- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل سنكون لاعبين بمدرب عراقي لا بمدرب اجنبي ؟
بقلم: بركات علي حمودي
بوصول الجنرال ( قاآني ) لبغداد بتأشيرة رسمية ( رمزية ) وتمديد عقد امداد الكهرباء من ايران لسنتين مع قُرب ( العقوبات الامريكية التي تمنع العراق من التعامل في مجال الطاقة مع ايران بعد اسابيع ) .. بات واضحاً ان امريكا تُغري إيران لاستدراجها الى طاولة المفاوضات لبلورة اتفاق نووي جديد يوّقع عليه ترمب .. و الإيرانيين كذلك سيضغطون بشتى الطرق على الامريكان خلال الحوار الامريكي العراقي خلال الايام القادمة والامريكان كذلك سيُمررون عبر المفاوض العراقي رسائل ( العم سام الى الحاج اغا ) والوسيط العراقي سيكون إضافةً لوظيفته المكلف بها عراقياً سيكون ( طرف ثالث بين الطرفين المتصارعيّن ).
فايران ستحاول ان تماطل بالجلوس مع الامريكان وانتظار الانتخابات الرئاسية الامريكية على امل رحيل ترمب ومجيء (الديمقراطيين) مرة اخرى .. لكن كل التوقعات تقول ان ( ترمب ) سيحصل على ولاية اخرى بسبب ضعف المنافس الاخر على الرئاسة ( بايدن ).
و بهذا فأن ( برغماتية ) الايرانيين ستعتمد على خطط بديله و اولها فرضية بقاء ترمب لاربع سنوات اخرى مما يعني استمرار العقوبات الاقتصادية التي انهكت النظام و الشعب الايراني و هذا ما سيرغمها على التفاوض مع امريكا ولو بشكل غير مباشر .. و الشكل غير المباشر هو الاقرب للواقع بوجود ( وسيط ناجح ) و هو رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي !
اما الامريكان فأن اوراق ضغطهم مكتملة تقريباً و يعوقها فقط القرار البرلماني العراقي بجلاء قواتها من القواعد الامريكية، و هذا ما سيعمل عليه الامريكان من اجل البقاء ولهم في هذا اوراق عدة مع العراقيين و الايرانيين كذلك بمساومات و اوراق ضغط عدة لا تخلوا من مبدأ ( العصا و الجزرة ) والامريكان يعرفون جيداً ان مسألة بقاء قواتهم وعدم تهديدها قرارها في طهران و ليس في بغداد !
من يظن ان الحوار الامريكي - العراقي القادم .. بأنه حوار حول انسحاب القوات الاميركية هو واهم، هذا الحوار هو طاولة جلوس مبدئية بين امريكا وإيران من اجل مستقبل الصراع بينهما و ( قواعد الاشتباك بينهما امنياً و سياسياً ) و هذا الحوار سيشهد اوراق ضغط كبيرة بين الطرفين بادوات عراقية خالصة و لكل طرف اداة خاصة به ليضغط بها على الطرف الثاني .. و ما ساحة العراق الا ملعب لهما لا اكثر.
وهنا يأتي ذكاء ( الكاظمي ) ان كان قادراً او راغباً بأن يكون العراق لاعب اقليمي او لاعب دولي ان احسن طريقة اللعب على ( المتناقضات و الاتفاقات المُبطنة بين امريكا و ايران ) من اجل درء خطر الصراع على الاراضي العراقية او على الاقل تحجيمه و تحجيم الادوات على الاقل التي ارهقت الوضع العراقي سياسياً و امنياً.
اذاً .. الاطراف الثلاثة تريد نجاح الحوار لكن كُلٌ منهم بحسب مصلحته و لكل منهم اوراقه و ضغوطه والاكيد في هذا ان الجانب العراقي هو اضعف الحلقات في هذا الحوار و نجاحه يعتمد على نجاح الحوار الحالي في بغداد الذي سيكون مدخل للحوار القادم الذي سيكون بين امريكا و ايران حول الاتفاق النووي الجديد، اما الامريكان و الايرانيين فيتقاسمون القوة فيما بينهما.
فايران تملك في العراق العمق الجغرافي الضاغط على امريكا و امريكا ان بقت في العراق كذلك ستملك هذه الغنيمة و لهذا فأن الايرانيين لا يريدون بقاء الامريكان .. و كذلك تملك امريكا ورقة ضغط ( التجويع ) الذي تمارسه بشكل مقزز مع ايران كما انها تلوح به مع العراق في حال فشل المفاوضات و اصرار العراق على خروج القوات الاميركية !
و الايرانيين كذلك يملكون عنصر تهديد القواعد الاميركية بصواريخ (المقاومة الاسلامية) التي توقفت مؤقتاً حتى جلاء الموقف .. اوراق الضغط كثيرة بين الاثنين و نحن الملعب فقط .. فهل سنكون اللاعب هذه المرة ؟