حجم النص
بقلم: نجاح العلي
تزايد الاقبال في العراق على اخذ لقاح كورونا بشكل غير مسبوق، وشهدت منافذ التلقيح ازدحاما شديدا مما دفع وزارة الصحة الى تعديل خططها بزيادة منافذ التلقيح ليصل عددها الى 750 منفذا، فضلا عن استخدام نهج جديد ينفذ لاول مرة عبر تسيير حملات ميدانية للتلقيح في المناطق الشعبية التي تشهد تزايدا في حالات الاصابات.
زيادة حالات التطعيم امر ايجابي بعد ان ارتفع المعدل التلقيح اليومي الى ما يقرب المئة الف ملقح يوميا، وهو يقربنا من الوصول الى الهدف المنشود الذي حددته منظمة الصحة العالمية بتحقيق نسبة تطعيم 60 %، حتى نهاية العام الحالي من الفئات المستهدفة من عمر 18 سنة صعودا والبالغ عددهم 25 مليونا من مجموع السكان البالغ 40 مليونا.
هذا الاقبال الكبير علىأخذ اللقاح دفع وزارة الصحة الى وضع خطط لاستيراد 18 مليون جرعة اضافية، فضلا عن 33 مليون جرعة متنوعة المصادر من شركات رصينة جرت تعاقدات واتفاقات لاستيرادها، ناهيك عن مئات الاف الجرعات تم استلامها كمنح وهبات وهدايا.
هذه الارقام والاحصائيات تشير الى أن العراق يسير في الاتجاه الصحيح للوصول الى الحصانة المجتمعية لتخفيف القيود الموضوعة على حركة المواطنين، وعودة الحياة الى الاسواق والمطاعم والمتنزهات والمولات مما ينعش الحركة التجارية والصناعية والخدمية والعمرانية.
الغريب في الامر ان ارتفاع حالات الاصابات رافقه بشكل طردي زيادة في عدد المقبلين على اخذ اللقاح وهو امر ايجابي وجيد في ظل العزوف عن أخذه في الفترة الماضية، جراء الانجرار وراء بعض الاشاعات والاقاويل غير الصحيحة وغير العلمية، خاصة ان من أصيب بمرض كورونا يكون قد مر بتجربة مريرة مر بها اغلب العراقيين هم او أسرهم او اصدقاؤهم ومحبوهم، الذين بدؤوا يتساقطون الواحد تلو الاخر بهذا الداء اللعين بسبب عدم الالتزام بالارشادات الصحية واهمها لبس الكمامات والتباعد الاجتماعي، ما رفع حالات الاصابة الى عشرة الاف حالة اصابة وعشرات حالات الوفاة يوميا مما دفع الجهات الصحية الطلب من خلية الازمة الى فرض حظر التجوال لمدة اسبوعين للسيطرة على الموقف الوبائي، من دون تعاظمه او خروجه عن السيطرة وهو امر لم يتحقق لدوافع اقتصادية وانسانية لعدم المساس بمعيشة المواطنين وارزاقهم.
أقرأ ايضاً
- الحصانة البرلمانية
- الحصانة.. سلاح ذو حدين
- بعد اصطياد سمكة الفساد سهى خليل .. الشعب ينتظر رفع الحصانة عن الحوت مثنى السامرائي