- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا يستهدفون جهاز المخابرات العراقي؟
بقلم: قيصر الصحاف
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي يوم الجمعة الفائت حملة محمومة استهدفت جهاز المخابرات الوطني العراقي على خلفية كتاب تم تسريبه بطريقة خبيثة يتحدث عن هويات بعض ناشطي التواصل الاجتماعي موجه الى مجلس القضاء الأعلى الذي على ما يبدو يحقق في قضية تخص بعض الإعلاميين، لتبدأ بعدها الجيوش الالكترونية بممارسة دورها التخريبي من خلال منشورات في غاية الصفاقة والوقاحة حاولت المساس بمهنية الجهاز، واتهامه بالعمل على تكميم الافواه وممارسة سلوك قمعي يتنافى مع القانون!!
الجدير بالذكر ان هذه الحملة سبقها اتهام نشرته احدى القنوات التحريضية على منصة تليجرام ادعت فيه وجود حساب تابع لجهاز المخابرات في منصة تويتر باسم (ك ل) يتعمد تسريب معلومات تخص تحركات قطعات الحشد الشعبي وبعض قياداته، وبعد ذلك بقليل نشرت نفس القناة الوثيقة الخاصة بمجلس القضاء الأعلى واتهمت الجهاز بالعمل على متابعة الناشطين والاعلاميين ومحاولة فرض سياسة تكميم الافواه، لتبدأ بعدها الجيوش الالكترونية بتداول هذه الوثيقة ومضمون منشور تلك القناة بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي وأطلقت هاشتاكات مسيئة للجهاز اتهمته بالعمالة وتنفيذ اجندات جهات خارجية وداخلية، وهنا لا بد لي من الوقوف على بعض النقاط التي أعتقد بأهميتها:
١. ان هذه الحملة وغيرها الكثير تؤشر تراجعاً قيمياً واضحاً في الخطاب الاعلامي الذي اصبح وسيلة ابتزاز تستخدمها المليشيات والجهات الخارجة عن القانون للتغطية على جرائمها وممارساتها التي أصبحت موضع رفض للكثير من فئات الشعب.
٢.ان هذه الحملة تعطي المبرر القانوني والأخلاق لجهاز المخابرات والمؤسسات المعنية للعمل على وضع ضوابط تقيد استخدام الفضاء الالكتروني في حملات التسقيط والتشويه المتعمد لمؤسسات الدولة التي أصبحت ظاهرة مألوفة للأسف الشديد.
٣. ان اضعاف مؤسسات الدولة أمام الرأي العام المحلي لا يستفيد منه الا الخارجون عن القانون الذين تتعارض مصالحهم مع اي إجراء مهني تتخذه السلطات الامنية، لذا فان هذه الحملة تمثل مظهراً واضحاً من محاولات اضعاف مؤسسات الدولة المهمة.
وانطلاقاً من ذلك اجد ضرورة ملحة في دعوة هيئة الاعلام والاتصالات والاجهزة الامنية والاستخبارية لممارسة دورها المسؤول في مواجهة هذه الظاهرة السيئة ومحاسبة المسؤولين عنها، لا سيما ان جهاز المخابرات العراقي يعد في طلعية مؤسسات الدولة مهنية وكفاءة وحيادية وكان له الدور الاهم في مواجهة مهددات الامن الوطني العراقي وفي مقدمتها الارهاب حيث ساهم بشكل كبير في احباط الكثير من عملياته وقتل عدد كبير من قياداته وعناصره وليس بعيداً عنا قتل المجرم ابو بكر البغدادي الذي كان لجهاز المخابرات العراقي الدور الابرز فيه، وآخرها قتل والي العراق ووالي الجنوب وغيرهما الكثير الكثير.
اخيرا اقول .. ان محاربة اجهزة الدولة المهنية سلوك لا يرتضية الا دعاة اللادولة ومثيرو الفوضى ومريدو حكم الغاب الذي سئمه العراقيون على امتداد عقود من الزمن وكان ثمنه مئات الالاف من شباب العراق الأبرياء.
أقرأ ايضاً
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟
- لماذا ترتفع درجات الحرارة في العراق؟
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة