بقلم: زينب زكي غائب
بلد الرافدين وبلد نَهرَي دجلة والفرات، مهد الحضارات، مصدران أساسيان للمياه في العراق وهما دجلة والفرات .
مهما تطورت الأحداث ومهما تغيرت الأزمنة ومهما عصفت إبتكارات حديثة؛ يبقى العراق هو مصدر أساسي للحضارات والتطورات الحديثة الحاصلة،ويلعب دوراً كبيراً في نشوء الحضارة ، حضارة السومريين وحضارة الأكاديين وحضارة البابليين والآشوريين.
وحضارة بلاد الرافدين هي أقدم حضارة في التاريخ الإنساني .
بلاد الرافدين حماكِ ربي
وسلمّك الإله بكل خطب
وأبقاك وللإسلام زخراً
أيا أخت الرشيد وصرح مجدٍ
بآداب العلوم وفلك ، وطبِّ
(الشاعر ضياء الجبالي)
ولايُمكن نكران ماقامت به هذه الحضارات من إنجازات عديدة تُذكر على مر العصور، علاوة على ذلك إمتلاك العراق أفضل الشعراء والنحاتين معروفين في العالم العربي وبعض منهم معروفين على مستوى عالمي ، وبالإضافة إلى ذلك العراق عُرفت بالهندسة المعمارية بفضل جهود مهندسي المعماريين ويُمكن ملاحظة ذلك في الأبنية الموجودة في محافظة بغداد وكذلك جمال بعض مباني وبيوت العراقية القديمة .
الجمال الموجود في هذا البلد ليس موجوداً في أي بقعة أُخرى ، فعند تجولك في الأسواق العراقية البسيطة ورؤية أُناس بسطاء ووجود مظاهر الحياة التي تُعبّر عن الروح الجميلة موجودة في هذا المجتمع من تعايش وسلام والعيش الكريم رغم عراقيل سياسية ودينية ، إلا أن على نحو عام هذا الجمال العراقي في البيئة العراقية لازالَ موجوداً وسيستمر وقدوم السيّاح وازدياد عددهم في الآونة الأخيرة خير دليل على ذلك وأيضاً كذلك إزدياد مشاريع أقتصادية في البلد لموقع العراق الجغرافي المهم .
والجدير بالذكر إختلاف العادات والتقاليد والجماعات والفئات وإختلاف المذاهب والطوائف كُلها روابط تُساعد على التعاون والألفة والمحبة بينهم غير آبهين لما يحصل من مُشاحنات وإختلافات مما جعلهم متماسكين أكثر ومؤمنين بقيم واحدة .
رغم مرور المجتمع العراقي بظروف أقتصادية ومعطيات أجتماعية إلا أن العراقيين لازالوا مُقبلين على الحياة ولازالت تلك الروح تلتقط أنفاسها وبجهودهم خلقوا ضوابط وقوانين التي تتناسب في تمشية أمور المجتمع
ساعدَ كثيراً ليتفاعلوا مع بعضهم بعضا لتحقيق الأهداف المرجوة وهذا التعاون والتكاتف متجانسة مما خلق مجتمعاً صلباً.
حسناً، لنتحدث قليلاً عن أهم نقطة ألا وهي التعليم في العراق ؟!
فالمجتمع العراقي معروف بأنه مكوّن على أهم أُسس : مؤسسات دينية ومؤسسات إقتصادية والسياسية والعسكرية وغيرها من المؤسسات.
مصالح وأهداف مشتركة وإستقلالية والتحرر والتقدم .
ومن المعروف الكتابة ظهرت في حضارة بلاد الرافدين وكل الثقافات انتشرت من هذه البُقعة وكان للمجتمع العراقي أثر كبير، وعلى مر السنين المعوقات كانت تُلاحق العراق مما أدت إلى تراجعه شيئاً ما إلا أن وفي نفس السياق كان هناك من يقوم بإعادة هذه الحضارة إلى مكانتها لتصل إلى أوج إزدهارها مجدداً فمثلاً ما قام به الوالي مدحت باشا من جملة الإصلاحات بعد مرور سنوات طويلة تُمثل انتقالة نوعية ومن بينها :
أنشأ أول مدرسة حديثة للذكور
وشيّد مستشفى للغرباء في كرخ
وشيّد الكثير من الأبنية
وغيرها الكثير من الإنجازات ، فهو كان شخصية على درجة عالية من الإنفتاح على الحركة الفكرية والإصلاحية.
وتجدر الإشارة إلى المدارس الدينية آنذاك ، الحوزة العلمية في النجف الأشرف والتي كانت تُدرس اللغة العربية وعلوم القران والمنطق والفلسفة وكانت الحوزة الدينية أعلى مرحلة من المدارس الراشدية الموجودة في ذلك العصر .
وأيضاً تأسيس اول مجلس للمعارف في بغداد عام ١٨٨٤ وأعقبه بعد ذلك تأسيس مجالس مماثلة في البصرة والموصل .
وأمّا الآن فالتعليم في العراق تدهور وتراجع لأسباب متعددة ومنها توجه الأطفال نحو العمل وعدم إهتمام حكومي للقطاع التعليمي ، ورداءة التعليم في العراق أدى إلى انتقال بعض الطلاب للدول أُخرى لغرض إكمال تعليمهم ولابد من الإشارة إلى اضطراب الاوضاع الأمنية والكثير من العوائق ، وعدم إعتراف الدول الأخرى بشهادات دراسية عراقية .
فالوضع التعليمي في العراق في الإنحدار رغم إمتلاك العراق أقدم الجامعات في العالم فجامعة المستنصرية تم تأسيسها عام ١٢٨٠ .
فالعراق سيعود إلى سابق عهده وإلى آوج إزدهاره في ظل الأزمات والخضم وسيعود إلى مجده بعد أن يتعافى من الأزمات ليستعيد إشراقه وروحانيته ليعود إلى التاريخ كما كان في السابق ، والخير والكرم الموجود في العراق وهذه الميزة جزء من الكثير من المزايا العظيمة .
عانى الشعب العراقي في الحقبة الماضية الكثير ، فوطني شامخ وسيبقى شامخاً بأبنائه وشعبه الحضاري ، وسيعود إلى تطوره كما عهدناه.
سلاماً عليك وعلى رافديك عراق القيم .
فانت مزار وحصن ودار لكل الامم
عراق العلوم ونهر الادب ستبقى تراثا لكل العرب
وتبقى الى المجد أما وأب وإكليل حب لخير الامم
باور وبابل عهد انتماء ، لمهد الحضارات والانبياء
تشرف بحمل اسم رب السماء لتبقى اعز واغلى علم.
أقرأ ايضاً
- أكثر من تبييض السجون في البلاد
- بلاد الرافدين العظيمين ام بلاد الجدولين العطشين ؟؟!!
- إحراق الغاز ومسببات أمراض السرطان في البلاد