حسن عبيد عيسى
راجعوا التاريخ..فستجدون أن القادة الناجحين إرتقوا بمستوى وزارة الثقافة في عهودهم الى مستوى هممهم وطموحاتهم الوطنية..فالجنرال ديغول اختار أندريه مالرو وزيرا للثقافة ،بينما قرر ميتران ان يضاعف ميزانية الوزارة وعين عليها جان لانغ الذي يرأس الان معهد العالم العربي..ولا أريد أن استغرق في ذكر الامثلة.. وعندنا اختار عبد الكريم قاسم واحدا من ألمع الاكاديميين وأهم المؤرخين انه فيصل السامر لتولى تلك الحقيبة.. الا ان حقبة السوء التي بدأت منذ الاحتلال الاميركي الاسود..همشت وزارة الثقافة والغت كل نشاط ثقافي خارج الحدود ..وقلصت اعمال الوزارة داخل الوطن..لا بل ان وزيرا للثقافة عندما تلقى خبر تعيينه قال:انها وزارة تافهة!!!..بينما جعلها المالكي ذيلا لوزير الدفاع.. عموما لم يكن جديرا وصالحا لهذه الوزارة خلال عقدي السوء هذين الا الدكتور عبد الامير الحمداني المثقف الحقيقي الذي ارى انه كان بحق وزيرا للمثقفين ..واتمنى لو يصار الى اعادة استيزاره مع رفع قدرات الوزارة وإمكانياتها ليستطيع ان يحقق طموحاتنا.. هذه الوزارة في عهد الكاظمي إضيفت الى مهام وزير الشباب والرياضة..وهذا ما ذكرني بأيام الابتدائية في مطلع الستينات من القرن المنصرم..ففي تلك الايام كنا نحضر أربعة دروس صباحا ثم ننصرف الى بيوتنا للغداء..وبالثانية بعد الظهر يبدأ درسان آخران دائما ما يكونا الرياضة والفنية..لذا نأتي من البيت بقيافة الرياضة.. ولأنهما درسان غير مهمين فإن وقتهما على الاغلب يهدر ..إذ نقضيه بالتسكع في الساحة وهناك تحصل الشجارات والمشاكل.. الكاظمي أيضا وضع(الرياضة والفنية)في ساعتي ما بعد الظهيرة كونهما لا يستحقان اهتمامه على ما يبدو..وارجو أن لا تحدثوني عن كارثة وزارة الخارجية.. فلتلك حديث يدمي القلب..انها مؤامرة جديدة على سلامة الوطن..المهم نريد نقل وزارة الثقافة الى الدروس الصباحية وأن لا تصير هامشية كدرس الفنية في مطلع الستينات ..