمن مضى بفعل التجربة والاحداث والانتصارات، واقول لكم ان قوة المقاومة اليوم في لبنان على مستوى معنوياتها وتماسكها وكادرها البشري ومقدراتها المادية افضل من اي زمن مضى منذ انطلاقتها\".
\"العدو اليوم في اطار حربه النفسية يلجأ الى ادبياتنا نحو وهذا لن ينجح معه، منذ كم يوم قال الاسرائيليون انهم يعدون اللبنانيين بمفاجآت في اي حرب، ونحن لن نُفاجأ بأي شيء ولكن انتم فوجئتم بأن مقاومة تملك عقلا وتخطيطا وبعض الاسلحة المتطورة، اقول للاسرائيليين اصغوا لجنرالتكم الذين هُزموا في لبنان، قائد المنطقة الشمالية كان موجودا في لبنان وتعرض لكمين وفي صدره يحمل اربع رصاصات، لن يكون لكم في لبنان الا طعم الهزيمة، وبعد كل التطورات عند الاسرائيلي والتطورات في المنطقة لو سألني سائل ونحن لسنا طلاب حرب ولكن لو وقعت الحرب مسؤوليتنا ان نواجهها، واعدكم بالنصر مجددا كما كنت اعدكم بالنصر دائما\".
\"عن موضوع النفط، اللبنانيون امام فرصة حقيقة في ان يصبح لبنان بلدا غنيا، لبنان لديه ثروة هائلة بمياه من النفط والغاز، وهذه ليست ملك طائفة ولا جهة وهي ثروة وطنية، الحديث الرسمي وهو حديث صحيح ان ما يوجد من ثروات يقدر بمئات مليارات الدولارات ونحن امام فرصة حقيقة اذا احسن اللبنانيون التصرف وتعاطوا مع الملف بمسؤولية وطنية بعيدا عن المناكفات والعقل الصغير نحن امام فرصة لسد ديوننا وتحسين اقتصادنا ونطور المستوى المعيشي ويصبح لبنان دولة قوية ومقتدرة\".
\"اوجه نداء من يريد ان يعود المغتربون يجب ان يعمل بهذا الملف بشكل جدي، الحكومة الحالية ومجلس النواب بجهد استثنائي اوجد قانون نفط والحكومة التزمت اقرار المراسيم التطبيقة خلال هذه السنة وممفترض خلال 2012 ان تبدأ صورة العمل بشكل جدي\".
\"المساحة الاقتصادية في المياه الاقليمية تبلغ 22 الف و500 كيلومتر مربع ومن بين هذه المساحة هناك منطقة عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة تبلغ 850 كيلومتر مربع ولبنان يعتبر انها له ولكن الاسرائيلي رسّم حدوده وادخل هذه المنطقة بحدوده وبالتالي هذه المنطقة التي فيها ثروة نفطية بمليارت الدولارات، ولبنان يعتبر ان هذه المنطقة له ولا يحق لاسرائيل ان تنقب بها او تستخرج الغاز منها، وهذا الملف حساس\".
\"لبنان امام حل جذري لمشاكله الاقتصادية ولا يجوز ان تضيع هذه الفرصة، وفي منطقة المقاومة اي مقاوم لا يقول ان هناك اسرائيل ولا نعترف بوجود اسرائيل وهذا الموقف العقائدي يبقى محفوظا وعندما اتكلم اتحدث من منطق وطني، نعتبر ان ترسيم الحدود البحرية مسؤولية الدولة ولا نتدخل نحن بهذا الموضوع، كما حصل عند الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 وققلنا ان ترسيم الحدود البرية من مسؤولية الدولة، واذا بقيت ارض اعتبرتها الدولة لبنانية فنحن نتصرف على هذا الاساس، وعندما ترسم الدولة او تعتبر مساحة ما انها مياه اقليمية لبنانية ستتصرف المقاومة على ان هذه المنطقة مياه اقليمية لبنانية\".
\"نحن نثق بالحكومة وبأنها لن تضيع ولن تتسامح بأي حق من حقوق لبنان بمياهه الاقليمية ونفطه، ولعل هذه الحكومة هي فرصة لبنان للحفاظ على هذه الحقوق واستعادتها، ندعو الحكومة الى الاسراع بالخطوات لترسيم المراسيم التطبيقية وبدأ العمل فالوقت مهم جدا وعلى الحكومة ان تتعاطى مع الملف كأولوية وطنية، في هذه النقطة وفي الشق الداخلي حول المياه الاقليمية استطيع ان اقول بكل ثقة لكل الدول او الحكومات التي تريد ان تقوم بمناقصات مع لبنان لبدء استخراج النفط ان لبنان قادر على حماية هذه الشركات ومنشآت النفط والغاز ولبنان قادر لأن من ممكن ان يعتدي على هذه المنشآت لديه منشآت نفط وغاز ومن يمس بالمنشآت المستقبلية في المياه الاقليمية اللبنانية ستمس منشآته\".
\"وبالنسبة لمنطقة 850 كيلومتر مربع وطالما ان الدولة تعتبرها لبنانية فهي عند المقاومة لبنانية وليس هناك منطقة متنازع عليها وهناك منطقة معتدى عليها، ولبنان لديه فرصته الدبلوماسية لاستعادتها من خلال ترسيم الحدود ونحذر الاسرائيلي من ان يمد يده الى هذه المنطقة وان يسرق ثروات لبنان من مياه لبنانية، وهذه المنطقة الى ان يقرر لبنان الاستفادة منها يجب توجيه التحذير للاسرائيلي من ان يمد يده عليها، وندعو الدولة لاستعادة هذه المنطقة، وندعو الشعب اللبناني الى مواكبة ومساندة ودعم الحكومة في هذا الاستحقاق الوطني الكبير واذا استطاعت الدولة ان تستخلص المال فكل الشعب سيتسفيد منه\".
\"في نهاية المطاف للصديق والعدو اقول ان لبنان مدعو وقادر الى الاستناد لجميع عناصر القوة فيه للحفاظ على حقوقه الطبيعية واستعادة حقوقه الطبيعية ومن اهم عناصر القوة معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا استحقاق وطني كبير نحن معنيين به جميعا واسأل الله ان يبعد الفتنة عن منطقتنا\".
\"وفي الختام نبارك لكم عموما وللمسلمين خصوصا حلول شهر رمضان سائلا الله تعالى ان يوفقنا جميعا لصيامه وقيامه وحفظ حرمته واداء حقه وان يجعله شهرا للانابة والتوبة وتجديد القوة واستعادة العزة و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته\".
أقرأ ايضاً
- وكالة نون الخبرية تنشر نص البيان المشترك بين السوداني وستارمر
- مجلس ذي قار يصوت بالأغلبية على إقالة المحافظ.. اللجنة القانونية: التصويت باطل
- "تعمد سياسي وتعثر بإقرار القوانين".. انتقادات تعصف بالدورة البرلمانية الخامسة