- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كثرة الأخطاء تذهب هيبة الحكومة ...
بقلم أياد السماوي
لعلّ واحدا من أهم أسباب الفساد الذي ضرب مؤسسات الدولة العراقية بأسرها في حقبة ما بعد نظام صدّام الديكتاتوري، هو غياب مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب في اختيار المرّشحين لشغل وظائف الدولة العليا، وإحلال مبدأ المحاصصات ليحلّ محلّه في ترشيح المنّسبين لإشغال هذه الوظائف .. وحين غاب مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب في اختيار المسؤولين لوظائف الدولة العليا .. أنتج لنا النظام المسخ الحالي .. ولعلّ شبكة الإعلام العراقي أكثر من عانى من غياب الرجل المناسب .. فكلّ من توّلى مسؤولية شبكة الإعلام العراقي منذ الخال (حبيب الصدر) وحتى هذه اللحظة، لا علاقة له بالإعلام من قريب أوبعيد باستثناء (محمد عبد الجبار الشبوط) .. ورجال الإعلام وحدهم من يقدّر حجم الضرر البالغ الذي أصاب شبكة الإعلام العراقي بسبب توّلي أشباه الإعلاميين على مقاليد الإعلام الرسمي في العراق .. وبعد كلّ هذا التخّبط وهذا التراجع النوعي في تقديم إعلام مستّقل ومهني يواكب التطوّر الكبير في إعلام الدول المجاورة للعراق، يتفاجئ الرأي العام العراقي بأنّ الرجل المناسب الذي انتظاره لتغيير واقع شبكة الإعلام العراقي، يتمّ تعينه بصفقة غير شرعية وغير قانونية.
يوم أمس اتّخذ مجلس أمناء شبكة الإعلام الإعلام العراقي (اللا شرعي) في جلسة برئاسة رئيس مجلس الأمناء جعفر محمد ونان قرارا بإنهاء تكليف السيد فضل عباس محسن كرئيس لشبكة الإعلام العراقي، وتكليف الدكتور نبيل جاسم محمد رئيسا لشبكة الإعلام العراقي .. ما سأتحدّث به لا علاقة له مطلقا بمهنية الدكتور نبيل جاسم وكونه الرجل المناسب في المكان المناسب الذي طال انتظاره، بل بطريقة تعينه اللا قانونية، والتي تمّت بصفقة بين مكتب رئيس الوزراء ومجلس أمناء شبكة الإعلام غير القانوني وغير الشرعي .. فالجميع يعلم أنّ مباشرة الأمناء الجدد وفقا لقانون شبكة الإعلام رقم ( 63 ) لسنة 2017 المعدّل، يجب أن يأتي بأمر نيابي ينهي عضوية الأمناء السابقون ويطلب مباشرة الأمناء الجدد بعد التصويت عليهم في مجلس النواب , وهذا لم يحصل مطلقا حتى هذه اللحظة .. وأنا أجزم أن رئيس وأعضاء مجلس الامناء الحالي يعلمون علم اليقين أنّ قرارهم بعزل رئيس الشبكة فضل عباس محسن غير قانوني وغير شرعي، لكنّهم خضعوا للأوامر التي وصلتهم من مكتب رئيس الوزراء .. كلامي هذه المرّة موّجه لدولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تحديدا دون غيره .. دولة الرئيس .. كثرة الأخطاء تذهب هيبة الحكومة وتذهب هيبة رئيس مجلس الوزراء .. ومثل هذه الاخطاء الإدارية القاتلة ستبعد عنك حتى الأصدقاء .. وقرار مجلس الونان باطل وساقط قانونيا .. وإذا ما أردت فعلا وضع الدكتور نبيل جاسم رئيسا لشبكة الإعلام وهو مستّحق بدون منّة من أحد .. فعليك أولا الإيعاز لمجلس النواب بالتصويت على المجلس الحالي.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر