بمناسبة اقتراب زيارة النصف من شعبان والاحتفال بولادة الإمام الحجة المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) تقدم ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ببعض التوصيات للإخوة الزائرين والذين يحيون هذه المناسبات الدينية نوردها كما يلي:
أولا: لاشك إن الاحتفال والتعبير عن السرور والفرح والابتهاج بهذه المناسبات الدينية أمر محبوب شرعاً – ولكن – ينبغي أن يكون خاضعاً للضوابط الشرعية ( أي إن وسائل التعبير عن هذا الفرح والسرور ينبغي أن تؤدي بوسائل مقبولة شرعاً ).
وأضاف سماحته في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 6- شعبان -1432هـ الموافق 8-7-2011م الذي نلاحظه إن البعض من هذه الوسائل والطرق تخرج عن حد الضوابط الشرعية التي ذكرها الفقهاء ( رضوان الله عليهم)،
وطالب جميع المؤمنين مراعاة وإخضاع هذه الوسائل للضوابط الشرعية وعدم ممارسة أي أسلوب يخرج عنها .. وكمثال على ذلك التصفيق الذي يمارسه بعض الزائرين فهناك حدود مقبولة له، ومنه ما يتعارف عن الاحتفال والاحتفاء بتكريم شخصية معينة أو التعبير بالإعجاب والقبول بأمر معين أو تشجيع الطلبة عند تفوقهم ونجاحهم.
ونوه سماحته إن بعض الأساليب المتبعة عند بعض الشباب المحتفلين ينبغي تجنبّها لكونها قريبة من الأساليب المتبعة عند مجالس الغناء والطرب.. وهذا احتفال بولادة إمام معصوم ( عجل الله تعالى فرجه الشريف) وهو أمل الأمة وبقية القسط والعدل لأهل الأرض فينبغي للمحتفلين مراعاة ذلك.
ثانيا: الرقص بإيقاعات وطرق تكون قريبة مما يتعارف في مجالس اللهو والطرب وهذا لا يليق بقدسية هذه المناسبة وينبغي مراعاة آداب الزيارة واستثمار هذه الفرصة للتعرف على ما هو مطلوب لمعرفة الإمام وتحقيق مقوّمات الانتظار الحقيقي ومعرفة شخصية الإمام (عليه السلام) وصفات المؤمن المنتظِر.
وتوجه خطيب الجمعة في كربلاء المقدسة للإخوة في الأجهزة الأمنية بقوله: أملنا بالله تعالى وبكم من خلال جهودكم الطيبة والتي رأينا نتائجها وآثارها في زيارة المبعث وزيارة الكاظمين ( عليهما السلام) والتي حققت نجاحاً كبيراً – فجزاكم الله تعالى خيراً – أن يكون لكم نفس الجهد واليقظة والحذر من مخططات المجرمين وان يستمر عطاءكم الكبير لتحقيق نفس النجاح، كما نأمل من الإخوة المواطنين التعاون التام مع الأجهزة الأمنية لإنجاح الزيارة.
وتطرق سماحته في جانب آخر من خطبته عن عدة حرائق حصلت في مباني وزارات مهمة .. وتثير هذه الحوادث الكثير من التساؤلات والاستفهام عن الأسباب المؤدية لحصول مثل هذه الحرائق .. هناك كلام كثير يقال في وسائل الإعلام ولا يُعلم مدى صحة ما يذكر من أسباب لهذه الحرائق فهل تكرارها في وزارات مهمة مسألة طبيعية أم إنها مفتعلة ؟!!
وفي معرض إجابته عن تلك التساؤلات قال سماحته: لابد هنا من إجراء التحقيق المتصف بالنزاهة والموضوعية والمهنية لتشخيص هذه الأسباب وبيان حقيقتها لأبناء الشعب العراقي ..واتخاذ الإجراءات المطلوبة لحماية هذه المباني المهمة.. ولابد من إتباع الوزارات لأسلوب التوثيق والأرشفة الحديثة والعلمية للحفاظ على مضامين الوثائق الموجودة لدى هذه الوزارات.
وتناول سماحة الشيخ الكربلائي ما ذكرته منظمة (اليونسيف) في العراق إن عدد الأطفال الأكثر حرماناً في العراق يبلغ أربعة ملايين طفل بسبب الحروب والعقوبات الدولية على مدى العقود الثلاثة المنصرمة، والتي ألقت بعبء ثقيل على المجتمع العراقي وخاصة الأطفال وذكرت المنظمة إن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة العراقية لتقديم خدمات التعليم والتربية والصحة .. ودعت إلى تخصيص أموال كافية لإتاحة الفرصة لهؤلاء الأطفال لينالوا حقهم من ذلك.
وتبعا لذلك طالب سماحته – على ضوء هذه الإحصائية – الحكومة العراقية أن تضع دراسة لموارد الصرف للكثير من الأموال في غير مطالب مهمة وأساسية للشعب العراقي، وتوجيه هذه الأموال نحو رعاية هؤلاء الأطفال .. فمع إن هناك الكثير من المؤسسات الخيرية التي تقوم برعاية الأيتام والأطفال في العراق إلا إن إمكانيات هذه المؤسسات لا تفي إلا بشيء بسيط من متطلبات التربية والتعليم والصحة لهؤلاء الأطفال، وبالتالي فان الحكومة مطالبة بوضع سلّم للأولويات في الصرف المالي الكثير والذي يكون لموارد غير مهمة وأساسية، فان كثرة هؤلاء الأطفال وتركهم من دون الرعاية المطلوبة سيشكل عبئاً إضافيا على المجتمع العراقي مستقبلا.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- السوداني من لندن: قانون الاستثمار العراقي هو الأفضل في المنطقة
- مجلس الأعمال العراقي البريطاني (IBBC) يعقد ندوة حوارية في لندن
- بغداد تفاوض واشنطن لإعادة الأرشيف الوطني العراقي