سامي جواد كاظم
الكرامة الشخصية والكرامة الوطنية لا يفترقا ان وجد احدهما فالاخر موجود وان فقد احدهما فالاخر مفقود . لا تعتقدون ان السياسي الفاسد فسد بين ليلة وضحاها بل هنالك تدريبات وخيانات قام بها لنفسه ولغيره حتى يصل الى هذه المرتبة .
حاكم أية دولة تكون كرامة وطنه من كرامته والروح لا شيء امام من يستهدف وطنه ، واضعف الايمان ان يعترف ويتراجع ويستقيل الحاكم الخائن ان اراد التوبة ولا يخشى الثمن، فالكثيرون دفعوا حياتهم لحظة صحوة على ما اقترفوا واصبحوا محل ذكر خالد والحاكم سيرحل شاء او ابى ، ولا يعتقد ان الموت بسيط لمثله ، الموت بسيط لاصحاب الكرامة وخلود للشهداء
لم ار او اسمع بان هنالك عميل لامريكا او من يكون بجانب امريكا الا وخدشت كرامته او كرامة وطنه ، ولم اجد حاكم يصون كرامته وكرامة وطنه الا وكان محل عداء امريكي له مهما يكن هذا الحاكم مسلم او غير مسلم المهم انه انسان فالكرامة ليس لها هوية دينية .
تتبجح امريكا بحجج واهية ضد ايران واي دولة لا تتفق والسياسة الامريكية وطالما يدعي العلمانيون ان العلمانية حضارة وثقافة وامريكا ام العلمانية فلماذا لا تلجا امريكا الى طرح عدائها لايران على المجتمع الدولي وموثق بالادلة التي تثبت تعدي ايران عليها ؟ لماذا تلجا الى العنجهية والخسة والدسائس في الرد عليها ؟
العراق في غفوة منذ ان دخلت قوات بوش المجرم سنة 2003 الى العراق بذرائع كاذبة تم كشفها من قبل الامم المتحدة وبامر امريكي تم حفظ تقرير اكاذيب بوش وبلير على العراق في خزانة لا يتم فتحها الا بعد ستين عام وكان هذه المدة تجعل التاريخ يلغي جرائمهم بحق العراق .
الطبقة السياسية في العراق للاسف الشديد ليست هي كايران وليست هي بمعية الامريكان ضاعت وضيعت العراق ، نعم انهم لا يريدون الامريكان ولكنهم جاءوا بعد غزو الامريكان وفي نفس الوقت ليست لديهم القدرة على المصارحة ظنا منهم انها السياسة التي تحتم عليهم المراوغة والسكوت ولكنها بلا نتيجة بل نتيجتها الارهاب الامريكي السعودي الصهيوني الذي بات هو الورقة بيد امريكا للضغط على العراق في ابعاده عن ايران .
11515 كم تقريبا المسافة بين ايران وامريكا، ولا يوجد أي اعتداء لاحدهما على الاخر على الحدود ولا يوجد أي مناوشات صاروخية فيما بينهما ، ولكن العداء مستعر، اين هي الحضارة ولغة المنطق التي تتمتع بها امريكا حسب ما يدعون لكسب ود العالم واقناعهم يما يدعوه.
ان جريمة اغتيال ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني في بغداد وفي مكان مدني تعتبر من اوثق الادلة على اجرام امريكا والصهيونية واستخفافها بالعراق خاصة وبالعالم عامة ولا رادع لهم على اعمالهم هذه ، يدل على جبنهم لانهم لم يواجهوهم في جبهات القتال ، عذرا بل واجهوهم بمنظماتهم الارهابية في العراق وسوريا وهزموا شر هزيمة بل فضحت مؤامرتهم من اجل اسقاط العراق وسوريا من خارطة الوطن العربي ، وهذا الذي جعل الادارة الامريكية تلجا الى اساليبها الخسيسة ، والعجب عندما نستنكر عملهم الاجرامي في بغداد وهم من دبروا وخططوا هجمات 11 ايلول على البنتاغون وبرج التجارة العالمي وقتلوا قرابة 3500 امريكي من اجل مؤامرة الحرب على الارهاب واحتلال افغانستان والعراق فالذي يسترخص دماء شعبه لا يسترخص دماء قادة ومسلمين ؟
اطلع العالم على اهانة ترامب لملك السعودية ولم يحرك ساكن جناب الملك وهذا الذي تريده امريكا من عملائها وكم من عميل انتهى دوره قامت باغتياله حتى ولو كان يحمل الجنسية الامريكية .
ماذا تريد امريكا من العالم ؟ تريد حاكم بلا كرامة وهذا يعني وطن بلا كرامة ويعني شعب بلا كرامة
أقرأ ايضاً
- الأولويّةُ للمواطنِ وليسَت للحاكم
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- التاريخ ليس شريفاً للغاية ..