بقلم:عباس الصباغ
حين يأتي الربيع المعتدل "تبشرّنا" بعض وسائل الاعلام بجهوزية الطاقة الكهربائية لهذا العام وسيكون الصيف المقبل "باردا " او تقلّ بعض الشيء معاناة المواطنين من الازمة المستديمة للطاقة الوطنية ، ولكن ومع ولوج الصيف القائظ يُفاجأ الناس بان تلك الجهوزية مج تسويق اعلامي .
والظاهر ان العراقيين لايتنفسون الصعداء الا في فصلي الخريف والشتاء وبعد ان يعيشوا الصيف القائظ مع شبه انحسار للكهرباء الوطنية ، اذ تتكرر المعاناة ذاتها كل عام وتتكرر معها التبريرات الحكومية الجاهزة ، وكأنها تكون معدّة لامتصاص غضب الناس الذين فقدوا الثقة بالوزارة وتبريراتها ، فهي تارة ترمي باللائمة على دول الجوار التي تمدّ العراق بالغاز الذي يساهم بتشغيل المحطات الحرارية وتارة على "قلة" التخصيصات المالية او على الاعمال الارهابية التي تطال البنى التحتية لمنظومة الكهرباء، واخرى على عدم ترشيد المواطن للطاقة في استخدامه لها وتهاون بعض المواطنين في تسديد مافي ذمتهم من اجور ، وتارة تشكو من العشوائيات التي لاتمتلك اغلبها للمقاييس، فضلا عن التجاوزات والاختناقات ، والمواطن بدوره يتحجّج بقوله (وين هي الكهرباء؟ ) كي يسترشد بها.ولايختلف اثنان حول الفساد الذي استشرى في وزارة الكهرباء والذي كان سببا في الاخفاق الكبير الذي رافق اداءها وتهالك بنيتها التحتية ، ويبدو ان عامنا هذا لايختلف عن الاعوام السابقة له من حيث الجهوزية والتجهيز حسب التقارير المسرّبة التي تشير انه لايبدو في الافق المنظور اي تحسن في الجهوزية ، بعد ان تبخرت جميع الحلول التي اريد بها حل معضلة الكهرباء مثل العقد المبرم مع شركة (سيمنز) التي تعهدت بتجهيز العراق ب(13) الف ميكاواط ، اما مسالة الربط الكهربائي مع دول الاقليم فهذه تأخذ وقتا ليس بالقصير ، وايضا الحل الذي تضمّن استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية لسد النقص في قطاع الكهرباء حوالي (12) الف ميكاواط وهذا الحل ايضا تبخر لمداه الطويل وتكلفته الباهظة .
وسيبقى هذا الملف يشكو من دائه العضال الذي لايتعافى منه الا بتطهير هذه الوزارة السيادية من الفساد وتكون بإدارة عناصر تكنوقراط مع فتح باب الاستثمار امام الشركات المختصة ، ويبرز ملف (الخصخصة) الذي تعثّر بسبب المناكفات والامزجة السياسية من قبل البعض ليكون الحل الوسط والمعقول لهذه المعضلة اذ تكون اسعار التجهيز غير مكلفة لميزانية المواطن العراقي وتتناسب واحتياجاته الرئيسية ولرفع عبء المولدات الاهلية عن كاهله .