- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل سينجح الكاظمي في مواجهة دعاة اللادولة ؟
بقلم: قيصر الصحاف
لم تكن مهمة الكاظمي سهلة على الاطلاق لانها جاءت على انقاض فشل متراكم وترهل سياسي وتغوّل غير مسبوق للفساد والسلاح المنفلت، وهو ما اضطر الشعب للنزول إلى الشارع والمطالبة باقتلاع جذور ذلك الفشل في حراك شعبي عمّ معظم المدن العراقية.
سقف المطالب المرتفع هذا جعل قوى اللادولة امام خيارات محدودة للغاية وقبلت بالسيد الكاظمي على مضض كونه يحظى بمقبولية الجماهير المنتفضة، قبلت به لأنها أرادت حفظ ماء الوجه وكسب الوقت لأجل أن تعيد حساباتها وتستعد للمواجهة الحتمية مع إرادة الشعب.
وفي المقابل كان الكاظمي في تحد حقيقي لتلبية تطلعات شعبه الذي منحه الثقة واستجاب لدعوته بخفض مستوى التظاهرات، فبدأ خطوات إجرائية حقيقية جعلته في مواجهة مع تلك القوى، حيث فتح ملفات خطيرة استهدفت مفاصل تمويلها ابتداءً من ملف المنافذ الحدودية مروراً باعتقال رؤوس كبيرة مسؤولة عن ادارة صفقات الفساد وصولا إلى التضييق على المكاتب الاقتصادية في المناطق المحررة وانتهاءً بخفض الدعم عن سعر صرف الدولار الأمريكي.
هذه الخطوات تعني ان الكاظمي يتقدم بقوة لتجريد تلك القوى من مصادر قوتها وبالتالي سيضعها أمام خيارات صعبة للغاية، فعلى الرغم من تبجح تلك الأطراف بأنها جزء لا يتجزأ من الدولة والنظام وتأكيدها على احترام القانون وسيادة البلد الا ان هذه الخطوات وضعتها على المحك كونها تمثل اختباراً حقيقياً لمدى رسوخ تلك الشعارات في متبنياتها الفكرية.
ولعل ما حصل ليل الجمعة على السبت كان واحداً من الاختبارات الفاشلة لتلك القوى التي سرعان ما أماطت لثام التصنع عن وجهها وبدأت باستعراض قوتها في فصل جديد من التمرد على القانون والنظام.
واهم جدا من يعتقد ان القضية متعلقة باعتقال شخص متورط بقصف المنطقة الخضراء بل هي جزء من حالة الفوضى التي تعتاش عليها بعض الأطراف ومظهر من مظاهر التمرد على الدولة.
وعلى ما يبدو أن السيد الكاظمي كان مدركاً لهذه الحقيقة، لذلك أعلن على الفور استعداده للمواجهة في تصريح يعد الأكثر حزماً وجرأة منذ توليه السلطة. (مستعدون للمواجهة الحاسمة اذا اقتضى الامر).
هذا التصريح يؤكد أنه ماض في مواجهة قوى اللادولة والقضاء على عبثها وهو ما سيجعلها أمام خيارين لا ثالث لهما إما الخضوع لإرادة الدولة واحترام قراراتها وسيادتها وأما خوض مغامرة خاسرة بكل المقاييس.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!