- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أخلاق الغنيمة ومسؤولية الوظيفة
بقلم: د.ولي علي
يذكر في الموروث الشعبي، أن سارقاً دخل بيتاً لسرقته وكان الظلام شديداً، فمد يده في احد الآنية وتذوقه، فكان ملحاً، فلفظه وخرج بلا سرقة، إذ يعلل تصرفه بأنه (ذاق ملح البيت) فأصبحت للبيت حرمة في ذمته.
اطالع هذا الموروث، وأتسائل بافتجاع عن المزاج والمسوغ لأخلاق كبار مسؤولي الدولة، واكثر المنتفعين منها، فلطالما كان كبار المسؤولين واكثر المنتفعين متفرجين سلبيين تجاه الاخطار والتحديات التي تواجهها، وصوب النظام الذي يتمتعون بفوائده ومعطياته، ويظهر هذا المشهد بوضوح عندما نرصد حالة الصمت المطبق التي تخيم على معظم مسؤولي هذه الحكومة، وعلى عدد كبير من المنتفعين منها، والذين يعرفون انفسهم من المقربين واصحاب الكلمة والمشورة المسموعة لديها وقت استعراض العضلات، فهل تكون الحكومة عادلة ووطنية ومصلحة عندما يكون السياق موسم الحصول على الغنائم، وتصبح خلاف ذلك، بل ويصطف الى جانب اعدائها، عندما يتعلق الامر بالدفاع عن سياساتها؟
لا علاقة لي بهذه الحكومة من قريب او بعيد، ولكن الحسرة تقتلني على موارد الدولة التي يتمتع بها هؤلاء، وهم في ذات الوقت يتصرفون معها كغنيمة جاد بها الزمان، ويتنكرون بكل وقاحة لمصدر ارزاقهم.
اعرف ان هؤلاء عيونهم مفتوحة على كل الاطراف، ويخططون للمزيد من الغنيمة مع كل جهة، ولذلك يتحركون بأردية رمادية قابلة للانحياز الى كل الالوان حسب المصلحة والحاجة.
مثلما قررت الحكومة ان تدخل في مساحة الخيارات الصعبة والمناطق الخطرة فيما يتعلق بالاصلاح، فعليها، ان تقطع دابر هذا السلوك النفاقي الذي يتعيش على المراوغة والمخاتلة،وان ترفع شعار (من يأكل من ملحنا.. ليستحي من حرمة بيتنا).
أقرأ ايضاً
- التنظيم القانوني لإعادة تعيين رجل الشرطة في الوظيفة العامة في العراق والأردن
- الأخلاق المحمدية
- الكربلائي لطالبات جامعة الزهراء... اقتدين بالزهراء علما وأخلاقا