يعد الخط العربي واجه من أوجه الفنون العربية حتى بات احدى مميزات الحضارة الاسلامية وقد تطور ذلك الفن الراقي بالتوازي مع تطور وانتشار الإسلام واللغة العربية ليكون ميراث فني ذو غنى كبير وقمة في الجمالية ولقد كان للقرآن الكريم دورا كبيرا في تطور الكتابة العربية ومن ثم فن الخط العربي. وسرعان ما انتشر وتطور استعمال الخط في العالم العربي والإسلامي ليشمل بذلك الدواوين والعمارة الاسلامية حتى صار ذلك الارث الحضاري الذي يمثل امة على مر العصور رمزا للحضارة العربية والإسلامية. إلا أن لم يعد يلقى العناية والتشجيع اللازمين من الجهات المعنية حتى بات منزوياً بين اروقة محبيه وبعض المدارس والمراكز التعليمية البدائية وللمزيد عن هذا الارث الادبي نلتقي بالخطاط اسماعيل الطائي .
في بداية الحديث نود معرفة البطاقة الشخصية للخطاط والمصور اسماعيل الطائي ؟
انا من مواليد 1963م نمت لدي موهبة الخط العربي اذ لازمتني منذ بدايات حياتي فرسمت يدي أجمل أنواع الخط لاسيما الكوفي والزخرفة الإسلامية ولي مساهمات عديدة قد تفوق الالف في العديد من الصحف والمجلات منذ عام 1978. انا عضوا في جمعية الخطاطين المركزمنذ عام 1984. ولي عدة معارض للخط العربي والزخرفة الإسلامية حصلت من خلالها على العديد من الشهادات التقديرية .فضلاً عن ذلك فاني عضوا في الجمعية العراقية للتصويرمنذ عام 1981 اقمت عدة معارض ونشرت لي الكثير من اللقطات الفنية في الصحف والمجلات. كذلك نشرت لي عدة مقابلات في المجلات المحلية والعربية حتى راحت تلك الصور واللقطات الفنية تنشر على أغلفت بعض الكتب والمجلات منها صورة لمرقد سيدنا الحمزة الغربي عليه السلام
الخط العربي له جذور وبدايات حتى نشأ وتطور الى ماهو عليه ترى متى نشأ الخط العربي ؟
اختلف المؤرخون حول نشأة الخط العربي ويرى فريق أنه مشتق من الخط المسند الذي يعرف باسم الخط الحميري أو الجنوبي ومن ثم انتقل الخط المسند عن طريق القوافل إلى بلاد الشام ويرى فريق ثان أن الخط العربي تطور عن الخط النبطي وهذا ما تؤكده النقوش التي ترجع إلى ما قبل الإسلام والقرن الهجري الأول هذه النقوش لاتزال اثارها موجودة في منطقة أم الجمال شرق الأردن ويعود تاريخها إلى 250 للميلاد وهناك نقش وجد في منطقة حوران وهي إحدى ديار الأنباط يعود تاريخه إلى 328 للميلاد وهو عبارة عن شاهدة قبر امرؤ القيس الملك والشاعر الشهير ثم انتقل الخط من حوران إلى الأنبار والحيرة ومنها عن طريق دومة الجندل إلى الحجاز ويتميز فن الخط العربي بالأشكال الانسيابية والرسومات الهندسية المعقدة. وهذا الفن العربي الذي أطلق عليه الفيلسوف الإسكندري إقليدس بأنه الفن الروحي يتدفق من أقلام الخطاطين العرب والمسلمين منذ ثلاثة عشر قرنا بلا انقطاع. إن الخط العربي بالنسبة للعرب فهو فن له تاريخ عريق وأساتذة عظام وتقاليد راسخة. وصفة الجمال هي الشيء الذي يميز الخط العربي عن الكتابة العادية. وفيما قد تعبر الكتابة عن الأفكار فحسب فهي بالنسبة للعرب تعبر أيضا عن الجمال.
يقول هنري لويرت رئيس ومدير متحف اللوفر إن تأثير الفنون الإسلامية على ثقافتنا عميق ومستمر هل مازال هذا التاثير مستمراً برئيكم ؟.
يعترف الغرب اليوم بالتأثير الذي مارسته عليه الحضارة الإسلامية بما في ذلك الفنون. وقد تأثر بالفن الإسلامي كثير من رواد الحركة الفنية المعاصرة مثل ماتيس وبول كيلي اللذان عاشا فترة طويلة في البلدان العربية يدرسان تراثها الفني كما زار شمال إفريقيا كل من مونيه وديلاكروا وكاندنسكي وغيرهم.. وقد انبهروا بالفن الإسلامي وتأثروا به. وقد ألهم فن الخط العربي وهو جزء لا يتجزأ من الفنون الإسلامية الكثير من الفنانين الغربيين خصوصا خلال القرن العشرين الميلادي كآلشينسكي ودوترمونت وميشو على سبيل المثال حيث شكل هذا الفن بالنسبة لهم مدخلا جديدا لخلق أشكال جديدة من الفنون. فكاندينسكي في بحوثه، يظهر أنه يجسد استمرارية فكر كبار الخطاطين الشرقيين الذين سبقوه من قبل. كما يعترف ماتيس بالتأثير الذي مارسه الفن العربي على خطوطه وألوانه. يقول في هذا الإطار إن الوحي أتاني من الشرق وبالتحديد من الإسلام. هذا الفن أثر في كثيرا خصوصا أثناء معرض ميونيخ الرائع...لأن هذا الفن يمنح فضاءا أوسعا فضاءا تشكيليا بكل معنى الكلمة
يعتقد الكثير ان تطور الخط العربي يعود الى مدرسة بغداد للخط وبفضل ابن مقلة والبغدادي والمستعصمي فهل
كونوا مدارس مختلفة ام مدرسة موحدة لفن الخط العربي ؟
[img]pictures/2011/05_11/more1305459714_1.jpg[/img][br]
تأسست عدة مدارس لفن الخط، كل واحدة منها تميزت بأسلوبها الخاص مستمدة غناها من الفنون المحلية وبالتالي ظهرت المدرسة الفارسية والتركية والأندلسية المغربية الشيء الذي لم يمنع أيضا البعض منها بأن يتأثر بالأساليب التي ظهرت خلال العصر الذهبي الذي عرفته الحضارة الإسلامية بين القرنين الثاني والسابع الهجري حيث نبوغ إحدى أكبر المدارس في هذا المجال وهي مدرسة بغداد. هذه المدرسة تميزت عن سواها بفضل ثلاثة أساتذة عظام أئمة في الخط اشتغل كل واحد منهم على الحرف كمادة أولية تاركا فيما بعد بصمته الخالدة سواء في المجال الفني أوالهندسي أو الفلسفي. أول هؤلاء الأساتذة هو ابن مقلة 272 – 328 هـ مهندس الخط العربي الذي جعل من هذا الفن علما مضبوطا، حيث وضع القواعد الأساسية له وقاس أبعاده وأوضاعه. وقد تم تطبيق هذا المبدأ، الذي يعتمد على الجمع بين ما هو جميل ونافع، في جميع الفنون الأخرى. ولقد استفاد ابن مقلة من منصبه كوزير لإدخال فن الخط على شكل كتابة وزارية في دواوين الدولة. بعد حوالي قرن من الزمن أعطي بعد جديد للحرف من طرف خطاط كبير آخر من مدرسة بغداد وهو علي بن هلال البغدادي المعروف ب ابن البواب (ق. 5 هـ) حيث كان يرى الحرف على هيئة إنسان برأس وجسد و أعضاء. ثم تبعهما فيما بعد أستاذ كبير ثالث من نفس المدرسة وهو ياقوت المستعصمي (ق. 7 هـ) الذي أعطى للحرف بعدا روحيا حتى صار هذا الأخير عبارة عن شكل هندسي حي.
ماهو تأثير الدين الاسلامي على تطور الخط العربي ؟
بعد انتشار الدين الاسلامي خارج حدود الجزيرة العربية بدأت الشعوب في مختلف أرجاء الأرض باستقبال الدين الجديد. ورأى المسلمون الجدد فن الكتابة تعبيراً تجريدياً عن الإسلام، كل منهم وفق منظومة قيمه وثقافته. وهذا التنوع والغنى الثقافي فتح الطريق أمام ظهور مدارس وأساليب محلية مثل خط التعليق في فارس والديواني في تركيا.وكانت البداية الحقيقية لرحلة الخط العربي بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي. حيث بدأ في تدوين القرآن وكان هذا الخط غير منّقط ولم يكن له علامات لبدايات السور ونهاياتها ولا أرقام للآيات الكريمة وكان لابد أن يتطور هذا الخط فمر بمراحل عدّة كوضع النقاط على الحروف أولاً ووضع التشكيل الخفيف والمصطلحات الضبطية.
حاوره /جاسم الكلابي
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- سجلت نحو (11) الف اخبار : العتبة الحسينية تخطط لادخال احدث نظام تتبع الكتروني لرصد التائهين واعادتهم
- يحملها شحص واحد ومعه (13) مساعد: من الفاو تنطلق راية حجمها (210) متر نحو كربلاء الشهادة
- انطلق برجل واحد يمثل دور السجاد: موكب سبايا يسير من البصرة الى كربلاء الشهادة لمدة (18) يوما