- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ويكيليكس المالكي وقاذفة السفير
بقلم: علي حسين
سواء أكنت تثق في صدقية التسجيلات التي سربت فيها أحاديث السيد نوري المالكي، أو لا تعتد بها، عليك أن تدرك أن البلاد تعيش زلزالاً سياسياً، مع ان البعض ينظر إلى ماجرى باعتباره مؤامرة تقودها جهات إمبريالية، كما اخبرتنا النائبةعالية نصيف مشكورة.
في كل مرة تنتهي فيها الانتخابات يتمنى المواطن أن تمر الأمور مروراً طبيعياً، لكن ما أن تغلق صناديق الانتخابات حتى تنطلق معركة اسمها معركة "تزوير الانتخابات"، وكان يمكن أن تمر الانتخابات الأخيرة مروراً عادياً مثل معظم دول العالم لولا أن البعض بدأ يهدد بأنه سيزلزل الأرض من تحت أقدام الجميع، والجميع طبعاً على رأسهم المواطنون الذين خذلوا "سيادته" ولم يصوتوا له لكي ينقلهم إلى عصر التقدم والرفاهية.
إياك عزيزي القارئ أن تظنّ أنّ "جنابي" يهدف إلى السخرية من قادة البلاد الأشاوس، فالديمقراطية العراقية تقضي بأن يبقى المواطن العراقي متفرجاً، فيما جميع الساسة شركاء، يضمن كلّ منهم مصالح الآخر، حامياً لفساده، مترفّقاً بزميله الذي يتقاسم معه الكعكة العراقية في السرّاء والضرّاء..
الغريب في الأمر، وبرغم خطورة التسجيلات، فأن معظم القوى السياسية تتخذ الصمت، وتصر على بقاء موضوع التسريبات لغماً يكاد ينفجر في أية لحظة، ويعصف بما تبقى من هذه البلاد..فيما المواطن المغلوب عن امرة يسأل : هل يوجد منصب مدعي عام في العراق ، ولماذا يصمت امام هذه الاخطار ؟ .
يدرك السيد المالكي جيداً أن الناس كانت تأمل ببناء مجتمع يتسع للجميع، لكن الواقع يقول إن البعض يريد لهذه البلاد أن تكون حكراً لأصحاب الصوت العالي وللسراق وللانتهازيين، ولمن ينالون الحظوة عند الأحزاب، وبات واضحاً أن هناك من يريد العودة بالبلاد إلى جحيم احتراب سياسي وطائفي، في إطار ستراتيجية تشعل الحرائق هنا وهناك، من أجل أن لا تخمد نار الفتنة.
من يملك القدرة على تحمّل مثل هذه الكوارث، أُحيله إلى كارثة أخرى بطلها مثل السفير العراقي في لبنان "حيدر شياع البراك" الذي ظهر في فيديو يتوسط مجموعة من المسلحين بلباس مدني، وهو يحمل قذيفة "آر بي جي" في إحدى مناطق لبنان .
منذ أن ترك ساستنا "المعارضة" وجلسوا على كراسي السلطة، كان واضحاً للمواطن أنهم لن يتخلوا عن مقاعدهم، وأنهم يعدون أبناءهم وأقاربهم وأصحابهم لمناصب جديدة، لذلك تراهم يتقافزون في الفضائيات، يتبادلون الشتائم واللعنات، لكنهم يجلسون تحت قبة البرلمان لكي يفصّلوا ثوباً جديداً لمؤسسات الدولة على مقاسهم.
أيها السادة ليس هناك في أي مكان في العالم بلد على هذا المستوى من الكوميديا التي ترافقها المأساة، سياسي كبير يهدد بالحرب، وسفير يحمل قاذفته، ومع هذا مازلنا نتابع في الفضائيات تصريحات عزت الشابندر.
أقرأ ايضاً
- قراءةٌ في مقال السفيرة الأميركيَّة
- هل ستدفعي ثمن الفطيرة ياسعادة السفيرة !؟
- ضد السفيرة ومع السفيرة !!