حامد ساهي السوداني - عضو محكمة التمييز الاتحادية
تستمد محكمة التمييز الاتحادية قوتها من خلال المبادئ والقرارات التي تصدرها في الدعاوى المعروضة امامها بانسيابية عالية ودقة متناهية بالبحث في الوقائع القانونية بنزاهة تامة وتجرد في ظروف استثنائية لازالت مستمرة في البلاد. فلو قارنا موضوع حسم الدعاوى في المرحلة السابقة كانت المحكمة لا تجد صعوبة او جهدا في اصدار القرارات مقارنة مع ما حصل بعد ذلك من تنوع في الجرائم وظهور التنظيمات المسلحة من زيادة في الكم الهائل للدعاوى وبصدور تشريعات وقوانين جديدة لم تكن موجودة كقانون مكافحة الارهاب رقم 13 لسنة 2005 وقانون غسيل الاموال وقانون هيئة النزاهة الذي حدد فيه جرائم الفساد المالي والاداري وغيرها من التشريعات هذا التلون في نوع الجرائم اضاف الى محكمة التمييز الاتحادية جهداً اضافيا وتنوعا في الرؤى وجعل المحكمة تجتهد وتتطور اكثر في المفاهيم القانونية التي طرأت فقامت باصدار العشرات من المبادئ القانونية من خلال قراراتها بذات صبغة جديدة ومقارنة بسيطة بينها وبين المحاكم الاخرى بنفس درجتها بالنسبة لبقية بلدان العالم نرى اصبحت اكثر تنوعا واضاف اليها تميزاً اخر سواء في فهم الوقائع الجديدة وما تشرع من قوانين مستحدثة وفي طريقة واسلوب معالجتها والظهور بنتائج طيبة وسليمة جعلها ذات قوة قضائية تستند فيها من خلال رصانة قراراتها باستقلالية وتجرد واود ان اشير بهذا الصدد الى دور رئيس محكمة التمييز الاتحادية المهم في اعطاء الوقت الكافي والحرية التامة في المناقشات التي تطرح سواء في جلسات الهيئة الموسعة او الهيئة العامة واذا ما اختلفت الاراء والاجتهادات يقوم بافساح المجال لتأجيل المناقشات الى جلسة اخرى الى حين الوصول الى الاراء السديدة في الوقائع التي تطرح في ظل ما تقدم فان بعض المتقولين على محكمة التمييز الاتحادية عندما يخسرون دعاواهم يكيل الاتهامات والاقوال جزافا فالمعروف دائما في الدعاوى طرفان احدهما يأخذ حقه والاخر يسلب منه ذلك الحق بسبب التعدي فيصبح معارضا في صفوف المعارضين. ان الله سبحانه وتعالى ارتضى بذاته الجليلة ان يكون له معارضا في احكامه وهو ابليس ولم ينه امره في حينه وهو القادر على كل شيء فامهله الى قيام الساعة مع بني ادم وهذه هي اول الديمقراطيات والحرية فالله جل وعلا ليس خصما وانما حكماً عدلاً وكتب على نفسه الرحمة والامثلة تضرب ولا تقاس حيث تنأى محكمة التمييز الاتحادية بنفسها وان لا تكون خصماً لأحد وانما هي في قمة الحياد نسأل اله جلت قدرته ان يسدد الاراء وان يوفق الجميع لتحقيق العدل والانصاف وتبقى محكمة التمييز الاتحادية هي الملاذ الذي يلوذ بها كل مظلوم.
أقرأ ايضاً
- منع وقوع الطلاق خارج المحكمة
- تساؤلات حول مصداقية المحكمة الاتحادية
- الدستور العراقي والمحكمة الاتحادية