بقلم: حيدر عاشور
منذ ان فتحت عيني على الحياة وهذا سؤال يعيش معي ولم أتوقف عن طرحه... والسؤال نفسه توسع في مدارك فكري وطرح أسئلة أخرى، هل الأدب بريء ؟ هل الفنان بريء ؟ هل رجل الدين بريء ؟ وهل الفكر بريء ؟ وهل هم يتعاملون مع الحياة بحيادية وأيديولوجيا بريئة ؟
ان من يتتبع الوضع الحالي في كل مخاضته وعلى كل الأصعدة والاتجاهات بدون استثناءات ،نجد ان هؤلاء يخوضون معظم نقاشاتهم الفكرية، وهي عملة رائجة في زمن التوتر وزمن المتغيرات السريعة ،وانعدام الثقة بكل شيء، يستطيع اي شخص ليس المثقف او الاكاديمي فقط ان يميز بين المدعين أيهما متعصب للفكر دون دراية بواقع الحياة وبؤسها، والأخر الحيادي الذي يقبل بكل شيء من اجل بقائه، ومن هم أصحاب الأيادي النظيفة، ان المرء الواعي حتى لو اقر جدلا بخصوصيات التي تسبغ العمل السياسي يستطيع ان يتفرد بسهولة على أهمية الأفضل وهذه تأتي بالتجربة والمعايشة والتفكر يقول هاملت : ما من حدث إلا وينبئ عليّ ويحفز ثأري البليد ، ما الإنسان ان كان افضل ما لديه ،وخير ما يشغله ،النوم والأكل ؟ حيوان لا غير.
بيد ان الذي صنعنا وجعل فينا نفسا كبيرة كهذه ترسل البصر الى الأمام والى الوراء ،لم يهبنا هذه المقدرة ،هذا العقل الجدير بالآلهة ، ليعفن فينا.. مجموعة من القيم نظرة للحياة البحث عن الجديد انطلاقة نحو بناء انسان متفتح يعرف ماذا يريد صاحب قضية مستقبلية ،متحرر من العبوديات ،شمولي المعرفة والتوجه ،يسال نفسه دائما ويقرأ من أمامه ولا يعتبر الأخرين كالسياسي وغيره اكثر عظمة بهذا يتمكن من فهم صياغة القيم بشكلها الجمالي ... اليوم ونحن على أبواب مصيرية من الاختيار للمستقبل جديد ،الكل يبحث عن أصواتنا لمن تعطى ،فتحت منظمات ومكاتب وهيئات وجمعيات تظم شبابنا المثقف وتفتح له أفق المستقبل وتملئ يديه بمصروف هو في امس الحاجة إليه ، وأخرى متنفذة تنقل أوراقه الى جهاتها لغرض التعيين .. هذه هي قضايا الساعة قبل الانتخابات .. والسياسي هنا قد خاض ازدواجية غريبة بوصفه أنسانا اجتماعيا له أحلامه وحاجاته ورغباته، وأيضا لحظات ضعفه وقوته القائمة على وجوده واستمراريته في العمل السياسي بهذا خضع لشروط المجتمع خارج المنطق الحياتي لذلك ستكون بصمته حيادية من المساهمين في بقائه وبقاء الأوضاع كما هي.
من اجل حياة افضل علينا جميعا ان نطرح السؤال مرة أخرى هل يمكن ثمة سياسي بريء ؟ وهل يمكن ان يبقى على حيادته زاعما ان سياسته تشكل علاقة طيبة بكل اطراف الصراع على السلطة ... مستحيل ان نصدق ما نرى على ارض الواقع وهم يسعون حرق أوراق الأيادي النظيفة التي تسعى ان تخدم العراق بكل طوائفه ومكوناته.. هذه الأيادي التي بقت فقيرة مال وقوية فكر ليس لها عداء مع احد ولكن الجميع من حولهم من الساسة لا يفهمون طريقتهم في تنمية الإنسان والاقتصاد ... هم دينامو التجدد والتنوع والعطاء ..هم أصحاب الفكرة ان تكون إنسان قبل كل شيء تدافع عن حقوقك عن حياتك ولا تسمح لا احد ان يصادر حريتك .. وبتوضيح ان السياسي الحقيقي في أزمة انفصام مع الجماهير، جمهور اليوم يعي مهمته في اختيار الأفضل ويصر على وجوده كانسان وان لا تمس اختياره الفردي بوصفه إنسانا حرا، والحل ليس في النواح بل في تعميم الفكر بوسائل متعددة بدلا من الوقوف مكتوفي الأيدي، الحل ليس بالانتظار فلنبتدع أساليب جديدة وحديثة ومبتكرة لرجوع الجماهير إلى منصة الأيادي النظيفة التي خدمتهم في كل محافل السلطة دون ان يسلط على مرؤوسيها أضواء الفساد والاحتكار الفئوي والشخصي ... هكذا هو يسارنا حين يخطو نحو فكر حر يظل تحت مظلته أحرار العالم بلا محدودية اتجاه ولا يسعى لتمرغ في أحضان المستفيدين من وضعنا العام ... لأنه دينامو يتجدد بتجدد الإنسان .. طريقه واحد أهدافه واضحه ..خدماته معطاء .. صوته مع الفقراء والمظلمين ومن وضعت عليهم سياسات اليوم مؤشرات وهم نظيفي الأيدي والجسد كل همه العراق لا مال العراق ... واليوم نجد ضرورة لطرحنا بعد ان اقتربنا من الانتخابات ان يفكر كل العراقيين وسألون انفسهم مرات ومرات من ينتخبون من الأفضل من يخدم العراق بلا سرقات من ينور الطرقات بلا انقطاع من يأخذ آبائهم باتجاه العلم والموهبة من سيسعد اليتيم ويتواصل مع الفقير من سيساوي بين الجميع كأسنان المشط لا فرق بين أبناء العراق كلهم واحد والعراق واحد ... اسأله كثيرة والحل بين أيديكم لان دينار اليوم سيسجنك طوال عمرك ودينار الرقي والتفتح والحرية والاستقرار واحترام الجوار وفتح أفق التلاقح الفكري والحضاري هو المال الحقيقي للحياة خالية من الانشطارين في كل وقت ... أظن توصلت للإجابة على سؤالي وميزت بين السياسي الحيادي والسياسي النظيف الذي لا يجامل على حساب الوطن ..وبذلك اتبع الفكر البريء والأدب البريء والدين البريء.
أقرأ ايضاً
- كيف تكفي 10 دولارات احتياجات المواطن؟
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟