محمد صالح صدقيان
أسئلة كثيرة تدورُ حول مغزى انتشار فيروس كورونا في الصين وايران ومن مدينتين ثقافيتين الاولى « ووهان » الصينية التي يبلغ نفوسها 10 ملايين نسمة وتمتاز بمتاحفها وجامعاتها، لكنها ليست مدينة تجارية او صناعية كبقية المدن الصينية الاخرى، بينما الثانية مدينة “قم” الايرانية التي تحتضن الحوزة الدينية ولها رمزيتها الثقافية والدينية لدى ايران وبقية دول العالم وايضا لا تمتاز بصبغة تجارية او صناعية كبقية المدن الايرانية، بعض العلماء ومنهم العالم الروسي “ ايغور نيكولين “ الذي عمل عضوا في اللجنة الروسية للاسلحة البايولوجية يعتقدون ان انتشار هذا الفيروس في هذين البلدين وتحديدا في هاتين المدينتين لم يكن وليد الصدفة. لا اريد ان اصطف الى جانب ما يعتقده هؤلاء العلماء، لكن ما يتعلق بمدينة قم الايرانية، فان كل المؤشرات لا تؤيد انتقال الفيروس اليها عبر طائرات ماهان الايرانية التي تمتلك رحلات الى الصين او وجود 700 طالب صيني يدرسون في الحوزة الدينية، بكل بساطة لا يوجد مطار في مدينة قم ليستقبل طائرات قادمة من الصين، ومدينة طهران اقرب للمطار من مدينة قم فلماذا لم يبدأ الفيروس من طهران وانما بدأ من قم ؟ اما وجود 700 طالب صيني في قم فهذا لم يتأكد بعد، في مقابل وجود اعداد اكبر بكثير من الصينيين الفنيين العاملين في مشاريع مختلفة في بقية المدن الايرانية، لكنه بدأ من قم والمفترض ان تكون بؤرة الفيروس في المدن الايرانية الاخرى. على ذلك ان اصابة مدينة قم بالفيروس تحمل في طياتها الكثير من الاسئلة التي ربما المستقبل يجيب عنها بشكل اوضح . العالم الروسي نيكولين يعطي شهادة في غاية الخطورة خلال برنامج عرضته قناة “ روسيا اليوم “ويقول: ان الولايات المتحدة رفضت في العام 2001 التوقيع على بروتوكول للحد من انتشار الاسلحة الجرثومية على غرار البروتوكول الذي وقع عام 1999 للحد من انتشار الاسلحة الكيمياوية، والذي اضفى الى انشاء منظمة دولية للحد من هذه الاسلحة.
القوانين الاميركية تمنع تأسيس مختبرات للتطوير البيولوجي في داخل الاراضي الاميركية مما دعاها الى انشاء 25 مختبرا بيولوجيا في دول تحيط بالصين وروسيا مثل فيتنام، تايوان، كوريا الجنوبية، الفلبين، تايلند، افغانستان، باكستان، اوكرانيا، اذربيجان، كازاخستان، ارمينيا، اوزبكستان. مستفيدة من العروض السخية التي تلوح بها لهذه الدول ومستغلة هيمنتها السياسية والامنية التي تفرضها على مناطق متعددة من العالم .
ان التوصل لعلاج مرض ما يحتاج الى سنوات من البحث والدراسة والتجارب حتى يسمح استخدامه على الانسان، لكن الولايات المتحدة قالت انها مستعدة لمساعدة الصين في مواجهة “ فيروس كورونا المستجد” اذا تحلت بشفافية في الاعلان عن تداعيات الفيروس وتطوراته، وهذا الكلام له معناه في الخطاب الاميركي. اما ايران فان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو قال الجمعة: ان حكومته عرضت على ايران مساعدات لمكافحة” فيروس كورونا” لكنها رفضت هذه المساعدة. ومعلوماتي تتحدث عن عرض” صفقة” تقدمت بها الحكومة الاميركية لايران تتضمن تزويدها بلقاح للفيروس مقابل الجلوس على طاولة مفاوضات لبحث المنظومة الصاروخية وملف الأمن الاقليمي بمعنى “اللقاح مقابل تفكيك منظومة الصواريخ وتفكيك محور المقاومة” لكن ايران رفضت هذا العرض لانه يمس بالسيادة الايرانية، مكتفية بقدراتها الذاتية ووعي شعبها لمكافحة هذا الفيروس . هناك الكثير من الظواهر غير المفهومة، لماذا لا ينتشر الفيروس في روسيا على سبيل المثال، علما ان العلاقة الصينية الروسية متعددة الاوجه وهي أعقد وأعمق بكثير من العلاقة الايرانية الصينية؟ لماذا الولايات المتحدة تعتبر من الملاذات الامنة لفيروس كورونا المستجد؟. العلماء يتحدثون عن نوع من الفيروسات الجينية تصيب قوميات او عرقاً انسانياً معينا من دون غيره، فمثلا تعرضت مدغشقر في العام 2017 الى وباء الطاعون لكن الغريب انه اصاب السكان المحليين ولم يصب الجنس الابيض او السياح من اوروبيين او غيرهم!. هؤلاء العلماء يتحدثون عن اصابة فيروس ابولا او انفلونزا الطيور وكورونا المستجد الصينيين والشعوب الاسيوية الاخرى على نحو عام دون غيرهم . في العام 1999 وضع رئيس جهاز المخابرات المركزية الاميركية “ جورج تنت” خطة لصناعة اسلحة تؤثر في شعوب بعينها من دون غيرها، والان كما يعتقد العلماء فان عشرين عاما كافية للقيام بتجارب ميدانية تحول الارض الى حقل تجارب . البلدان الانكلوسكسونية قدمت انذارا قبل عدة سنوات للبلدان غير الناطقة بالانكليزية ، قالوا لهم اما ان تعيشوا وفق قوانيننا التي نفرضها عليكم او ألا تعيشوا على هذا الكوكب . بمعنى اما ان نقتلكم بسرعة او نقتلكم ببطء، يقول العالم الروسي ايغور نيكولين:” هذه هي المشكلة الرئيسة للسياسة العالمية المعاصرة “ .
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً