حجم النص
بقلم:حميد مهدي النجار
أتفهم موقف الذين وقفوا ومازالو يقفون مع روسيا في غزوها لاوكرانيا ولكنه للأسف موقف غير واقعي بل طوباوي وان كانت له مبرراته النفسيه او العقائدية، لان روسيا لا ولن تستطيع ان تكون ندا لامريكا لا اليوم ولابعد 50 سنه ولا حتى الصين ايضا ..
لنكن واقعيين، اسلوب الحياة الأمريكية وماتنتجه من علوم وحجم الناتج القومي لهذه الدوله لايستطيع احد مجاراته لعقود قادمه..
كرهنا للسياسه الامريكيه ومعاناتنا بسبب تدخلها في بلداننا عليه أن لايجعلنا نستخف بقدرات هذه الدوله الهائله وحجمها وتأثيرها على هذا الكوكب..
من وضع بيضه في سلة روسيا وراح يحلم بتغيير المعادله في العالم لايعلم مثلا ان الناتج القومي الروسي هو ترليون وسبعمائة مليار دولار، أربعين في المائه منه يأتي من بيع النفط والغاز والفحم وهو يعادل نصف الناتج الاجمالي لمدينة نيويورك... ونصف الناتج القومي لكوريا الجنوبيه التي تقدر مساحتها ب3 في المائه من مساحة روسيا! التي يصفها البعض بأنها مجرد خزان طاقه ستفقد قيمتها وتأثيرها بنفاذها..
هناك من تحدث وتأمل في قدرة روسيا والصين في الاستغناء عن الدولار في التعاملات التجارية وهو لايعلم لغة الأرقام التي تقول ان الصين مثلا تمتلك الان حسب اخر البيانات 3 ترليون دولار اي ثلاثة آلاف مليار دولار فيما تمتلك روسيا قبل الحرب 600 مليار دولار وان انخفاض سعر الدولار سنتا واحدا فقط سيحعل الصين تخسر حينها 300 مليار دولار ! وهذا هو الذي يجعل من الصين اكثر حكمة من روسيا وتعامل أمريكا من خلال آليات السوق والتنافس الحر وليس من خلال القوه والهيمنه كما تفعل روسيا اليوم.
أمريكا ومن خلفها الغرب لايستطيع احد هزيمتها الا فكريا لأنها رغم هذا البنيان المرصوص فهي تحمل عوامل تفككها واضمحلالها معها كأي إمبراطورية سابقه، فنسبة الولادات المتدنيه وتبنيها للمثليه وماديتها التي حولت الإنسان إلى مجرد آلة للإنتاج وعوامل أخرى مهمة كفيله بزعزعة أسس هذا النظام الذي فرض قيمه وهيمنته منذ نهاية الحرب العالمية الثانيه.
الإسلام هو الوحيد القادر على هزيمة أمريكا والغرب وهو يتقدم بخطى حثيثه هناك، ولكن الإسلام كفكرة وعقيده وأسلوب حياة يعاني من مشكلة ان أبناءه ليسوا على مستوى هذه العقيده ولاهذه المسؤولية.
الاسلام دين عابر للقوميه ولهذا هو قادر بقيمه الروحيه على الاصطدام بالغرب وتحقيق انتصارات تستغل ثغراته التي بدأت تتسع شيئا فشيئا، فيما لاتملك روسيا، التي اكبر طموحاتها هي الحفاظ على قيم الاورذودوكسية والتوسع في محيطها الاوراسي الذي يضم الاقوام السلفيه.
فيما لاتفكر الصين في أكثر من تأمين المواد الأولية لصناعاتها وتامين الطاقه اللازمه لذلك وتامين الأسواق لتصريف إنتاجها.
أقرأ ايضاً
- الرهان الأمريكي الصعب
- الرهان على الاصلاح .. عبر استمرارية الحراك الشعبي
- البارزاني كسب الرهان, وداعاً كركوك..!