- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل عدنا لهاوية الخطر بعد ان كنا على حافة اعلان النصر ؟
بقلم: بركات علي حمودي
بعد إن كُنّا على بُعد خطوات من اعلان النصر النهائي على وباء كورونا .. كأول دولة في العالم تُعلن تصفير الاصابات، بعد اسابيع من خطوات جريئة اتخذتها وزارة الصحة متمثلة بوزير اثبتت الازمة انه رجل كفوء لهكذا منصب، حيث تشكلت خلية أزمة بمساعدة البرلمان وبتأييد المرجعيات الدينية والفعاليات الشعبية كي نعبر الازمة بسلام وبأقل الخسائر، وفعلاً عبرنا حوالي 90% من مرحلة الخطر بفضل حظر التجوال المُشدد الذي اتخذناه في وقت مناسب وبفضل الرأي العام الضاغط من قبل عقلاء القوم، ولم تلتفت خلية الازمة وبكل شجاعة منها لضغوط (البعض) من اجل تخفيف الحظر الذي شهد للاسف كسراً له في مناطق كثيرة وهذا امر لا مفر منه بسبب العوز الذي يدفع الناس للبحث عن قوت يومها في بلد اغلب مواطنيه يعيشون على قوت يومهم برغم انه من أغنى بلدان العالم.
طُبّق الحظر وقُطعت أوصال المدن العراقية وللمرة الاولى يكون تقطيع أوصال المدن وحظر التجوال "من اجل سلامة المواطن العراقي"، و فعلاً بعد شهر او اكثر من هذا الحظر بدأنا نعلن يومياً ان عدد المُشافين من المرض هو ضعفي او ثلاث أضعاف المصابين به، عكس كل الدول الموبوءة بالمرض، وحتى وصلنا ان لا تكون هناك اصابات في اغلب المدن لمدة خمسة او ستة ايام متتالية وهذا ما يشكل اعجاز طبي بكل المقاييس.
و بعد كل ما سبق من حظر التجوال وغلق الحدود وغلق المطارات .. نتفاجئ بفتح أبواب المطارات مرة ثانية لعودة العالقين في الدول الموبوءة مثل تركيا، المانيا، السعودية، الاردن والامارات و بعض البلدان الاخرى !
وهنا لا بُد من الإشارة ان هذا البلد ليس حكراً على احد وللكل الحق فيه بأن يعودوا اليه او ان لا يغـــادروه !
لكن المشكلة ان عودة العالقين في هذه الدول قد سبّب مشكلة جديدة للبلد الذي لا يتحمل اصابات لا سمح الله تتجاوز الـ 2000 حالة على ابعد تقدير، فالبلد برغم نجاحه بحصر الوباء لكنهُ مع كل الاسف ليس فيه بنى تحتيه صحيحة تتحمل كارثة صحية كما حصلت في ايران على اقل تقدير.
واقولها متأسفاً، ان في الرحلات القليلة (الاستثنائية) لعودة العراقيين العالقين قد سجلت في سجلات مطار بغداد مثلاً (29) حالة مصابة بالوباء، وهذا يعني اننا قد نكون امام كارثة جديدة ستعيدنا لنقطة الصفر كما كنا قبل شهر !
و السؤال الذي يدور في الذهن الان: أين كان الأخوة العالقون ؟
هل كانوا في سياحة ؟
و ان كانوا في سياحة، فـأي سياحة هذه والوباء انتشر في العالم منذ شهر شباط ؟
و ان كانوا مُقيمين في بلدان أخرى، فلماذا لا يجلسون في بيوتهم هناك و ينتظرون انتهاء الحظر كما في العراق نحن جالسون في بيوتنا الان ؟
ما ذنب من صبّر على شظف العيش لشهر او اكثر وجلس في بيته كي يصل لساعة اعلان النصر على كورونا ليخرج خارج داره باحثاً عن قوت عياله ؟
أسئلة كثيرة ارجوا من (تمسهُ) هذه الأسئلة ان يستقبلها برحابة صدر وان يعرف ان لابناء بلده لهم حقٌ عليه كما ان له حقٌ على ابناء بلده .. شافاكم الله وعافاكم أيها العراقيون.
أقرأ ايضاً
- وقفه مع التعداد السكاني
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر