بدأو عشقهم الحسيني بلبس السواد والمشاركة بالعزاء الحسيني ثم جازفوا بالسير الى كربلاء المقدسة في الاربعينية، وتعلموا الصبر والجرأة والثبات من منهج الحسين (ع)، فخدموا واخلصوا وحصلوا على المركز الاول في تصنيف هيئة المواكب في الزيارة الاربعينية عام 2018، وهم اول موكب حسيني يرفع يافطات فيها اقوال المشاهير من غير المسلمين بحق الحسين (عليه السلام) باللغة الانكليزية، انهم اصحاب موكب خدام الصديقة الطاهرة (عليها السلام).
عشق وكرامة
اسماعيل سعيد محمد صاحب موكب خدام الصديقة الكبرى يتحدث لوكالة نون الخبرية، انه "عرف القضية الحسينية بتفاصيلها من جده الذي كان صاحب موكب في مدينة الصدر في سبعينيات القرن الماضي وكان يشارك في التشابيه والزيارات واللطميات والمجالس والمحاضرات، ولما منع النظام المباد تلك الشعائر لم ينثنوا عن ممارستها رغم المخاطر فكان يشارك بالمجالس في البيوت بالخفية ويذهب من بغداد الى كربلاءالمقدسة في الاربعينية رغم عيون البعثيين سيرا على الاقدام، ويتذكر موقفا مر به واحد زملائه عندما كان جنديا في الثمانينات وجاء موعد زيارة العاشر من المحرم ومنعت الاجازات لهذا السبب فقدم طلبا لآمر الوحدة صاحب الفكر السفلي المتشدد ورفض الاخير طلبهم، فتعرض الآمر الى حالة صحية متردية واتصل بالضابط المسؤول عليهم واخبره باعطاهم اجازة وهي واحدة من كرامات الامام الحسين (عليه السلام)".
الحسين بالانكليزية
ويستمر بالقول ما ان "سقط النظام المباد واطلقت الحريات الدينية وانتشرت قطعات واليات وجنود الاحتلال الاميركي في العراق وانتشرت وسائل الاعلام والفضائيات ومنها الاجنبية وحصلت احتكاكات بعض الاحيان لعدم فهم هؤلاء بشعائر الحسين (ع) وطبيعة جزء كبير من الشعب العراقي مؤمن بهذه القضية حتى فكر ابو عاصم بطريقة تخدم القضية الحسينية فقام بالاستعانة بولده الطالب في كلية الاداب وترجم اقوال المشهورين في العالم من غير المسلمين مثل انطوان بارة وغاندي وفريا ستارك وأ.س. ستيفينس ولويس ماسينيون ووليم لوفتنس وفيليب حتي وغيرهم بحق الامام الحسين (عليه السلام) باللغة الانكليزية والعربية وعلقت في جميع مداخل الطرق الرئيسة باحياء البياع والعامل والاعلام والرسالة والسيدية، وقد اثرت في تلك القوات ووسائل الاعلام".
حسينية وموكب
تسلمت مهمة ادارة حسينية وموكب مالك الاشتر على الطريق الرابط بين حي العامل والقادسية هذا يصف "ابو عاصم" خدمته الحسينية ويضيف "وهو طريق سير الزائرين وقدمت مختلف الخدمات للزائرين وكنا ننفق خمسة ملايين دينار سنويا رغم المخاطر التي تعرضت لها وسنوات العنف الطائفي، وبعد العام 2009 تركت الحسينية واتجهت الى تكوين موكب على طريق الزائرين بمساعدة اصدقاء تجار كانوا يدعمون الحسينية بالاموال، فقررنا ان ننصب موكبا بالكاظمية وبدأنا بمكان مساحته 16 مترا وقدمنا الاطعمة والشراب واقامت مجالس لطم يوميا، وبعد ست سنوات اجبروا على ترك المكان وعليهم البحث عن مكان اخر، ورغم الحزن الذي انتابهم الا ان بركات الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) لم تنقطع عنهم فمنحهم احد اصحاب المباني في شارع النواب مساحة اكبر من مساحة موكبهم السابق بضعفين وزودهم بخيام متطورة على غرار الخيام التي تستخدم في الحج صنعت في الامارات ولاول مرة تدخل الى العراق وقيمتها خمسة الاف دولار واصبح موكبهم ينفق 15 مليون دينار سنويا".
موكب الاربعينية
لما تمرسوا على العمل قرروا ان ينصبوا موكبا في كربلاء وعندما ضاق الامر بهم ولم يجدوا مكانا ذهبوا الى الامام الحسين وابي الفضل العباس وتوسلوا بهم ليسهلوا امر خدمتهم، وبالفعل حصلوا على مكان كبير في شارع العباس (ع) وملحق به قاعة كبيرة وباشروا بتقديم الخدمة الحسينية في الموكب ومبيت للزوار في القاعة بشعور من الفرح والرضا لا يدانيه شعور.
ويكمل اطراف الحديث لوكالة نون الخبرية شريكه في الموكب علي محمد جاسم بقوله "تطورت الخدمات عندنا وحرصنا على تقديم النوعية على الكمية حتى حصلنا قبل سنوات على المركز الاول في تقديم الخدمات حسب تصنيف هيئة المواكب الحسينية حيث اثثنا الموكب بشكل سياحي وفرشت الارضية بافضل انواع الكاربيد وكانت وجبة الطعام تتضمن صحن كبير مقسم الى خمس حقول فيه "اصابع بطاطا وشرائح شاورما وتمن ومرق وزلاطة وصمون" في وجبة الغداء وكنا نقدم من (800 ـ 1000) وجبة وفي وجبة العشاء قدمنا سندويج همبركر كبير الحجم ومعه عصير على طريقة المطاعم خمس نجوم ونوزع بحدود 900 وجبه وقدمت لنا هدايا من الهيئة واجريت لنا تغطية اعلامية، اما الكص (الشاورما) فكنا نصنعه بايدي اسطوات مختصين ونوزع حوالي 25 كيلوغرام منها، وعصرا نوزع "حلاوة جكليتية" تفردنا بها عن باقي المواكب ناهيك عن الشاي والماء والقهوة بنوعيها الحلوة والمرة، وفي هذه الزيارة ادخلنا العصير الطبيعي من البرتقال والموز والليمون ونوزع بحدود الفي قدح تقريبا، باستخدام كمية 250 كيلوغرام من هذه المواد"، مشيرا الى ان "البركات كثيرة على الموكب وتوسعة الرزق دليل على تلك الكرامات، كما ذكر رؤيا صالحة رأها في كربلاء المقدسة بالسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) معتبرا انها اشارة الى رضا آل البيت على خدمتهم".
قاسم الحلفي - بغداد
أقرأ ايضاً
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة