بقلم: علي حسين
ما من أحد في التاريخ حظي بمثل ما حظي به شكسبير من حكايات عجيبة وغريبة، في كل ساعة ربما تنشر دراسة حديثة عنه، ويقال إن مكتبة الكونغرس الأميركي تحوي 13 ألف دراسة عنه.
منذ أن توفي وليم شكسبير قبل أكثر من أربع مئة عام، والباحثون ومؤرخو الأدب لايزالون يدرسون كل ما يتعلق بحياته، أين وُلد، كيف عاش، نوع الطعام الذي كان يتناوله، هل عاش فقيراً أم غنياً؟، وفي العام الماضي قرأت كتاباً طريفاً بعنوان "أشهر 30 خرافة عن شكسبير" تناول فيه مؤلفاه ﻟﻮري ﻣﺎﺟﻮاﻳﺮ وإﻳﻤﺎ ﺳﻤﻴﺚ، القصص الغريبة التي رويت عن شكسبير ومنها على سبيل المثال هل ﺗﺰوج على ﻏير رغبته، أو مات متأثراً بمرض الزهري، أو أن هناك من كتب له مسرحياته، وكثير من الشائعات التي انتشرت حول هذا الكاتب الذي أخبرنا المرحوم صفاء خلوصي ذات يوم أن اسمه الحقيقي "شيخ زبير"، إلا أنه رغم كل ما أثير ظل شكسبير الكاتب الأكثر مبيعاً في العالم، وصلت مبيعات كتبه إلى المليارات، لم يكتب سوى 36 مسرحية، وفي معظمها يقدم لنا صورة الحاكم المصاب بمرض جنون الكرسي، وكيف تختصر البلاد والبشر بكلمة من أربعة حروف "كرسي"، بالأمس تذكرت المهرج في مسرحية الملك لير الذي كان يضحك كلما سمع الملك العجوز يتحدث عن العدالة: "هذا الرجل مصرّ على أن يقنع الناس بأن تصدق ما يقوله"، وأنا أستمع إالى من يتحدث عن إنجازات "كبيرة" قامت بها الحكومات السابقة.. كيف ياسادة؟ ومتى؟ العلم عند شكسبير الذي يخبرنا أن الأمر مجرد كلمات.. ليست سوى كلمات !
أيها القارئ العزيز، عذراً لأنني أعود من جديد إلى الكتب، فكلما عجزت تعابيري في وصف حال هذا الشعب المغلوب على أمره أعود إلى ما سطّره العباقرة، عسى أن أجد سلوى تعينني على مواجهة خطب أصحاب الصوت العالي، الذين يصرون على نشر ثقافة الخديعة، وفي الوقت الذي ننظر إلى شباب مرفوعي الجباه، يستبدلون الركام، بعالم من الكتب تحت شعار: أنا أقرأ.. إذن أنا عراقي، يغيب جهابذة السياسة عن حضور مثل هذه الفعاليات لأنها لا تصب في خانة المكاسب، في الوقت الذي تتواصل فيه معركة الكراسي فيما تغيب معارك الوطنية والنزاهة.
أقرأ ايضاً
- من يُنعش بغداد ؟
- تركيا تحاور بغداد على احتلالها القادم
- هل تفكك زيارة أردوغان العقد المستعصية بين بغداد وأنقرة؟