- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هموم ناخب .. "مرشحون" من اجل العراق
بقلم: صبيح فاخر الفرطوسي
منذ ان اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بدء الحملات الدعائية الانتخابية لمرشحي مجلس النواب فقد تعددت القوائم والكيانات المرشحة مثلما تعددت اسماء المرشحين حتى بلغت الارقام آلاف المرشحين الذين ينتمون الى تلك القوائم والكيانات وعندها تسابق المرشحون لوضع لافتاتهم وصورهم في الساحات العامة والشوارع الرئيسة سواء في بغداد او المحافظات.
صور ولافتات تحمل ارقام الكتل والمرشح واسمه ورقم قائمته وشعارات هدفها المعلن بناء العراق والعمل من اجل خدمة الشعب لا الحكم او تربع كرسي مجلس النواب .. والجميع سيعمل ويلتزم وفق مبادئ الوطنية اولا والإخلاص وحب الخدمة والنزاهة والكفاءة ويضع مصلحة الشعب والعراق في اولويات عمله ولا يلتفت لا من قريب او بعيد لمصالحه الشخصية او مصلحة كتلته او حزبه او قائمته !!!..
المرشحون .. ووفق ما تشير لافتاتهم .. منهم : الطبيب والمهندس .. والأستاذ الجامعي والمحامي .. والحقوقي والمحافظ حاليا وعضو المجلس والتربوي والى غير ذلك من اصحاب الدراية والخبرة والكفاءة .. وتلك العناوين سبق وان رشحت جميعها في الانتخابات السابقة سواء انتخابات مجلس النواب او مجالس المحافظات وفاز منهم من فاز ومارس مسؤوليته .. الا ان واقع الحال يشير وبعد اكثر من سبعة عشر عاما من التغيير في العراق واعتلاء تلك العناوين دفة المسؤولية لم نر ما يشير الى ان الامور تسير بشكلها الصحيح وبقي المواطن العراقي يعاني سوء الخدمات وتردي المؤسسات الصحية والتربوية والسكن والى غير ذلك من الوعود التي سبق وان قطعها المرشحون السابقون للانتخابات وتعهدوا بتنفيذها وتحقيق طموحات ابناء الشعب في العيش الكريم وبناء الدولة العصرية والقضاء على البطالة وجعل مدارسنا نموذجية وسيحصل المريض على علاجه بشكل يسير ويستطيع من لم يملك دارا ان يجد مسكنا لائقا له ولعائلته والاهم من هذا وذالك هو ان يعيش بأمن وسلام .
شعارات المرشحين لانتخابات مجلس النواب القادمة تشير الى تلك الاهداف الانسانية حيث يرغب ويسعى الجميع الى الفوز بعد ان يحظى منهم بثقة المواطن الذي لم تكن تطلعاته وهمومه بمستحيلة في بلد غني كالعراق كونه يمتلك ثروات طائلة وأيدي عاملة شرط ان تكون تلك الثروات قد وظفت بشكل يهدف الى بناء الانسان والبلد ليس الا .
لم تفصلنا عن موعد الانتخابات سوى ايام معدودة وأنا اعتقد وربما يشاطرني البعض ان تلك الانتخابات التي يصفها البعص بالمفصلية لها من الاهمية مايجعل من يفكر بالفوز العمل الجدي والمخلص لإنصاف شعبه ومدينته .. وعندما نقول مدينته لا نقصد هنا الجهوية .. انما استحقاقات تلك الانتخابات تفرض على عضو مجلس النواب ان يكون مخلصا ومتفانيا من اجل مدينته ومنطقته وبالتالي يكون صادقا في اقواله وافعاله.
انا لا اقول هنا انه لا يوجد من يحمل هموم شعبه في اجندة عمله ذلك لأننا قد نبخس الاشياء ولا نكون منصفين او نعطي لكل صاحب الحق حقه .. اذ ان واقع الحال يشير الى ان هناك من عمل من المسؤولين بضمير متقد وإخلاص ونزاهة وكفاءة عالية .. فبرزت محافظات وقطاعات لها صلة بالمواطن وهمومه وان كانت معدودة فأصبحت متميزة في البناء والأعمار واخذ اهلها يشعرون بصدق الحكومة وتوجهاته في كونه خادم لا حاكم وأعطى بذلك مثلا رائعا للإنسان المخلص والإرادة الحقة ولابد للجميع ان يتنافس وفق تلك المعطيات .
اخيرا ادعو السادة المرشحين الى اعادة النظر بلافتاتهم وصورهم كي لا تمزقها الرياح والعواصف وأصبح البعض منها تضايق الناس والمارة في الشوارع بل ومحل سخرية الاخرين منها وعليهم ان يتداركوا امرهم قبل فوات الاوان .