بقلم: أياد السماوي
في كثير من الأحيان يعبّر بعض الزعماء والقادة السياسيين عن استعدادهم للتحالف مع الشيطان من أجل مصالح بلادهم العليا .. وهذا التعبير المجازي يراد منه توضيح أنّ لا مصلحة تعلو على مصالح البلد العليا حتى لو استوجبت التحالف مع الشيطان .. وكما قلنا أنّه تعبير مجازي لبيان قدسية مصالح الشعب العليا .. وإلا فإنّ الشيطان هو الشّر المطلق ولا يمكن أن يكون التحالف معه يوما مصدرا للخير والسعادة.
هذا المدخل هو أصدق المصاديق لتحالف شيعة السلطة مع شيطان الفساد والتآمر محمد ريكان الحلبوسي .. فيا ترى ما الذي دفع أركان شيعة السلطة للتحالف مع هذا الشيطان الذي اخترق صفوفهم جميعا ؟
هل هي مصالح الشعب العليا التي استوجبت التحالف مع هذا الشّر المطلق أم هي مصالح أحزاب وقادة شيعة السلطة ؟
وكيف يمكن لأبن قيادي في حزب البعث المجرم وعضو شعبة الكرمة والمدير العام في ديوان الرئاسة لغاية التاسع من نيسان 2003 أن يخترق صفوف ( المجاهدين ) بهذا الشكل ؟
في الوقت الذي لا زال أبناء الكرمة والفلوجة يلّقبون ريكان حديد الحلبوسي بالرفيق ريكان , ومن الذي مهدّ ومكنّ له هذا وكيف ؟ .. أسئلة بحاجة لإماطة اللثام عنها للوقوف على عمق المأزق الذي يمرّ به بلدنا وشعبنا ..
الحقيقة الصادمة التي يجب أن يطلّع عليها الشعب العراقي الذي عانى من جرائم البعث المجرم .. أنّ حزب البعث هو من يقود السلطة في العراق الآن من خلال رئيس مجلس النواب محمد ريكان الحلبوسي , وهذه الحقيقة الصادمة قد لا يعلمها الكثير من أبناء الشعب العراقي .. والذي جاء بحزب البعث المجرم على رأس السلطة التشريعية هم قادة شيعة السلطة والجيل الجديد من المجاهدين الذين ارتبطوا معه بمصالح وشراكات متعددة .. وأخطر ما في هذا الحلبوسي إنّه استطاع إزاحة كلّ القيادات السنيّة الوطنية , وتهيأة الساحة السنيّة لصالحه .. وهذا الأمر ما كان أن يتم لولا غباء وفساد القيادات التي اندفعت وسهلّت له هذا الاختراق لأعلى سلطة تشريعية في البلد .. ومصيبة المصائب أنّ معظم القيادات الشيعية قد توّرطت معه في شراكات ومصالح بعيدة كلّ البعد عن مصالح فقراء هذا الشعب .. وهم جميعا يعلمون أنّه شيطان وفاسد ومتآمر على وحدة البلد .. ويعلمون أنّه يلتقي ويجتمع دوريا في عمّان والأمارات مع أجهزة المخابرات الخارجية ويستلم منها الأموال تنفيذا لأجنداتها ولا يحّركون ساكنا .. هم ينتظرون الانتخابات القادمة لتغييره , اي أنّه باق حتى نهاية هذه الدورة .. يا سلام .. يا سلام .. يا سلام على العراق وشعبه المظلوم .. ختاما أقول .. اللهم عليك بهم فإنّهم لا يعجزونك.