بقلم: بركات علي حمودي
بعد شهوراً من الصراعات السياسية على اقالة الطريحي تكللت بالنجاح بأقالة الرجل (الأمني) من منصبه كمحافظاً لكربلاء، و يتبادر الى الأذهان ماذا سيستفيد المواطن الكربلائي ان أُقيل الطريحي او بقي في منصبه؟
او ان يأتي محافظاً غيره من تيار او حزب آخر منافس لحزب الطريحي ؟
و هنا مربط الفرس في الموضوع كُله.. فالقضية هي ليست بالأساس حُباً بخدمة المواطن الكربلائي او لخدمة المدينة المُتهالكة الخدمات بقدر ما هو (بُغضاً) بخلفية الطريحي الحزبية على غرار ما حدث في باقي المحافظات الجنوبية و الفرات الأوسط عندما تغير المحافظين تبعاً لقوة احزاب مجلس المحافظة أمام حزب المحافظ ان كان على خلاف مع باقي احزاب مجلس المحافظة ليتم عندها تبادل الأدوار بين الأحزاب ان كان بالتراضي (الشكلي) او بعد ما صنع الحداد (المخفي)!
نعم ليس هناك من يُفكر بكربلاء او بالكربلائي او بباقي محافظات العراق البائسة، بل ان هناك من يفكر فقط بالفوائد السياسية و المالية لهذا الحزب او ذاك استعداداً لأي انتخابات قادمة ان كانت تشريعية او لمجالس المحافظات.
نحنُ ككربلائيون ماذا جنينا من كل هذه الطبقة السياسية بمختلف مُسمايتها و التي حكمت المدينة عبر منصب المحافظ او مجلس المحافظة ؟
هل شاهدنا طريقاً عُبِّد بطريقة صحيحة او مبزل للمجاري يقتل الساكنين بجانبه قد غُلف، او شارعاً رئيسياً بُني لمدخل المدينة التي تملك شارعاً بائساً بعرض 12 متر من جهة بغداد و هي التي يؤمها ملايين الزائرين سنوياً ؟
هل شاهدنا مشروعاً كبيراً يُفيد المدينة عدا مشاريع العتبات التي تستحق فعلاً تأخذ زمام المبادرة في المحافظة.
القضية كُلها تندرج ضمن الصراعات السياسية في العراق بشكل عام ولا تُخص كربلاء بالذات و بالتالي فأن وضع المدينة المُزري من خدمات و واقع اقتصادي لن يتغير و ربما سيكون اسوء لان التكالب على المناصب هو لأغراض حزبية بحته و يستحيل ان تجتمع مصلحة الحزب مع مصلحة المواطن مهما حسُنت النوايا.. فالبلد لا يُقاد بُحسن النوايا بقدر العمل الصحيح هذا ان وجدت النوايا الحسنه أصلاً بهذه الإقالة او بغيرها من الأحداث التي أرهقتنا!
الخلاصة.. نحتاج جدياً ان نعود للنظام الرئاسي الذي يلغي دور مجالس المحافظات الذي لا يُسمن الشعب ولا يُغنيه من جوع، بل اشبع و اسمن الأحزاب وجعل لكل حزب منهم كنزاً في كل محافظة يمول تلك الأحزاب كما اسلفت، نعم نظام رئاسي يُعين فيه رئيس الجمهورية محافظ المُدن حسب رؤيته و سلطته التشريعية التي يُعطيها له الشعب في الانتخابات الرئاسية لا بسلطة (صدام) ان ظن البعض منكم اني اقصد ذلك!
اُقيلَ الطريحي بأيجابياته و سلبياته و حاول الرجل ان يضع بصمته في تاريخ كربلاء في أوقات اقتصادية عصيبة و أظن انهُ لم يُفلح لان النوايا الحسنه وحدها لا تكفي كما اسلفت.. والله الأعلم ما في صدور البشر.
إذاً اقلتموه.. فلنرى ما ستفعلون ومن تجلبون ؟!!!
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً