- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما بني على باطل فهو باطل ...في الاعلام مثلا
سامي جواد كاظم
بعد سقوط نظام الطاغية وفلتان الحرية وفيضان الاعلام تلاطمت امواج الكلمات المقروءة والمسموعة والمقولة والمرئية في كل افاق الفضائيات والمجلات والاذاعات والوكالات تجمعهم خيمة الانترنيت منصوبة على قمر صناعية وباوتاد من الابراج الشاهقة عليها صحون تتلقى خيبتنا وتستانس بها ، وهذا كله يحتاج الى كوادر مهنية في مجالاتها فعلا خلال ايام غصت بكوادر اغلبها لا مهنية بل من لم يجد وظيفة اعلامية افتتح وسيلة اعلامية ، وحتى المهني ان لم ينفذ ما يطلب منه قطع رزقه فتجدهم اداة طيعة لهكذا اسلوب اعلامي مبتذل
ولان العراقيين عاشوا فترة الاعلام الواحد منهجا والقناتين رقما الواحدة عرضا والاذاعتين اسما وواحدة شكلا وكلها تمجد القائد وتتغنى باقواله وانجازاته وتتهجم على من يعاديه عميل وجاسوس وخائن ، فكان هو الاسلوب بعينه بعد السقوط فهذا الحزب وتلك الكتلة وذلك الشخص وهذه المؤسسة اسسوا لانفسهم فضائية ومجلة وجريدة وتجدها طبق الاصل عن ما كانت عليه قبل السقوط فقط اختلاف الاسماء
مهنة الاعلام مهنة شاقة ورائعة قوتها الخبرة والزمن ولا يتحقق الهدف بشكل آني ، اول خطوة اكسب ثقة وقناعة المتلقي وليس حشو عقله بسراب افعالكم واقوالكم ، الجيل اليوم لا يتقبل المديح حتى وان صح ويكره المنهج الواحد لانه يعشق التنوع ، وهنا تبان براعة الاعلامي فعليه ان ينتقي موضوعاته بشكل دقيق وحتى موضوع التحقيق واسلوب رقيق فيكسب المتلقي كصديق ، وحالما يصل المتلقي درجة القناعة التامة فعلى الاعلامي ضخ ما يريد ضمن سطور مواضيعه التي اعتاد المتلقي على تقبلها ، ودائما ابتعد عن الكذب والمبالغة .
حقيقة يؤسفني وانا ارى الملايين من الاموال التي تبذل وتبذر وتصرف وتتلف على اخبار لا تاثير لها على الشارع العراقي فماذا يعني زار القائد بيت الشهيد فاين كنت قبل ان يستشهد وهل هو الشهيد الوحيد في البلد؟ وماذا يعني تم استبدال المقر الفلاني او الاثاث الفلاني ليجعل منه خبرا وتقريرا مصورا ومن ثم ماذا ؟ وماذا يعني لتبجيل القائد وهو ياكل كسرة خبز ونحن نعيش الترف فما الغاية من ذلك ؟ وماذا يعني تكرير عرض صورا وافلاما عن نشاطات يقال عنها ثقافية وادبية يقوم كتّاب الشعر و اصحاب الاقلام بعرض نتاجاتهم ومن ثم تكديسها على الرفوف لتصبح ارشيف يخص طبيعة الاعلام في هذا الوقت وليس ثروة ثقافية ، والنكاية الحقيقية عندما يقوم الاعلامي ورب الاعلامي وكفيل الاعلامي وحزب الاعلامي بتسليط الكامرات على امراة فقيرة تم منحها كيس خضروات ومعه بعض المعلبات ويطلب منها بعض الكلمات لتمجدهم بنفاق العبارات وان... فالمهم انها قالت ما ارادوا والنوايا عند الله تحتسب .
هكذا مهنية تمنحكم قوى الاستكبار العالمية استخدام التقنيات الالكترونية بكل حرية ولكن تبقى ممسكة بالطرف الاخر من السلك المؤدي الى قاعدة المعلومات لتمنع وتقطع من يخطا ويميل للصواب .
بعيدا عن السياسية فلماذا لا نضع منهجا ثقافيا اعلاميا يسلط الضوء على ما لدينا من خزين اخلاقي نستنهض به واقعنا الاجتماعي الممزق الذي اصبح من السهولة ان تتلاعب به الافكار السلبية وبكل اشكالها واسوء اشكالها هو الاعلام المستعبد من قبل مالكه .
اذا لم تخلق قاعدة جماهيرية باسلوب صادق يتماشى مع ثقافة وعقول الجماهير لا تستطيع ان تملي عليهم ما تريد فكم من جريدة وفضائية وموقع وصحيفة تصدر وتبث هي سموم للعقول وتبذير للاموال ولا يتابعها الا المستفيدون منها، اعضاء الحزب وذويهم، واقرباء الاعلاميين العاملين فيها.
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر