أعرب مالك فيوري المدرب المساعد الأول لفريق بورتيمونينسي البرتغالي عن ثقته الكبيرة بنجاح مهمته التدريبية كأول عراقي يخوض التحدّي ضمن المستوى الأول من مسابقة أحد أقوى الدوريات الأوروبية برفقة زميله باولو سيرجيو، عاداً تواجد المهاجم ميمي في الفريق محطّة مهمّة للبناء الفكري الاحترافي الذي سيعود بالفائدة على قوّة هجوم الأسود في الاستحقاقات المقبلة، مؤكداً على أهمية استمرار كاتانيتش في عقد مؤقت خلال المباريات الثلاث المتبقية لإنجاز مهمَّة العبور الى الدور الحاسم في طريق التأهل الى كأس العالم 2022.
وقال مالك وفقاً لـ(المدى): "تسلّمت المهمّة كمدرب مساعد أول مع باولو سيرجيو المدير الفني لفريق بورتيمونينسي البرتغالي المشارك في منافسات دوري أندية الدرجة الممتازة للموسم 2019-2020 حيث لعب فريقنا ثلاث مباريات في بداية المرحلة الثانية، خسر مع بورتو (0-1) وتعادل سلبياً مع فيتوريا سيتوبال وخسر مع سبورتينغ براغا (1-3) وواجهنا الأخير بعد أيام من مباراته في الدوري الأوروبي أمام غلاسكو رينجرز الاسكتلندي والتي خسرها بهدف نظيف، وتنتظر فريقنا 14 مباراة محلية إذا ما استئناف المسابقة مطلع شهر حزيران المقبل حال تأكّد الحكومة بانخفاض معدّل الضرر من جائحة كورونا".
تخصّص وخبرة
وأضاف :"علاقتي بسيرجيو وطيدة، وعاد مؤخراً من تجربة لم تستمر طويلاً قاد خلالها فريق التعاون السعودي بدءاً من أيار 2019 وأقيل بعد سبعة أشهر بالتراضي، تاركاً الفريق بالمركز السادس، وبعد تعاقده مع بورتيمونينسي اتصل بي وكنت وقتها في فرنسا وقال (احتاج تخصّصك وخبرتك كمدرب حائز على شهادة (Professional) وأثق بمتانة علاقتنا الكروية واجتهادنا معاً في دورات تدريبية عالية وكلاعبين مهاجمين في فريق واحد) علماً قضيت سنتين في فرنسا قبل أن يشير لي وكيل أعمالي (برتغالي الجنسية) أن أستقر في بلده منذ عام 1998".
بيانات وافية
وأوضح مالك :"واحدة من مزايا العمل التدريبي هنا في البرتغال وعموم أوروبا، إن المدير الفني لديه ثلاثة مساعدين، أحدهم متخصّص في الدفاع وآخر في الوسط وثالث في الهجوم حيث اختارني لخبرتي في التخصّص الثالث، أطلعهُ في تقارير يومية عن أوضاع المهاجمين قبل وبعد التمرين، وأتواصل مع الطبيب والمعالج لتصبح لديّ بيانات وافية أسلّمها لسيرجيو يتشاور في ضوئها معي لمواكبة مستويات لاعبينا فأغلبهم من الشباب والبعض من أصحاب الخبرة ومن جنسيات مختلفة، ويمثل المهاجم مهند علي كاظم "ميمي" إضافة جيدة للفريق، وقد سبق تواجده في التشكيل قبيل التحاق الملاك التدريبي الجديد".
تقارير مهنية
وذكر مالك :"إن ميمي شارك في أربع مباريات مع بورتيمونينسي، وشخصياً أقف معه في كل ما يحتاجه كمواطن من بلدي يخوض تجربة الاحتراف الأوروبي أوّل مرة، وأفتخر مثل أي عراقي بوجوده في الدوري البرتغالي ، لذا سعيت لتذليل مصاعبه خارج الملعب، لكن في العمل الكل سواسية أمامنا لأننا نؤدّي عملاً احترافياً، ومطالبين بتقارير مهنية وموضوعية، وعند الحديث مع المدرب أنقل له انطباعي عن "ميمي" بأمانة إن كانت حركته غير جيدة أو يحتاج الى المساندة أو أدّى واجبه بصورة مرضية، وأنقل لـ"ميمي" طلب سيرجيو بتطبيق التمرين مثلما يريده، ومع الوقت أسهمت في تعزيز الثقة بنفسه، وانسجم تكتيكياً مع زملائه، ودخل في أجواء النادي والمباريات الرسمية باندفاع وحماسة تقوّيان دوره الهجومي مع النادي والمنتخب".
لاعب متطّور.. ولكن!
وعن تقييمه لمستوى ميمي، قال :"لديه الطاقة والفاعلية والروحية المتميّزة للتعايش مع اللعب الأوروبي مثلما لمستُ ذلك في الأسابيع الماضية من خلال نظرة المدرب نحوه في الأوقات التي شارك فيها وكانت جيدة جداً، وهو لاعب متطوّر، ولكن واقعية الأندية الأوروبية لا يهمها ذلك بقدر تطلّعها للاعب المنتج والحاسم للنتيجة".
وتابع :ليعلم اللاعبون العراقيون الطامحون للنجاح في أوروبا، أنهم ليسوا وحدهم يمتلكون الموهبة، هنا البرازيلي والكيني والياباني والكولومبي والجزائري وغيرهم، ممّن يضمّهم 18 نادياً في الدوري الممتاز البرتغالي، وبصورة عامة لا بدّ أن يفهم الوسط الكروي العراقي ضرورة تنمية الستراتيجية الاحترافية للاعب من النواحي البدنية والتكنيكية والتكتيكية قبيل توجّهه لتمثيل أي فريق أوروبي، وأن يكون بناء اللاعب صحيحاً، والحقيقة أن البناء العراقي غير صحيح"!
تمارين عبر Skype
وتحدث مالك عن كيفية مواجهة الظرف الصحي وتجنّب الإصابة بفايروس كورونا في النادي، قال :"يطبّق نادينا تعليمات مسؤولي الصحّة، فاللاعبون من الجنسيات غير البرتغالية يقيمون في فندق داخل المدينة، كُلّ في غرفته، ويتكفّل النادي بنفقات إقامته ووجباته الغذائية، وكل مستلزمات الراحة، بموجب اتفاق مع إدارة الفندق بخصم معلوم يشمل حتى إقامة الفرق المضيفة من قبلنا، وتم التنسيق مع اللاعبين عبر الدائرة الالكترونية Skype لتطبيق تمارين الأوكسجين من خلال الدرّاجة الثابتة الموجودة في كل غرفة، مع أداء تمارين العضلات بين يوم وآخر، يتخلّلها الركض في الشارع المحاذي للفندق".
مراقبة كورونا
ولفت إلى أن :"إدارة النادي بُلّغتْ من قبل الاتحاد البرتغالي لكرة القدم بموافقة الحكومة على فتح المطاعم لمدة ثلاث ساعات في اليوم حتى 20 أيار الجاري لمراقبة كورونا والوضع الصحي، مع السماح لانطلاق الدوري في الأسبوع الأول من شهر حزيران، لكن إذا ما أشارت التقارير الصحية الى زيادة الاصابات والوفيات بسبب الفايروس، سيتم العودة الى الحجر الإلزامي وإلغاء الدوري".
وبيّن مالك :"على هذا الأساس، بدأنا منذ الأثنين الماضي بتطبيق التمارين في ملعب النادي، بشرط كل 6 لاعبين يتمرّنون على انفراد ساعة 10 صباحاً، و6 لاعبين ساعة 11:15 و6 لاعبين ساعة 4 و6 لاعبين ساعة 5:15 ، ومن يتدرّب صباحاً يعود للتدريب عبر الدائرة الالكترونية مع مدرب اللياقة الثاني وهكذا بالنسبة للتوقيتات الأخرى أي كل 6 لاعبين يتدرّبون وحدتين في اليوم، ويُلزم الملاك التدريبي والإداري والطبي المتواجد في الملعب بارتداء الكمامات، ويستثنى اللاعبون كونها تؤثر على كمية الأوكسجين المطلوبة أثناء عملية التنفّس وبذل الجهد الكبير طوال مدة تطبيق التمارين".
أسلوب المنتخب
وبشأن متابعته للكرة العراقية ومشوار المنتخب في التصفيات المزدوجة، قال :"العراق يستحق مدرب أكبر، كثير من المدربين الآن يدرّبون في دوريات العالم بينهم الجيد والأفضل، والمشكلة إننا منذ سنين طويلة لحد الآن لا نعرف أسلوب المنتخب العراقي عند تحليل مستواه، لا يوجد مستوى ثابت بحكم تغيير المدربين المستمر، وللعلم إن النقاط التي حصدها الأسود في مجموعتهم من البحرين وهونغ كونغ وكمبوديا وحتى إيران لم تكن صعبة".
ويرى مالك :"ضرورة تمديد عقد سريتشكو كاتانيتش لغاية موعد مباراتنا الأخيرة مع إيران، ويتم الاتفاق معه على مبلغ يرضيه يتناسب مع حقوق العقد المؤقت ما بعد تأريخ انتهاء عقده للسنة الثانية بتاريخ 30 آب 2020، ولا أنصح بقيادة المباريات الثلاث من قبل مدرب وطني لأنه سيلجأ كعادته عند تسلّم المهمة خلفاً للمدرب الأجنبي الى فرض شخصيته بتغيير أسلوب اللعب والتشكيل، وهذا الأمر يربك لاعبينا ويعرّضهم الى مأزق غير متوقع، أما لقاءات الدور الحاسم المؤهل الى نهائيات كاس العالم وآسيا تحتاج الى تكتيك خاص وأسلوب معيّن وورقة البديل الرابح، كل ذلك لن يفلح فيه سوى مدرب كبير في رؤيته الفنية للمنتخبات الخطيرة مثل قطر والسعودية واليابان واستراليا وأوزبكستان".
درس ريكارد
ونبّه مالك :"ليس المهم أي المدارس الكروية تُلائِم العراق، بل العقلية العراقية المناسبة مع ذكاء المدرب الاجنبي ، مثلاً الهولندي فرانك ريكارد عندما تسلّم فريق برشلونة ومنتخب هولندا غيّر الأسلوب وأهداهما أفضل النتائج، وعندما ذهب الى السعودية عاد محبطاً بعد سنتين، ولما سألوا لاعبي الأخضر عن رأيهم فيه، قالوا إنه أفضل مدرب عمل في تاريخ السعودية (2011-2013) لكننا لم نستوعب فكره، لهذا يمكن الاستفادة من هذا الدرس في تفادي الوقوع بخطأ الاستعانة بمدرب من المدرسة الألمانية أو الإيطالية ومثلهما، كون عقولنا لا تتناسب مع أفكارهم، وعدم تحمّل اللاعب تمارينهم القوية وما تسببه من إصابات أحياناً، لذا لا تصلح الكرة العراقية سوى الخبرات الفنية من المدارس البرازيلية والبرتغالية والإسبانية"!
سر زيكو!
واستذكر تجربة الأسود مع البرازيلي زيكو، قائلاً :"أنه أفضل مدرب عالمي درّب منتخب العراق للفترة (2011-2012) فقد صنع جيلاً مهمّاً بعدما استبعد جميع اللاعبين من خلال اختبار (اللياقة البدنية والأعمار) وأكتشف أن الأغلب مزوّرون، وذهب الى اليابان وخسر بهدف في ملعب سايتاما برغم قوة أداء لاعبينا، وبعدها قال زيكو كلمته الشهيرة أنه سيصطحب الأسود الى كأس العالم 2014، ما أثار نجاحه حفيظة البعض لاسيما المتضرّرين الذين عرقلوا مهمّته إدارياً ومالياً وفنياً في زمن رئيس الاتحاد السابق ناجح حمود، والدليل أن جميع اللاعبين المستبعدين عادوا الى المنتخب بعد استقالته، وتم تغييب من أختارهم ولم يروا المنتخب!! سيما أنه غمز عن كل ذلك في سياق أحاديثه باللغة البرتغالية التي أفهمها جيداً، ولو أطلع عليها الجمهور العراقي لعرف حقائق موجعة عن سر تركه المهمّة، علماً أول مباراة تحت قيادة زيكو أمام الأردن في أيلول 2011 فاز (3-1)، وكان عدد المباريات التي قادها 21 مباراة، حقق الفوز في 10 وتعادل 6 مرات".
قيادة المنتخبات
وختم مالك فيوري حديثه :"لا مانع من دراسة أي عرض من اتحاد الكرة العراقي أو أحد أندية الممتاز للدوري العراقي عن طريق التفاوض مع وكيل أعمالي ما بعد شهر حزيران المقبل، وزميلي باولو سيرجيو أكثر الأشخاص الداعمين لي لخوض تجارب جديدة سواء في بلدي أم خارجها، وشخصياً يمكن أن أمنح خبرتي لمنتخبات الوطني أو الأولمبي أو الشباب الذي يحتاج الى تنشِئة صحيحة، وهذا شرف لأي أنسان".
أقرأ ايضاً
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- المالكي يدفع باتجاه انتخابات مبكرة في العراق
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)