- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وقع المحظور ... فمن المسؤول ؟
بقلم: بركات علي حمودي
بعد ان حذّرنا مراراً من مغبة ترك الامور على عواهنها في السيطرات الخارجية لمدينة كربلاء المقدسة، وكذلك كسر حظر التجوال في المدينة القديمة وبعض الاماكن التي تشهد زحاماً شديداً، وكأنما نسينا ان هناك وباءاً خبيثاً يتحين الفرص للانقضاض على صحة الناس .. تشهد كربلاء اليوم نكسة جديدة في الموقف الوبائي، متمثلاً بازدياد حالات الاصابة والاخطر من ذلك ان بعض الاصابات من خارج الحجر .. اي من خارج السيطرة، ما يعني اننا امام ربما عشرات الاصابات المخفية بين الملامسين التي تحتاج لكشف عاجل عليها.
وهنا يتبادر الى الذهن السؤال الاهم :
- لماذا تم التهاون بشأن السيطرات الخارجية لكربلاء بحيث يدخل العشرات من خارج المحافظة يومياً والمئات ليلة الجمعة وسط حظر تجوال بين المحافظات ؟
و هناك سؤال مهم يخص الواقع الصحي العراقي بشكل عام.. لماذا تدهور الموقف الوبائي في العراق بعد خروج وزير الصحة السابق جعفر علاوي من وزارة الصحة ؟
هل ان الوزير المستقل البعيد عن الكتل السياسية اداءه افضل من الوزير القريب من الكتل السياسية ؟؟
(و انا هنا لا اقول ان الوزير الجديد حزبي .. لكن هو تساؤل فقط .. فالوصول الى الحقيقة يستوجب الشكوك) !
لماذا تم التراجع عن القرار السابق لخلية الازمة بأن يكون حظر التجوال الشامل طيلة شهر رمضان وينتهي بأنتهاء العيد ؟
لو كان الحظر مُطبق بحذافيره الان وانتهى بانتهاء العيد لكان الوضع الان يختلف تماماً عن ما يجري الان .. فكل الدول التي طبقت الحظر بشكل كامل وبشكل صحيح قد نجحت بالتغلب على الوباء ولو بشكل غير نهائي مثل (الصين، ايطاليا، فرنسا واسبانيا) التي سجلت اعلى درجات الاصابة .. بينما هناك دول ساءت وازدادت حالات الاصابة فيها مثل ايران التي عادت لتسجل اصابات اكثر من المعدل الذي تعودت عليه في اقل ايام تسجيلها لحالات الاصابة .. و الخوف كل الخوف ان تتعافى الدول الكبرى التي ابتليت بارقام مخيفة بالوباء .. ويسوء وضع العراق بعد ان كان تسجيله لارقام الاصابات بسيطاً جداً وهذا ما شكل مصدر اعجاب كل دول العالم بسبب الجهد الطيب لمسؤولي الصحة في العراق !
اعود لكربلاء واتسائل : الم يرَ السيد المحافظ الزخم الحاصل في المدينة القديمة وخصوصاً في منطقة بين الحرمين الشريفين عند زيارته لمرقد ابي الفضل العباس (ع) ليلة امس ؟
انا كمواطن عادي ولستُ مسؤولاً عندما ارى هكذا مشهد ينتابني الخوف والهلع من احتمال ازدياد حالات الاصابة بسبب دخول أُناس من مناطق موبوءة للمدينة .. فكيف بالمسؤول الاول عن امن المدينة ؟؟؟؟
و اتسائل ايضاً : اين ذهب الوازع الديني للزائرين وقد قالت المرجعية الدينية العليا ببداية الازمة ان التجمعات البشرية تُشكل خطراً على المجتمع في الوقت الحاضر، لتقوم بالغاء صلوات الجمعة والجماعة ؟
و المحزن حقاً ان كل المراجع قد قالت بذلك .. اذاً لمن يستمع الزائرون للارشادات الدينية الواجبة ولمن يتبعون في امورهم الفقهية ؟
حفظ امن المجتمع ولو صحياً يقع على عاتق الجميع ابتداءاً من الانسان البسيط ومدى ثقافته ووازعه الاخلاقي بعدم مضرة الغير وحتى اعلى هرم الامن والدين، و فعلاً لم تُقصر المرجعيات بمختلف توجهاتها بالنُصح والارشاد بهذا الاطار .. اما الهرم الامني من رأسه وحتى اصغر رجل امن فيبدو اننا نحتاج لمراجعة، و ارجوا ان لا تكون للسياسة مصالح ضيقة في هذا الاطار كما في باقي الملفات العراقية الاخرى !
نأمل ان يكون هذا كابوس مزعج سنصحوا منه بهمة الخيرين منا ان شاء الله.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟