مع احتدام المعارك حول منازلهم منذ بدء تركيا عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا، بدأت أسر كردية سورية تعبر الحدود صوب المناطق الكردية في العراق هربا من الصواريخ والقصف الجويّ.
ووصلت روزين عمر البالغة 29 عاما إلى مخيم بارداراش في كردستان العراق الذي يحظى بحكم ذاتي من مدينة راس العين التي تعد هدفا رئيسيا للهجوم الذي شنّته تركيا على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا في 9 تشرين الاول/أكتوبر الفائت.
وقالت عمر لوكالة فرانس برس بالكردية "نزحنا من راس العين الى الحسكة لأن الاوضاع كانت صعبة مع قصف بالصواريخ وكنا نخشى تدهور الاوضاع أكثر".
وبعيدا عن مخاطر النزاع القائم الذي أسفر عن مقتل عشرات المدنيين، لا تخشى عمر فقط تقدم القوات التركية لكن أيضا المقاتلين السوريين المدعومين من انقرة وكذلك القوات السورية الحكومية.
وقالت "نخشى بالاخص احتلال (راس العين) من قبل تنظيم داعش والجيش الوطني (السوري)، فهربنا لانقاذ اطفالنا من الحرب".
ومع الساعات الأولى لثالث هجوم تركي على وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا، فرّت زويدة وزوجها وأطفالهما من رأس العين.
وقالت "سمعنا أنّ الجنود الأتراك سيقصفون بيوتنا لذا خرجنا إلى الشوارع".
وقال مسؤول العلاقات والإعلام في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في إقليم كردستان العراق الاربعاء إنّ نحو ألف كردي سوري وصلوا خلال الأيام الاربعة الماضية إلى الاقليم، فارين من العملية العسكرية التي تشنها تركيا في شمال سوريا.
ودافعت قوات سوريا الديموقراطية طوال الأيام الماضية بشراسة عن مدينة رأس العين الحدودية، إلا أنه إثر غارات تركية وقصف كثيف متواصل منذ ثلاثة أيام، تمكّنت القوات التركية والفصائل الموالية لها من السيطرة على نصف المدينة.
وطالبت الإدارة الذاتية الكردية الخميس المجتمع الدولي بالتدخل لفتح "ممر إنساني" لإجلاء المدنيين والجرحى "المحاصرين" في رأس العين، بعدما طوقتها القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها وتدور فيها اشتباكات عنيفة.
وجاء الطلب الكردي بعد أن قصف المقاتلون السوريون الموالون لتركيا منشاة صحية في المدينة، ما تسبّب بمحاصرة المرضى والموظفين داخلها، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
- "دماء في الشوارع" -
صافين حامدأسر كردية سورية تصل إلى مخيم بارداراش قرب مدينة دهوك الكردية في كردستان العراق في 16 تشرين الاول/أكتوبر 2019، بعد هروبهم من العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا.
قالت النازحة زويدة إنها كانت في منزل اصدقاء لها في المنطقة الخاضعة لسيطرة الأكراد في سوريا حين سمعت ان القوات الحكومية ستدخل المنطقة التي كانت تتمتع بحكم شبه ذاتي منذ أندلاع الحرب في سوريا في العام 2011.
وأفادت "رأينا الكثير من الدماء في الشوارع. الاطفال اضطروا للمبيت في الشوارع. لم يكن هناك مياه أو أي شيء لنشربه".
نجحت وأسرتها في شق طريقها للحدود العراقية حيث وفر الأكراد العراقيون حافلات لنقلهم إلى مخيم بارداراش قرب مدينة دهوك والذي تمت اقامته أساسا للعراقيين النازحين داخليا.
واستضافت كردستان العراق سابقا ملايين العراقيين النازحين من القتال ضد ارهابي داعش بعدما استولوا على مساحات واسعة في شمال البلاد بين عامي 2014 و2017.
ولا يزال العديد من هؤلاء النازحين يقيمون في هذه المخيمات.
ونزح أكثر من 300 ألف مدني منذ بدء الهجوم التركي، في "واحدة من أكبر موجات النزوح خلال أسبوع" منذ اندلاع النزاع في سوريا وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنّ سكان المناطق المحيطة بتل ابيض وكوباني وفي محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا أجبروا على مغادرة منازلهم.
وحاول معظم النازحين التوجه برفقة أقاربهم لمناطق أكثر آمنا، وقد قضى بعضهم ليلته في البساتين فيما توجه آخرون إلى نحو 40 مدرسة تحولت إلى ملاجئ طوارئ، بحسب ما أفاد عبد الرحمن.
أقرأ ايضاً
- اسكنوا اعداد اضافية وقدموا خدمات :اصحاب فناق سوريون يثمنون مبادرات العتبة الحسينية ويتعاونون معها
- الفساد يقضي على هور الصليبيات جنوبي العراق
- آلاف الشركات الوهمية بالعراق مسجلة بأسماء "مغفلين" تهرباً من الضريبة