- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أي سلام تريد أن تصنع يا دولة الرئيس ؟
بقلم: أياد السماوي
قبل الحديث عن السلام الذي يعمل من أجله دولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي .. أتوّجه لرجال القضاء العراقي الشجعان الذين أصدروا الأمر الولائي المتعلّق بإيقاف الاجراءات الخاصة بتجديد عقود شركات الهاتف النّقال لحين البت في الدعوى المقامة على تجديد هذه العقود من قبل النائب الشجاع محمد شياع السوداني , وأخص بالتحية رئيس مجلس القضاء العراقي السيد فائق زيدان لموقفه الوطني المسؤول والمشرّف من موضوع تجديد هذه العقود التي تحوم حولها شبهات فساد كبيرة جداً.
في كلمة له أمام القمة الثلاثية التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان قال رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي أنّ (منطقتنا ليست بحاجة إلى حروب وصراعات جديدة , بل بحاجة لأن نقف جميعا مع بعضنا ونعمل من أجل ما تصبو إليه شعوبنا من أمن واستقرار وتنمية وحياة أفضل , وأن نعمل لصنع السلام) .. وبدوري أتوّجه لدولة رئيس وزرائنا الباحث عن السلام في المنطقة واسأله .. أي سلام هذا الذي تعمل لصنعه ومع من ؟ وهل العراق بوضعه الرافض للاحتلال مؤهل لأن يلعب دور صانع السلام في المنطقة ؟ وهل نجح أنور السادات ومن جاء بعده ومن وقّع اتفاقات سلام مع إسرائيل من العرب أن يدفعوا إسرائيل للانسحاب من القدس والأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية ؟ كما وهل لدولة غاصبة ومجرمة مثل إسرائيل استعداد لإقامة مثل هذا السلام الذي تنشده شعوب المنطقة ؟ فإذا كان الجواب بكلا , فما الغاية إذن من هذا التصريح الخطير ؟ وهل هذا يعني أنّه موافقة مبّطنة على دعوات التطبيع التي سادت هذه الفترة خصوصا بعد توقيع الامارات لاتفاق سلام مع إسرائيل ؟ أم هو تلميح ماستعداد للقبول بما يسّمى بصفقة القرن ؟.
دولة الرئيس .. إذا كنت تجهل عقيدة المسلمين فيما يتعلّق بأرض المقدّسات فلسطين وما تعنيه القدس بالنسبة لعامة المسلمين , فها أنا أقولها لك بصراحة ووضوح .. أنّ الشعب العراقي المسلم لم ولن يلتحق بالتطبيع ولا بصفقة القرن ولن يقيم أي نوع من العلاقات مع إسرائيل حتى لو بقى لوحده بين البلدان العربية والإسلامية .. ومثل هذه التصريحات لا تسيء لشخص رئيس الوزراء بقدر ما تسيء للعراق شعبا ومقدّسات وعقيدة .. ناهيك عن كون مثل هذه التصريحات ترّتب على حكومة جنابك التزامات أنت غير قادر على الإيفاء بها , بل ولا حتى أي واحد آخر غيرك مهما علا شأنه ومهما كان منصبه .. والمثل يقول رحم الله امرئ عرف قدر نفسه فوقف عنده .. فلا سلام ولا تطبيع مع احتلال الأراضي وضم القدس والجولان وباقي الأراضي العربية المحتلة إلى إسرائيل .. فأي سلام تريد أن تصنع مع إسرائيل يا دولة الرئيس وهي تقصف يوميا معسكرات الجيش العراقي والحشد الشعبي وتستهدف قادة هذا الحشد ؟
أقرأ ايضاً
- يرجى تصحيح المسار يا جماهير الكرة
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً