- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
بين اتلاف الطماطة والبحث في الحاويات
سامي جواد كاظم
منصة الاعلام الشعبي افضل من ان يقال عنها مواقع التواصل الاجتماعي ، هذه المنصة خليط من التناقضات الكاذبة اكثر من الصادقة مع الكم الهائل من المعلومات التافهة والنادر القليل فيها المفيد .
دائما الاعلام غير المهني وبعضه مبتذل وبعض اخر موجه كثيرا ما يعرض صورا وافلاما لفقراء يبحثون عن طعام في حاويات النفايات ويسلطون الضوء على عوائل فقيرة وبعض الافلام لربما تكون تمثيل الا انها ظاهرا تعبر عن فقير لم يوفر لقمة عيشه وتبدا التحليلات والتسقيطات مع النيل من الكرامة في بعض الاحيان .
اليوم الاعلام الشعبي يعرض افلاما وصورا لفلاحين وهم يتلفون منتوجاتهم الزراعية الطماطة والخيار ، هي افلام واضحة تدل على التلف وان كان السبب غير صحيح غايته تسقيط الحكومة والنيل من احدى دول الجيران حيث يعزون السبب لهذا التصرف لوجود المحاصيل الزراعية المستوردة وواقعا لا وجود لها في ظل حظر التجوال والسبب الرئيسي لوفرتها ولرخصها هو عدم بيعها في محافظات اخرى ، ولكن لنسلم الامر الى ما قالوه ، الستم انتم ايها الاعلام الشعبي من يسلط الضوء الساطع على الفقراء ؟ لماذا لا يكون لكم دور في الاستفادة والفائدة من عدم اتلاف ما تصبو له افواه الفقراء ، وانتم خير من يعرف عناوين الفقراء ، وفي الوقت ذاته بالرغم من اني اشك ان حركة اتلاف المحاصيل الزراعية هي حركة خبيثة مفتعلة لارباك الشارع العراقي وحتى انهم اكتفوا بسيارة ( بيك اب ) حمولة واحد طن واحدة لترويج هذا الفلم والمساس بثقافة المواطن العراقي، ولكن ان صحت فتستطيعون اجراء اللقاءات معهم ونصحهم بالصحيح
انت ايها العراقي الفلاح صاحب النخوة والكرم انا اجزم هذا ليس تصرفك ، نعم سعر المحاصيل سعر زهيد جدا لا يفي بكلفته ، ولكن انت من يعلم بوجود فقراء في بلدي وقد طالبت وسائل الاعلام بضرورة الالتفات الى الفقير عند حظر التجوال ، فهل نفوسكم ترضى بان يتلف ما يحتاجه الفقير؟ بالامس القريب اصحاب محلات البقالة يعرضون الفواكه والخضر التالفة للبيع لانهم يعلمون ان هنالك فقراء يشترون هذه البضاعة وانا رايتهم بام عيني ، فلماذا لا تكرموهم بهذه المحاصيل الناضجة لتحسب لكم عند مليك مقتدر؟
وفي الوقت ذاته انت ايتها الحكومة المركزية والحكومات المحلية لماذا لم تتخذون خطوات صناعية للاحتفاظ بهذه المحاصيل كمادة اساسية لصناعة المواد الغذائية ( معجون طماطة مثلا) فهنالك معمل في الكوت حديث لهذا المنتج .
الامر المهم جدا جدا جدا ، انه لا يوجد في العراق اية قاعدة بيانات دقيقة لمقدار انتاج المحاصيل الزراعية في المحافظات ومساحة الاراضي الزراعية ونوعية منتوجاتها، وماهي حاجة السوق من المستورد وما هي التي يمكن تصديرها ، هذا اضافة الى عدم دقة المعلومات بخصوص المنافذ التسويقية للمحاصيل الزراعية سواء كانت اسواق بيع الجملة ( العلوة) او محلات البقالة ، كما وانه لا توجد ضوابط لهذه المهنة بحيث عندما فرض حظر التجوال واستثنوا اصحاب محلات بيع المواد الغذائية فان هنالك محلات لا علاقة لها بهذه المهنة اصبحت محل بقالة وهي مضطرة من اجل توفير لقمة العيش ، اصبح اي صاحب ستوتة او سيارة حمل ان يفترش الرصيف او جانب الشارع او التجوال في الاحياء لغرض توفير لقمة العيش وهذه الكثرة الكاثرة دون ضبط وتنظيم ومراعاة الحالة المعيشية لمن يزاولها جعل كثرتها اكثر تجمعا من الايام التي لا يفرض بها حظر التجوال .
هذه الخيرات التي انعم الله عز وجل بها علينا اصبحت محل اختبار بين عدم استغلالها بالشكل الصحيح لتصبح ناتج وطني يدعم الخزينة العراقية وبين كشف ثقافة مؤلمة فان صحت فهي دليل الانانية وعدم التكافل والعكس وان لم تصح فهي دليل على عدم مهنية الاعلام مع نواياه السيئة
أقرأ ايضاً
- المنافذ الحدودية وسعر "الطماطة"
- إلى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي
- كيف تحولت "الطماطة" إلى سلاح؟!