عشر منتسبين يعملون كخلية نحل لصنع التربة الحسينية والهدايا المصنوعة منها وينقون التراب المستخرج من عمليات التوسعة والمشاريع في داخل العتبة الحسينية المقدسة بعمليات عدة من الشوائب والاحجار، ويعيدون التربة المستهلكة والمكسورة للاستخدام مرة اخرى، ويعتمدون في عملهم على خبراتهم التراكمية ومجموعة من المكائن والعدد، لينتجوا يوميا الاف الترب الحسينية في معمل صغير بمساحته كبير بعطائه.

يقول مسؤول وحدة معمل الترب والكاشي الكربلائي ضرار جابر علوان لوكالة نون الخبرية ان "تأسيس المعمل تقرر في العام 2014 بعد زيادة الطلب على التربة الحسينية وارتفاع اعداد الزائرين ووجود زيارات مليونية والحاجة الى اهداء تلك التربة لطالبيها فأنشات هذه الوحدة لانتاج تربة الامام الحسين (عليه السلام) معتمدين على ماكنة واحدة طاقتها الانتاجية(160) تربة في الساعة واصبحت طاقتها اقل بعد تقادم عمر الماكنة، وتنتج نوع واحد من التربة الذي يحمل شعار العتبة الحسينية المقدسة، وبعد ذلك جلبنا ماكنة ثانية طاقتها الانتاجية (170) قطعة في الساعة لانتاج قالب ثاني وبعدها انتجت التربة المخصصة للصلاة في العتبتين المقدستين"،  مبينا ان "مراحل انتاج التربة تبدأ بجمع التراب من مخلفات المشاريع داخل العتبة الحسينية ويجمع في مكان خاص ثم يعرض على الشمس لانه ممزوج بالماء والطين بسبب المياه الجوفية ونقوم بتصفية الكمية المراد استخدامها باليد لرفع الاحجار والقطع الكبيرة ثم نغسلها باحواض ماء خاصة وتحريكها بواسطة دريل خاص وتعرض تحت اشعة الشمس لتجف وتصبح قطعة خالصة وصافية متماسكة، وبعدها نجمعها مع الترب المستهلكة والمتضررة من العتبتين المقدستين ونخلطها مع التربة الحسينية المستخرجة من اسفل القبر المقدس وتجمع تلك المواد الثلاثة ويتم طحنها بمجرشة خاصة في الورشة ويوضع الطحين المستخرج في جهاز الهزاز الذي يحتوي على غربيل يقوم بتنقيتها مرة اخرى، والتراب مكون من نوعين اما رطب او جاف ويكبس بواسطة المكبس الهيدروليكي وننتج يوميا تقريبا من (3500 ــ 4000) تربة يوميا، اما في ايام الزيارات المليونية فيستمر الدوام لمنتسبي الشعبة البالغ عددهم عشرة منتسبين فقط لمدة 24 ساعة على مدار اليوم وترتفع كمية الانتاج الى (6000) تربة لسد الحاجة المتزايدة خلال تلك الايام".

وتابع ان "المنتسبين العاملين بهذه المهنة تقع عليهم واجبات كثيرة ومتعبة ورغم ذلك فهم متمرسين باعمالهم ويمتلكون الخبرة، لاسيما من يعمل على المكائن التي تحتاج الى انتباه شديد حتى لا يتضرر من يعمل عليها وخاصة جهاز الهزار الذي يدور بسرعة كبيرة، ومن يعمل حديثا في الورشة نكلفه بمهام بسيطة ثم نضعه مع احد العاملين ممن يمتلكون الخبرة ويبقى معه تحت التجربة لشهور عدة حتى يبلغ الكفاءة المطلوبة ثم يكلف بالاعمال المهمة لان ايام الزيارات المليونية يتطلب العمل لساعات وبجهود كبيرة لسد الحاجة اليومية، ولدينا انواع من الهدايا نقدمها للوفود والشخصيات وحسب توجيهات الادارة العليا للعتبة الحسينية المقدسة ومنها العلبة الصغيرة ويوجد فيها تربة للصلاة ومسبحة طينية وكيس مملوء بالتراب وكلها من تربة القبر الشريف ومعها قطعة من المرمر المستخرج من القبر، كما لدينا علبة كبيرة فيها فيها 12 تربة حسينية وهذه العلب تصنع في مطابع دار الوارث للطباعة التابع للعتبة الحسينية المقدسة، ولدينا منافذ بيع موجودة في باب الكرامة وقسم الهدايا والنذورات لمن يرغب باقتنائها من الزائرين"، لافتا الى ان "كرامات كثيرة حصلت لاشخاص داخل العراق وخارجه ببركة تربة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) ومنها كرامة لسيدة عراقية تعيش في السويد اصيبت بمرض سرطان الثدي وكانت تنظر موعد لعملية قص وازالة واتصل بي احد اصدقائي من اقاربها وزودناه بتراب من قبر الامام الحسين (عليه السلام) وبعد مدة اتصل بنا واخبرنا انها شفيت قبل اجراء العملية بعد ان تناولت تربة سيد الشهداء (عليه السلام)، وكثير من المعضلات تحل بكرامة هذه التربة المقدسة ". 

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

تصوير ــ عمار الخالدي