- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الإنتحار في العراق الإهمال الأسري و التقصير الحكومي
بقلم:قيس محمد
على مدى أعوام طويلة، كانت حالات الانتحار في العراق قليلة جداً. لكن، في أعقاب الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، وما تسبب فيه من ويلات ليس أقلها الحرب الأهلية وانتشار الفوضى الأمنية والإرهاب والفشل التنموي، بات من المعتاد أن تستقبل مستشفيات البلاد جثثاً لمنتحرين، بالإضافة إلى إسعاف ناجين من الانتحار، وبات العدد بالعشرات سنويا.
ان تلك الحالات لا تأتي مصادفة انما هي نتيجة تراكمات كبيرة وضخمة لا يستطيع اي كائن تجاهلها ناهيك عن ان الوزارات والمؤسسات المتخصصة والمنظمات، بعيدة كل البعد عن هموم ومشاكل الشباب وترك المسؤولية على عاتق العائلة التي ربما لا تستطيع فعل شيء او منع حدوث شيء لوحدها.
ومانشاهدة في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، باستمرار قصصا جديدة عن شبان وفتيات قرروا إنهاء حياتهم بالقفز من فوق جسر أو تناول السم أو قطع الأوردة أو شنق أنفسهم أو الحرق، والقاسم المشترك بينهم جميعا هو ظروف اجتماعية، غلاء المعيشة، البطاله الابتزاز الإلكتروني، قادتهم إلى الأنتحار.
وفي إحصاءات للمفوضية العليا لحقوق الإنسان (المستقلة) التي رصدت قرابة ثلاثة آلاف حالة انتحار بين عامي 2015 و2017، أقرّت بعدم وجود إحصائيات حقيقية لحالات الانتحار، كون الأرقام الموجودة تمثل الحالات الفعلية التي تنتهي بالموت، دون الخوض في عدد المحاولات التي لم تنجح أو الحالات التي لا يتم الكشف عنها لأسباب مجتمعية.
ومن جانب الفقهي وبالاجماع، كما اضاف المحقق والباحث الشيخ (باسم الحلي) بالأدلة الاربعة المالكية، الحمبلية، الشافعية، الحنفية،
بالاضافة الى الشيعة يفتي بحرمة ازهاق النفس، وآية صريحة في القرآن
. وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ.
ويشير كثير من المراقبين إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية العنيفة باتت من الأسباب التي تؤدي في بعض الحالات إلى الانتحار، بسبب الانتشار الكبير لخدمة الإنترنت في البيوت وإدمان كثير من الآباء والأمهات على شبكات التواصل الاجتماعي، تراجعت مراقبة الآباء لأولادهم إلى الحد الذي باتت فيه كثير من الفتيات يقعن ضحية الابتزاز والترهيب، فضلاً عن ابتعاد الوالدين عن مراقبة أبنائهم وتكون النهاية
مأساة،علمآ بأن هنالك حلول بسيطة يجب أن تكون توعية للشباب ولجيمع الفئات العمرية من الجانب الديني والتربوي والاخلاقي، حول خطورة الإقدام على الإنتحار محاولة توفير فرص عمل للشباب وغيرها من أجل دمجهم في الحياة الإجتماعية والمعيشية،كيفية التخفيف من الضغوط النفسية، والمساعدة من أجل تخفيف الخلافات الأسرية.
للحد من العنف المجتمعي حتى لا تكون هنالك نهاية وخسارة في الدنيا والآخرة.(بسم الله الرحمن الرحيم.
وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا)