سامي جواد كاظم
الاعلام المتخصص معروف للمتابع الكريم ( اعلام سياسي، اقتصادي، رياضي، ديني، افلام ، مسلسلات ، علمي ، تربوي، وغيرها ) وضمن هذه التخصصات ظهرت في الاونة الاخيرة مواقع على اليوتيوب او حتى قنوات تلفزيونية محلية او فضائية تعرض مشاهد سريعة وخاطفة سواء كانت كوميدية او تثقيفية او علمية او مواقف اجتماعية عفوية ظاهرا، وتكون فيها لقطة تتفاعل مع رغبات المتلقي بحيث يتفاعل معها دون النظر الى بقية اللقطات ضمن المشهد الواحد ، وبعضها تجعل المشاهد يضحك لحركة الممثل دون الالتفات الى ماهية حركة الممثل .هذا هو الاعلام الاجتماعي حسب رؤيتي لها . اخترت مجموعة من هذه المشاهد على سبيل المثال لا الحصر ، مثلا في الكاميرا الخفية الامريكية يظهر متسول نائم على اريكة احدى الحقائق وفي حذائه ورقة نقدية ملتصقة ، فيمر المواطن فيلتفت اليها فينظر يمينا ويسارا ليتاكد من خلو الرقابة فيقوم باستلالها من الحذاء ويضعها في جيبه ليمشي خطوات فيتفاجا بمقدم الكاميرا الخفية ليقول له انها الكاميرا الخفية فيضحكون ويضحك المشاهدون ، وهنا الظاهرة التي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار ان هذه المجتمعات المثقفة اذا خلا لها الجو تسرق ما يقع عليه نظرهم . في اليابان يظهرون امانة المتسول في رد مفقودات المواطن ، او التعامل السيء للمواطنين مع المتسول او عامل النظافة ، وهنا يتفاعل المشاهد مع هذه اللقطات ، النتيجة في اليابان متسولون ، في اليابان عدم احترام عامل النظافة ، لكن هل في اليابان التشهير بسلبياتهم كما هو عليه الحال نحن ؟ اليابان او الصين ودول اوربية تعرض مشهد كيف يخدع الزوج زوجته عندما يشعر بها انها ستدخل عليه في غرفة النوم وهو يضاجع عشيقته فبطريقة بهلوانية يخفيها ويعانق زوجته لتهرب العشيقة ، ومثل هذه المشاهد كثيرة فهذا يعني الخيانة الزوجية امر طبيعي في مجتمعاتهم. اما المشاهِد في الدول الاسيوية ( الهند باكستان ماليزيا اندنوسيا وغيرها) فانها عبارة عن البؤس والفقر الذي تعيشه طبقة من الناس . ومشاهد التلفزيون الامريكي يندى لها الجبين ، ولبراعتهم في عرض هذه المشاهد تجعل من المتلقي ( يتقشمر ) بالحرية العلمانية ، على سبيل المثال يظهر شباب وشابات في مقتبل العمل يعيشون حياة المشردين ويفترشون الحدائق والشوارع واذا ما عرض اي شخص مبلغ من المال على شاب او شابة ليضاجهما فانه لا يتردد في القبول ، ويبدا مقدم البرنامج الذي يكون شخصية معروفة ومحبوبة في المجتمع الامريكي ليعقب على هذه المشاهد ليبررها ويتفاعل معه المشاهد حتى يقوم بنفس الاعمال . هنالك مقاطع لمشاهد يستهدف بها المسلمين من خلال لقاءات يقوم بها مراسل حاذق يحسن اخيار المواطن ونوع السؤال ليحصل على الاجابة المرجوة ، نعم في بعض الاحيان ينخدع المراسل وهكذا مشاهد يتم حذفها . في بلدي وبعد انتشار الموبايل اصبح بمقدور من هب ودب تصوير ما يشاء وعرضه على ما يشاء دون التمعن بمحتويات ما يعرض وماهي النتائج المتمخضة عنها ، قد يكون بجهل وقد يكون بتخطيط ولكن النتيجة هي سلبية على بلدنا ، بل في بعض الاحيان يكذبون في التصوير وينسبوها لبلدنا ، وهذا لا يعني انه لا يوجد مشاهد سليمة تعرض عن بلدنا . عندما يسلط الضوء على امانة رجل اعاد مبلغا معينا فهذا يعني ان الامانة في بلدي اصبحت شيء عجيب ، وعندما يظهر رجل سيء يتصرف بسوء فهذا يعني ان التصرفات السيئة امر طبيعي في بلدي ، وعندما يعرض اخطاء الحكومة مع التنكيل بها فهذا يمس هيبة دولتنا ، نعم الانتقاد مطلوب والمتابعة مطلوبة ولكن لها ضوابطها دون الاساءة للاخر حتى وان كان مذنب ، تابعوا تريندغ الذي يعرضه التلفزيون البريطاني (bbc ) كيف ينتقي المشاهد التي تعرض من على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة ببلدنا لكي يعقب عليها بشكل مسموم وتصبح يقين تتداولها بقية وسائل الاعلام باعتبار مصدرها قناة موثوقة . اقراوا كتاب حروب العقل(تاريخ سيطرة الحكومات والإعلام والجمعيات السرية على العقل ومراقبته وإدارة شؤون الناس) تاليف ماري جونز ولاري فلاكسمان ـ جنسيتهما امريكية ـ وخصوصا الموضوع الخاص بالفضائيات والمعنون ( البطاقة الصماء البكماء) كيف اصبحت في كل بيت وبكل هدوء تحقق اغراض الدوائر الصهيونية الخاصة بتحطيم اخلاق المجتمعات مهما كانت ديانتها .
أقرأ ايضاً
- دور الاعلام القضائي في تحقيق الأمن القانوني
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- تطبيع الاعلام حول مجازر غزة