بقلم: غدير يونس
قَبل البدء -الحديث لايبدو عن اسرار موكلين بل حالة عامة تشهدها المحاكم كُل يوم، الطلاق حالة طبيعية تشهدها كلُ المجتمعات، لكن ما آلت اليه الامور في مجتمعنا يثير التساؤل ويفُقد الامل حقيقةً في مانرجوه من مجتمع متُحضر هادئ كبقية البلدان.غالباً ما اركز في اللحضة الاخيرة التي ينطق بها القاضي وقع الطلاق وخروج الازواج من الغرفة ,ولأنني اخذ الامور بطريقة درامية اراقبهم عن بعُد لعلي احصل على نظرة فيما بينهم او شي ما يحدث يعيد الامور كما لم تكُن في الحسبان ، اعود خائبة !
الواضح لايتذكر الازواج جمعتهم ضحكة ، غداء سوياً ، بل العكس تخرج بـ(الهلاهل) كطريقة استفزازية جديدة لهُ ، وهو ايضاً كرجل "عليه العتب " فور خروجهُ يستخدم كل الوسائل من شأنها اشعال النيران في علاقتهم التي ممكن بل اجزم انها ربما تخُمد بكلمة واحدة لطيفة يستخسرها كلاهما للآخر ، وتقع ضحية الابناء وعداء الاهل فيما بينهم ، الجيران والمنطقة والمحكمة والشرطي والموظف الذي يهدء بينهم حتى يصيرون نافذة مفتوحة يتطلع اليها كل فضولي.
الاسرار باتت على الملأ ، بدل من كل هذا استخدام التفاهم بحد ذاته حل للمشكلة ، ذلك الذي نفتقده حتى في السياسة ، شيء ما مخفي في العلاقة لايتم التصريح بهِ يسبب قلق ، وتراكمات حتى ينتهي الامر بالطلاق بالامور التي تثير السخرية "دبدوب احمر" او "خاشوگة ماخلتها بالچاي" الحديث في هذا الموضوع يجرنا الى صفحات يتملل منها القارئ ، سأوجز هنا سببين الاول هو جملة "الزواج المبكر سبب الطلاق" وهذا صحيح لكن الجملة متكررة كغيرها في اذهاننا فقدت معناها الحقيقي، مؤسف ان يتزوج البعض لانه تحصيل حاصل او من باب التجربة، لاينتهي الزواج بليلة حمراء بل يبدأ ويجرك لسنوات طويلة تتحملها بكامل مسؤوليتها وعكس ذلك فالعواقب وخيمة، ولا اعتقد من طموحاتك ان ترى نفسك مُكبل وتجُبر على دفع نفقة واجرة تكره بها وضعك "والساعة السودة " التي تصدع رؤوسنا بها نتيجة لقرارك انت !
ثانياً اقول اننا فعلاً لحد الآن لم نستوعب الحداثة الجديدة وهذا ليس عيباً ، المجتمع هش وطرأت عليه تكنولوجيا بصورة مباغتة بلا تدرج فلم يستوعبها جرعةً واحدةً، و النتيجة حالات اجتماعية بشعة، كُل ما بالهاتف وهم ، الاعلانات البرّاقة والضخ الهائل من الفشنستات اللواتي يتخذن من حياتهن العادية مهنة ومادةً اعلانية سخفية، ربما يفتقدن حياتك الهانئة الخفية اذا ما بذلتِ لها بدلاً من مقارنتك بها.
كما لا اعتقد انك فكرت يوماً ان تكون ايضاً من طموحاتك ان ترى ابنك يقلدك وهو يختبئ من مكان لآخر لاهثاً وراء مكالمة رومانسية عابرة تقولها لك مراهقة ترُضي هرموناتها على اعتبار الابناء يقلدون مايفعلون الاباء لا ماتقولهُ لهم من مواعظ وحكم ، اننا نعيش في فضاء مفتوح ، كل شيء متُاح وكل شيء للبيع ، ارجوا ان تبُذل كل الجهود للحفاظ والتمسك بالأسرة التي تبقى معك حتى النهاية فما تزرعهُ تحصدهُ.