سامي جواد كاظم
في زمن الوالي العثماني على بغداد مدحت باشا سنة (1287هـ -1870م) زار الشاه ناصر الدين القاجاري العتبات المقدسة في العراق، عند وصوله كربلاء، خرج لاستقباله علماؤها جميعهم إلى المسيب فسلم عليهم، ولما وصل النجف الأشرف خرج أيضاً لاستقباله بعض علمائها، إلا المجدد السيد الشيرازي، إذ لم يخرج لاستقباله ولم يذهب الى مكان اقامته، مما اضطر الشاه أن يرسل وزيره حسن خان إليه معاتباً، وطالباً منه أن يزوره، فأبى السيد ذلك وبعد الإلحاح الشديد عليه والوساطات الكثيرة، قبل السيد أن يلتقي به في الحضرة الشريفة العلوية، وتم الاجتماع بينهما ولم يطلب المجدد من الشاه شيئاًبل حتى رفض استلام المبلغ المخصص له.
في أيام العهد الملكي زار نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي آنذاك برفقة السفير البريطاني النجف الاشرف والتقيا بالسيد ابي الحسن الاصفهاني في ضريح الامام علي عليه السلام، وخلال اللقاء قدم السفير البريطاني صك للسيد بمبلغ من المال، بعنوان نذر من الحكومة البريطانية بمناسبة انتصارهم عسكريا على جيش ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، فاستلم السيد المبلغ وكتب عليه انه تبرع لعوائل الهنود المسلمين الذين فقدوا معيلهم بسبب اشراك الانكليز معهم في الحرب، وفي حينها قال السفير جئنا لكي نشتري السيد فاذا به يشترينا ويبيعنا
في سنة 1365 هـ عندما كان السيد أبو الحسن في لبنان للمعالجة، زار الملك فيصل الثاني النجف مع عبد الإله ونوري السعيد، وكالعادة أن يلتقي العلماء الملك في الحضرة عند ضريح الإمام علي (ع)، فقد طلبوا من السيد محسن الحكيم أن يُنيبه، فجاء رحمه الله ومعه الشيخ عبد الكريم الحائري والسيد علي بحر العلوم، وفي هذا اللقاء قدم السيد الحكيم مجموعة من الطلبات العامة، تتعلق بحقوق الناس، فسُجلت المطاليب ثم انتهت الزيارة
وعندما قاما بزيارة ثانية بعد مدة رفض السيد الحكيم اللقاء بهما رفضا قاطعا والسبب انه عندما قدم طلباته في الزيارة الاولى لم ينفذ منها أي طلب.
وعن هذه اللقاءات قال الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله: أن موقف السيد الشيرازي والتقليد الذي استحدثه أصبحت هذه الطريقة سنة متبعة عند كبار العلماء منذ المجدد الشيرازي حتى السنين المتأخرة، فإذا جاء إلى النجف ملك من ملوك المسلمين، أو من هو في منزلته أحجموا عن استقباله وزيارته، وإذا دعت الضرورة إلى الاجتماع التقوا به في الحضرة المقدسة.
الا السيد السيستاني حفظه الله فقد جاء الرؤساء والوزراء والسفراء الى بيته للتشرف بزيارته بل وحتى يغلق الباب بوجه من لا يرغب في زيارته وبريمر اول من رفض السيد استقباله.
الرئيس الايراني والرئيس التركي والرؤساء العراقيين ورؤساء الوزارات العراقية والسفراء الاجانب ورئيس هيئة الامم المتحدة ومندوبيها جميعهم زاروا السيد السيستاني في بيته المتواضع وخرجوا من عنده وهم في قمة الاحترام والاعجاب بشخصية السيد السيستاني
نعم الحديث الصحيح عن امير المؤمنين عليه السلام " إذا رأيت العلماء عند باب الملوك فبئس الملوك وبئس العلماء واذا رأيت الملوك عند باب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء " فالملوك والوزراء الذين قصد بهم هم الذين لديهم ضمير حي على بلدهم ويعملون على خدمته لا استغلال اسماء العلماء لغرض الدعاية الانتخابية كما هو حالنا اليوم.
والسيد ابو القاسم الخوئي قدس سره فانه اعتقل من النجف الاشرف حتى يظهر من على وسائل الاعلام بانه ذهب الى طاغية العراق والجميع يعلم ان السيد لا يرغب بل يرفض رفضا قاطعا ان يلتقي بهكذا حاكم طاغية.
أقرأ ايضاً
- دور الذكاء الاصطناعي في إجراءات التحقيق الجزائي
- خارطة طريق السيد السيستاني
- خارطة طريق السيد السيستاني