حجم النص
بقلم أياد السماوي
زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يوم أمس إلى هيئة الاستثمار وحديثه أمام رئيس وأعضاء الهيئة عن فوضى الاستثمار في العاصمة بغداد وكيفية إعطاء الأراضي وسط العاصمة إلى المستثمر بطريقة يشوبها الفساد والمحسوبية والتأثير , حديث مهم للغاية وإن كان جناب الرئيس لا يفرّق بين البناء الفوقي للمجتمع الذي يشمل التشريعات والقوانين التي تحدّث عنها وبين البناء التحتي للمجتمع الذي تمّثله علاقات الأنتاج .. ولا شّك أنّ حديث رئيس الوزراء عن فوضى الاستثمار الذي رافق عمل الهيئة منذ بداية تأسيسها وحتى اللحظة , حديث صحيح ولا شائبة عليه .. فهو يعلم أنّ هيئة الاستثمار في العراق هي واحدة من أكبر بؤر الفساد في العراق .. وملّف فساد هيئة الاستثمار لا يقلّ عن فساد البنك المركزي وشركة سومو وهيئة الإعلام والاتصالات وباقي الوزارات الأخرى , وهذه الهيئة إحدى أهم الدعائم والركائز الأساسية لدولة الفساد في العراق .. ويبدو أنّ السيد رئيس الوزراء كان على دراية كاملة بما يشوب عمل هذه الهيئة من فساد ومحسوبية ورشوة .. لكن لربّما أنّ أحد أعضاء الهيئة يقول بينه وبين نفسه ( علينة دولة الرئيس تبيع هاي الوطنيات الزائفة ) , أليس أنت وبقرار منك شخصيا تمّ قبل فترة إحالة محطة الخيرات في كربلاء على المستثمر مازن وجيه من دون أن تعرض للمنافسة ؟ فلماذا المحسوبية حلال عليك يا جناب الرئيس وحرام على رئيس وأعضاء الهيئة ؟ أليس الجميع يعمل تحت راية وعلم دولة الفساد ؟ .. والله وبالله يا جناب الرئيس .. بودّي أن أصدّقك حين تتحدث عن النزاهة أمام العراقيين وتتظاهر بأنّك ثائر على الفساد .. لكنك وللأسف الشديد يا دولة الرئيس لست سوى ممثل فاشل تقمّص دور الثائر على الفساد .. وأنا أتحداك يا دولة الرئيس أن تكون قد عرضت محطة الخيرات الكهربائية للمنافسة وفقا لقرار مجلس الوزراء , بل اتحداك أن تكون هيئة الاستثمار الفاسدة على علم مسبق بإحالة محطة الخيرات إلى المستثمر مازن وجيه .. فالذي يطالب الآخرين بتجنب المحسوبية والتأثير , يجب أن يكون هو أول من يتصدّى لهذه المحسوبية .. وعندما يقتنع العراقيون أنّ ما قمت به في تجديد عقود شركات الهاتف النّقال كان مصلحة للوطن والشعب , حينها سيقتنع العراقيون بحديثك عن رفض الفساد والمحسوبية والتأثير الذي تحدّثت به .. بربّك يا جناب الرئيس أليست المحسوبية هي من جاءت بك رئيسا لجهاز المخابرات ؟ قل لي ما هي العلاقة بين ما يقال عن عملك كصحفي وبين تعيينك رئيسا لجهاز المخابرات ؟ بغض النظر عن كونك صحفي فضائي .. جناب الرئيس , ثق واعتقد أن حبل الكذب والخداع قصير , ومهما حاولت أن تختبأ وراء شعارات محاربة الفساد فهي مكشوفة ولو جئت بألف جيش الكتروني وألف مشرق وألف جوحي .. أما أنت يا سيادة الفريق فاعلم أنّك لست سوى مطيّة ركبها جناب الرئيس وسيتخلّى عنها في أول مفترق للطريق ..
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً