بقلم: صالح لفتة
بغداد الجميلة التي تخنقها الازدحامات وتغص بالكثافة السكانية الكبيرة التي ازدادت حتى اكلت مساحاتها الخضراء وأهلكت بنيتها التحتية المتداعية أصلا والمصممة لأقل من هذا العدد بكثير.
يسكنها حوالي ثمانية مليون انسان ويفد اليها مئات الالاف يومياً من جميع المحافظات بحثاً عن العمل او للاستيطان او لمراجعة الوزارات والدوائر الرسمية، ولا ننسى الزيارات الدينية او التجمعات السياسية فتمتلئ شوارعها الضيقة بالبشر والسيارات. وجهها الحضاري يعاني من ضغط شديد باتجاه التغير للأسوأ يوماً بعد يوم.
كيف السبيل للمحافظة عليها فمهما صرفت من أموال او بذلت جهود لتطويرها لن تستطيع اللحاق بباقي عواصم العالم، التقصير ليس بالقائمين عليها إنما بغداد لم تصمم لهذا العدد الهائل من البشر.
ما المانع من بناء عاصمة ادارية جديدة في مساحة أوسع وتصاميم احدث تضاهي عواصم العالم الأخرى تعتمد الاستثمار في كل مرافقها تستحدث الالاف ان لم تكن ملايين فرص العمل لشبابنا وتجلب للعراق مليارات الدولارات من اموال المستثمرين لتحريك الاقتصاد العراقي المعتمد فقط على النفط.
تستوعب الباحثين عن سكن وفرص عمل بعد أن تبنى الوحدات السكنية الاستثمارية للراغبين في السكن بالعاصمة الجديدة.
مصر ليس ببعيد عنها وعاصمتها لا تقل عن بغداد تاريخياً ولا تختلف عنها بعدد السكان ومع ذلك تم المباشرة ببناء العاصمة الإدارية الجديدة على مراحل.
تضم العاصمة الجديدة مباني الوزارات والبرلمان ومؤسسة الرئاسة وأحياء سكنية جديدة.
اعتمد البناء فيها على الاستثمار فقط وقدرت فقط قيمة الاستثمارات في المرحلة الأولى بعشرين مليار دولار حسب المصادر الرسمية ومن المحتمل ان تستوعب المرحلة الاولى فقط حوالي سبعة ملايين مواطن.
ألم يحن الوقت للعراق المباشرة ببناء عاصمتة الإدارية الجديدة تنقل لها جميع الوزارات والدوائر الحكومية ونشيد فيها ملايين الوحدات السكنية بشوارع واسعة وبنية تحتية متطورة.
قد يظن البعض أن الأمر يضر ببغداد بالعكس سيفك الاختناق عنها سيمنحها اوكسجين جديد في شوارعها بعد ان تقل الازدحامات فيها سيخفف الضغط على المواطنين بعد أن يقل الطلب على المساكن سواء ايجار او تمليك فتقل اسعارها تدريجياً وتصبح معقولة.
ستتمكن الدوائر البلدية وغيرها المسؤولة عن المدينة بالقيام بأعمالهم ورؤية منجزاتهم بسهولة وتحل الكثير من المشاكل وتحتفظ بغداد بوجهها التاريخي المشرق وبجمالها المعهود.
أقرأ ايضاً
- قراءة في الحكومة الاسرائيلية الجديدة
- ذكرى الإبادة الجماعية للأذربيجانيين في العاصمة باكو (صور)
- بانتظار الحكومة الجديدة