- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الشعائر الحسينية دلالات وأهداف ونتائج - الجزء الثاني
بقلم: شيخ محمود الحلي الخفاجي
بعد ان بينا أن هناك أقوالاً لفقهائنا (فقهاء الامامية) حيث ثبت أن الشعائر الدينية لا تختص بالعبادات, بل هي شاملة ولها صفة التعميم حيث تعم الأمور الدينية وغيرها، وهذا التعميم والشمول يعتمد على مسألة مهمة وهي أنّ الشعيرة والشعار قاعدة تمثل الجانب الإعلامي عن الشيء سواء أكان عبادياً ام غيرهُ. ولكن ان أهم مُبرز ومظهر للشعائر, هي وجود الشعائر العبادية واذا تم هذا فأن الشعائر ليست هي العبادات نفسها, بل هي أمر يعرض على العبادات والأفعال, كما أنّ القيام والضحك أمور عارضة على الإنسان.
فالشعائر هي أمور تبين مقاصد وأغراض معينة عند العمل العبادي والافعال الاخرى، ومن أهم هذه الأغراض هو الجانب التبليغي والإعلامي. لذا أتخذت هذه الشعائر معالم حسية كأن تكون مكانية كالأمكنة المهمة مثل مكان واقعة الغدير وواقعة بدر او جبل عرفة او مزدلفه وهكذا. او تكون هذه الشعائر معالم زمانية كيوم البعثة ويوم هجرة النبي (صلى الله عليه واله) ويوم العاشر من محرم، فاصبحت هذه الشعائر شعاراً للدين وعلوهِ وانتشارهِ، فكان تعظيم هذه المعالم هو إعلاء لها لأهميتها ونوع من التبليغ والنشر لها لما تحمل من معاني كبيرة جدا في طيات وقائعها التي حدثت من اجلها.
وقد أكدت الآيات الشريفة أنّ عنوان الشعائر هو عنوان عام يهدف الى مطلوبية معاني هذه المعالم وبالتالي فإن عنوان الشعائر ينطبق على كل ما يكون اعلاماً وانتشاراً للدين. وان هذا الإعلام والأعلاء هو أمر في غاية الأهمية وقد ندبت إليه الشريعة المقدسة وفق قاعدة تعظيم الشعائر وأنّ هذا التعظيم كما وصفه القرآن الكريم ناشئ من صفة راسخة في النفس وهي تقوى الله قال تعالى:
(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).
حيث انّ الآية فيها جمله خبرية في مقام الإنشاء, حيث ان الله تعالى أخبر بحقيقة حسنة (تعظيم الشعائر) وبعد ذلك أرجع منشأ هذه الحقيقة الى التقوى ما دامَ أنّ منشأ الحقيقة هو تقوى الله, هذا يعني أنّ لها منزلة ومحبوبية عند الله عزوجل, وأنّ من يقوم بتعظيم هذه الشعائر هم أصحاب القلوب النقية, كون هذه الشعائر مظهر من مظاهر التعظيم والشعور بالمسؤولية وبالمفهوم ان الآية الشريفة تدل على ان من لا يعظم هذه الشعائر هو ليس من أصحاب القلوب التقية.
أقرأ ايضاً
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة