- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العمامة بين البروباغندا والواقع
بقلم: الحمزة نوري
كثيرٌ ما نسمع في جلستنا مع الأصدقاء أو نقرأ في مواقع التواصل الاجتماعي كلام سيئ عن مرجعية النجف بشكل خاص والعمامة الشريفة بشكل عام (منريد العمامة، دمرونا أهل العمايم، باكونا اهل العمايم، وين فلوس العتبات، فصل الدين عن السياسية.....الخ). مستغلين فشل بعض الأحزاب الاسلامية في إدارة شؤون البلاد.
لا يُدرك هؤلاء السذج وقليلي الوعي انهم وقعوا ضحية لدعاية أحادية المنظور "أي معلومات موجهة ومن وجهة نظر واحدة"، وقد أثرت في آراءهم وسلوكهم وأبعدتهم عن الحقيقة.
لنستذكر سويةً بعض مواقف مرجعية النجف في جمهورية العراق السادسة وكانت أبرزها؛ عند دخول القوات الأمريكية في عام 2003 لم تُصدِر المرجعية فتوى بالجهاد ضدهم، بل فضلت المواجهة السلمية على المسلحة، وذلك بسبب ظروف البلد في تلك المرحلة.
حينما حلت قوات الاحتلال الجيش بالكامل وأصبح هناك فراغ أمني كبير في البلاد وأنتشر السلاح المسروق من المقرات العسكرية وعدم وجود حكومة عراقية تمثل الشعب.
هذا القرار الحكيم حفظ دماء ملايين العراقين وجعل امريكا تفقد كل مبررتها للبقاء وخرجوا من العراق بعد 8 سنوات.
موقف آخر
المرجعية بمواجهة العنف الطائفي الذي عصف بالعراق وبلغ ذروته بين عامي 2006 و2007 بعد استهداف مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء، حيث دعى الإمام السيستاني الى التهدئة وإستنكار أعمال العنف التي قطَّعت أوصال البلاد برسالة كتبها بنفسهِ للعراقيين.
الإفتاء بالجهاد الكفائي؛ ودرء خطر داعش، هذه الفتوى التي قلبت موازين المعركة وحمت أرض العراق ووحدت جميع أبنائه، حينما اتحد (الجيش، والشرطة، والحشد، وجهاز المكافحة الإرهاب، والبيشمركة) ليدهشوا العالم بنصرٍ ساحق على أقوى التنظيمات الإرهابية.
فضلاً عن ما تقدم دعمت احتجاجات تشرين الأخيرة إعلامياً ولوجستياً ونددت بعمليات قتل وخطف المُحتجين، وحثتهم على اتباع الأساليب السلمية كونها الشرط الأساسي للإنتصار في معركة الإصلاح.
التكافل الاجتماعي
منذ بداية دخول جائحة كورونا الى العراق تم انشاء عشرات من المراكز الصحية لرعاية المصابين بالفيروس، وادخال معمل "الوارِث" لإنتاج الأوكسجين وتوزيعه لوزارة الصحة، فضلاً عن إنشاء معمل لانتاج المُعقمات، وورش خياطة أنتجت مئات الالاف من الكمامات الطبية، كل هذا الدعم كان (مجاناً).
بالاضافة الى مئات المشاريع الخاصة التي أنشأتها العتبات المقدسة الداعمة للإقتصاد العراقي عِبر إيجاد الآف فُرص العمل للشباب العاطلين.
{العمامة} بإختصار .. قدمت للعراق ما عجزت عنهُ الحكومات المُتعاقبة منذُ 2003 ليومِنا الحالي، وهي لا تنتظر (شكراً) من احد لانها تعمل بواجبها الشرعي؛ لكن علينا على أقل التقادير الإعتراف به أو عدم نُكرانه.
أقرأ ايضاً
- العراق والتغير المناخي.. بين الهوس الإعلامي والواقع - الجزء الاول
- العمامة وتحرير الأرض ..
- إلى من ينتهك حرمة العمامة ..